وقت الفراغ


وقت الفراغ

من الأمور التي لايختلف عليها أحد، أن يكون لكل شاب هدف في الحياة، وهذا بدوره بحاجة إلى تكاتف جهود الدولة والمجتمع والمدرسة والأسرة لترسيخ السلوكيات والقيم الفاضلة في حياة الشباب، وهي قيم العمل وأهمية العلم والثقافة واستثمار كل دقيقة في حياتهم، وترسيخ ذلك كله في نفوسهم وتحبيبهم فيها، ليس فقط بالنسبة للشباب وإنما للمجتمع ككل..

يتصل بذلك أيضاً معادلة صعبة ودقيقة، بين أن يمضي الشباب وقتهم بما يفيدهم ويفيد وطنهم ومجتمعهم، أو إهدار ذلك كله فيما لاطائل من ورائه ولاعائد، وقد قيل قديماً: «الوقت كالسيف، إن لم تقطعه قطعك». كما أن ديننا الحنيف يعتبر الوقت من الأمانات التي سيُسأل عنها الإنسان يوم القيامة. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «لاتزول قدماً عبد حتى يُسأل عن ثلاث: عن عمره فيما أفناه، وعن علمه ماذا عمل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه».

لذلك كان لابد لنا، ونحن في الإجازات الصيفية أن نمعن التفكير جيداً في الكيفية التي من الواجب على شبابنا أن يقضوا أيام إجازاتهم على منوالها، وهي مسألة موجودة بفضل الله بشكل واضح على سلم الأولويات الرسمية والأهلية في بلادنا من خلال البرامج الصيفية والمناشط المتعددة التي أصبحت تزخر بها النوادي والجمعيات والمدارس وما إلى ذلك.

ما المجالات المتوفرة حالياً والتي يمكنها مساعدة الشباب في تمضية وقت فراغ مفيد؟ المجال الرياضي: وهو مجال متاح ومتعدد لاستثمار طاقات الشباب، فالألعاب الرياضية منتشرة، ولم تعد مقتصرة على اللعبات الجماعية وحدها، وإنما امتدت لتشمل العديد من الألعاب الأخرى، وأصبحت النوادي الرياضية تمثل عامل جذب مهم للشباب.

وكذلك الحال بالنسبة لمراكز الشباب التي يمكنها المساعدة في ذلك. المجال الاجتماعي: أقل انتشاراً نسبياً ـ من المجال الرياضي، فالنشاطات الاجتماعية التطوعية موجودة على أكثر من صورة، حيث تسعى الدولة والجمعيات الأهلية وغيرها من المؤسسات لإتاحة المجال أمام الشباب للمشاركة في الأنشطة التطوعية الحاثة على إنماء روح العمل الجماعي وحب الخير لذاته. والشباب السعودي ـ بحمد الله ـ يسارعون لتقديم يد العون لمن يحتاج إليها، من هنا كان لابد من فتح مجالات العمل التطوعي أمام هؤلاء الشباب. 


المجال الترفيهي: موجود إلى حدما، فلدينا المدن الترفيهية والشواطئ الممتدة والوديان الفسيحة. وبمقدورها أن تكون عنصر جذب للشباب الراغب في تمضية أوقات فراغ ممتعة. أما النوادي فتتيح قدراً معقولاً لهواة الأنشطة والألعاب المختلفة مثل سباقات الجري وركوب الخيل والسباحة وما إلى ذلك. فمن حق الشباب أن يرفه عن نفسه ليجدد نشاطه ويستعد لما ينتظره في المستقبل من مواصلة العلم وبذل الجهد في العمل والإنتاج.

ولعل الجانب الآخر في تحقيق هذه المعادلة يتمثل في التوعية الدينية والإعلامية والاجتماعية من خلال المساجد والمدارس ووسائل الإعلام الجماهيرية، فضلاً عن العديد من الوسائل الأخرى التي من شأنها ترسيح قيم العمل والتضامن الاجتماعي.

وعلى كل أسرة تريد إسعاد أبنائها، أن تساعدهم في البحث عن أفضل السبل الكفيلة بتمضية وقت فراغهم على أحسن مايكون، حتى يعود مثل هؤلاء الشباب مكتسبين علماً ومعرفة وثقافة، إلى جانب تجديد النشاط وإيناس النفس.
قل لي كيف تقضي وقت فراغِك؛ أقل لك من أنت.
 فاختيارات الإنسان لا تظهر فقط في أوقات الجد والعمل، بل تبرز كذلك وبشكل أكثر وضوحًا في وقت الفراغ؛ فالبعض يقضي هذا الوقت ممددًا على الأريكة أمام التلفاز يستهلك ما يراه بصريًّا، ومستقبلاً لكل ما يلقى في عينه ورأسه، ناهيك عن محتوى ما يراه..  أمام إرسال حكومي يلهث وراء منافسة الفضائيات بمزيد من الإباحية والخلاعة وكشف مساحات أوسع من أجساد النساء، أو إرسال طبق فضائي اختار صاحبه أن يضبطه على القنوات الغربية والشرقية التي تعرض أفلام الجنس وتزودك بأرقام هواتف العاهرات في بلدك كي يمكنك الدفع بالعملة المحلية والاستمتاع بالولاء القومي.. واللذة.. معًا!!
البعض الآخر يقضي وقت الفراغ في الشارع، وهذا الاتجاه "الشوارعي" اتجاه نامٍ في عالمنا النامي، وينقسم إلى أحزاب وجماعات.. حزب السائرين بدون هدف، وحزب السائرين وراء الفتيات عسى أن تقع فريسة في الشبكة، وحزب الجالسين، وهذا بدوره ينقسم إلى جماعة الجالسين يُدَخِّنون النرجيلة (الشيشة) التي انتشرت كالوباء في مجتمعات كثيرة، وجماعة الجالسين في المطاعم كل يوم في مكان سعيًا وراء شهوة البطن وما أهمها من شهوة..طعام  شامي، صيني، مغربي، يمني.
البعض الآخر استغنى عن الطعام والمشي والنرجيلة بالصاحب المقرب الذي يفصل الإنسان عن كل ما حوله وهو جهاز الكومبيوتر ليفتح شبكة العنكبوت، وليته يسعى بحثًا عن معلومة أو سعيًا وراء معرفة جديدة، بل ليدور في دوائر المواقع الجنسية ما بين مواقع "عادية" ومواقع للشواذ والجنس الجماعي، فيكتفي بالصفحة الرئيسية أو القليل المعروض مجانًا إذا لم يكن من أصحاب الـ "كريديت كارد" ويستطيع أن يدفع.. بالتي هي أسوأ.
قطاع واسع من البشر في العالم العربي تعرفهم أيضًا من وقت فراغهم.. هم الكادحون في الأرض، وهم في الحقيقية ليس لديهم وقت فراغ.. والوقت الذي يستريحون فيه من العمل الأصلي والعمل الإضافي الذي بالكاد يسدُّ احتياجاتهم هو وقت النوم..
ومسألة وقت الفراغ هذه لها أبعاد سياسية هامة، فهناك ضبط وربط تمارسه الأنظمة في هذه المساحة، فهناك وقت فراغ مشروع مثل كل ما سبق، وآخر غير مشروع إذا كان يؤدي إلى: مشروع واعٍ.
لا تفكر في قضاء وقت الفراغ في المسجد مثلاً.. فالمساجد مراقبة وهي مكان للصلاة فقط (لا تجادل!)، وعليك أن تفرَّ منها بعد الصلاة قبل أن يتم إغلاق بابها فتحبس بالداخل أو تواجه تهمة لا يعلم عقوبتها أحد.. بحسب الظروف والأحوال.. ومزاج المحقق.
الديمقراطية أيضًا مرتبطة بوقت الفراغ.. فالديمقراطية تتطلب متابعة للأحوال العامة، ونقاش مع الآخرين بشأنها، ومشاركة في المجتمع المدني وفعالياتها، وتضافر الجهود للدفاع عن مصالح أو تمثيل رؤى، ومتابعة ما يجري والتفاعل معه.. وكل هذا يحتاج لوقت.. وأزمة الديمقراطية الغربية الآن وضعف المشاركة في العمل السياسي -التي توضحها الأرقام- توضح أن الناس ليس لديهم وقت لهذا، فآلة الرأسمالية تستهلك قواهم في عمل شاق ساعات طويلة، وكل ما يبقى بعد العودة للمنزل في آخر اليوم هو عقل مجهد وجسد مرهق يستلقي على الأريكة أو يجلس أمام الـ "نت"؛ فينفرد بالسياسة النشطاء من المخلصين، أو المحترفين(لقمة العيش) ، أو لوبي الجماعات المدافعة عن مصالحها كالشواذ واليهود.. وتدار الأمور لصالح من يملكون المال والسلطة لأنهم ببساطة لديهم: وقت.
وقت الفراغ أيضًا يقسم الناس ويحدد الهوية، فالذي يقضي وقت فراغه في عطلة نهاية الأسبوع في حانة والذي يقضيه في المسجد القريب هل يمكن أن نضمهما معًا في إطار مواطنة واحدة؟! أم أن كلاًّ منهما ينظر لجاره باعتباره: الآخر/العدو/الغريب! ويصبح عندئذ الذي يذهب للكنيسة – رغم اختلاف الدين – أقرب لمرتاد المسجد من زائر الحانات والحوانيت الذي مكتوب في خانة الدين في البطاقة أنه من نفس العقيدة ؟!
إن الطبقية والأيدلوجية وغيرهما من المفاهيم قد تصلح للتحليل السياسي والاجتماعي، وتشرح وتفسر مسيرة التاريخ.. والآن لدينا وحدة تحليلية جديدة وكاشفة هي: وقت الفراغ.
قل لي كيف تقضي وقت فراغك؛ أقل لك من أنت!
مفهومك عن وقت الفراغ ..خاطئ
تجيب عليه/ أ. إيمان السعدون
·       ·       زوجي رجل مشغول بأعماله الخاصة، ولا يجلس بالبيت سوى وقت يسير،لا أعرف كيف أقضي وقتي فكلما تحمست لشيء معين مثل حفظ سور من القرآن الكريم ابدأ ثم أتوقف وبنظري فإن مرد هذا إلى وحدتي فما العمل، زوجي يرفض أن أخرج من البيت لأي شيء لإكمال الدراسة أو دراسة القرآن بدار تحفيظ أو أخذ دورات، كل هذه الأشياء يرفضها مع أن لدي وقتاً طويلاً وأعيش في ملل مروع، وليس لي صديقات أو حتى جارات لأتساعد معهن.. مللت الوحدة.. مللت الملل.. مللت الكسل.. ولكن لا يرضى أن يعطيني فرصة لأنه يرفض فكرة خروج المرأة من بيتها.. فما الحل معه.
أختي في الله السائلة:
ليس الحل مع زوجك ولكن الحل معك أنت، فنظرتك الخاطئة إلى وقت الفراغ والوحدة هي السبب في انصرافك عن الانتفاع به، فالخلطة بالناس ليست على كل حال هي خير للمرء، بل قد تكون العكس بلاء وأي بلاء. ثم إن في حال خلطتك بالآخرين تزيد عليك الحقوق والمسئوليات في حفظ اللسان من الزلل وفي حفظ النفس من الزيغ مع الهوى وفي حفظ أعراض الآخرين ثم إنك محاسبة عن هذا وعن أكثر منه، فالسلامة كل السلامة في عدم خلطة الناس إلا في حال الطاعة والعمل الصالح، وليس زوجك فقط الذي يرفض خروج المرأة وبالأصح عدم كثرة الخروج، بل الله تعالى من فوق سماواته من فوق عرشه يقول: {وقرن في بيوتكن} [الأحزاب: 33] وأحاديث كثيرة وردت تبين فضل بيت المرأة عن غيره قال عبد الله بن مسعود((ما قربت امرأة إلى الله بأعظم من قعودها في بيتها))، ((وخير للمرأة ألا ترى الرجال ولا يروها)) وإذا خرجت لا بد أن تري الرجال ويروك.
ثم إني عجبت والله كثيراً في سؤالك فالمؤمنة الصالحة كما تبين لي من بعض مفردات سؤالك والله حسيبك تعرف كيف تقضي وقتها ولا يتلبس لها الشيطان في هذا الجانب فأين أنت من {فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فارغب } [الشرح: 7،8] فإذا كنت تؤمنين أن من ورائك موتاً وحساباً وجنة ونار، فلا بد أن تجدي لك شغلاً للاستعداد لهما، فإنك والله تستطيعين لو وفقك الله في هذا الأمر أن تقلبي بيتك روضة من رياض الجنة بالذكر والعبادة وقراءة القرآن والتسبيح والتهليل.
ثم إني أتساءل ألا يوجد لديك أطفال وإن كان لديك أطفال فأين أنت عن أمانة ومسئولية التربية التي والله تحتاج إلى ساعات وساعات في محادثة الأطفال وتوجيههم والعناية بهم أجساداً وأرواحاً.
وأكرر التساؤل من يقوم بشئون منزلك وإصلاح شأنه فلا أظنك والله إن أديت الحقوق التي عليك تحلين في عمل في طاعة الله أو في حق الزوج أو الأولاد أو المنزل أو في إصلاح شأن نفسك. وإني أوصيك بقراءة الكتب النافعة التي تدلك كيف تقضين وقت فراغك وهناك كتب كثيرة تنظم شأن المرأة ووقتها
الفراغ وأثره على الشباب
بقلم: السيدة عقيلة المقبل
     يعاني الشباب - العربي والمسلم -  الكثير من المشاكل، التي تسبب لهم أضراراً: نفسية، واجتماعية، واقتصادية. ومن أهم أسباب هذه الأزمات: مشكلة الفراغ.
     وقد تتجلى هذه الأزمة بصورةٍ واضحةٍ بعد أن يتخرج الشاب من المرحلة الثانوية، خاصةً إن لم يجد له البديل الذي يساعده على استثمار الفراغ بشكل جيد، وهذا يرجع إلى طريقة تفكير الشاب؛  فإن كان تفكيره بسيطاً، ولم يكن يمتلك الثقافة العلمية والإيمان القوي بالله؛ فإن هذه الأفكار ستصبح مشتتة له بين الصواب والخطأ. وكذلك التربية التي حصل عليها في أثناء طفولته؛ فهي تربية ربما نقصها جانب الوعي بمتطلبات الحياة، التي تكفل مساعدته على تخطي جميع المشاكل التي تواجهه في دنياه بشكل متوازن. فيضطر هذا الشاب إلى البحث عن البديل، الذي يتمثل في مشاهدة الأفلام والبرامج الهادمة، التي قد تدخله في متاهات عميقة وذلك في ظل تطور الإعلام، ومحاولة سيطرة الغربيين على أبناء مجتمعنا، من خلال هذه الشاشة الصغيرة بما تحويه من برامج عديمة الفائدة. ولم تكتفِ - الدول الغربية - بذلك وانما عملت على نشر المجلات والأغاني الفاسدة. فالشاب يتأثر بهذه الأشياء؛ وذلك بسبب إهمال وقصور من الأهالي في تربية الأبناء التربية الموجهة والسليمة، التي تساعدهم على تخطي جميع المشاكل بوعي كامل.
     إضافةً لما ذكر، نجد أن بعض الأهالي هم الذين يشجعون الأبناء على القيام بالعمل الخاطئ، وذلك من باب التطور والظهور بمظهر لائق أمام المجتمع. فيقوم الشاب بممارسة هذه الأشياء بدون تفكير بعمره الذي يضيع هدراً في غير المفيد، وبعد ذلك يندم على شبابه الذي ضيعه بغير فائدة تنفعه في دنياه وآخرته. يقول الإمام علي عليه السلام: "شيئان لايعرف فضلهما إلا من فقدهما: الشباب، والعافية"[i][1].
    فالشاب الذي يعاني الفراغ الكبير يشعر بالملل؛ فيلجأ إلى تفريغه بشكلٍ إيجابيٍ أو سلبيٍ، وذلك حسب الهدف الذي يسعى إلى تحقيقه في حياته.
     يرى سماحة الشيخ السيد (منير الخباز) أن وقت الفراغ سلاح ذو حدين: إيجابي وسلبي. فأما الإيجابي فيتمثل في أثرين مهمين يذكرهما علماء الإجتماع:
1-     إن وقت الفراغ يجدد حيوية الإنسان ونشاطه.
2-     إنه يساعد على تطوير إبداعات الإنسان، مثل مزاولة الهوايات المفيدة: كالرسم والشعر والخطابة.
     أما الدور السلبي، فيقول السيد: إن سلبيات وقت الفراغ تظهر عند عدم استثماره، ومن الآثار السلبية قتل فعاليات الإنسان فيصبح الإنسان عضواً مشلولاً، غير نافع في المجتمع، بالإضافة إلى أن وقت الفراغ قد يجر الإنسان إلى المعاصي والجرائم [ii][2].
    قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أشد الناس حساباً يوم القيامة المكفي الفارغ، إن كان الشغل مجهدة فالفراغ مفسدة"[iii][3].
     من المشاكل التي تحدث نتيجة الفراغ، ما يلي:
     أولاً: المشاكل النفسية: بحيث يعيش الشاب حالة من القلق والإحباط خصوصاً وهو يرى أن جميع الأبواب مغلقة أمامه، من ناحية العمل، والأهل، والتعليم وغير ذلك، مما يؤدي إلى انعزاله عن المجتمع وفي النهاية أصابته بحالة نفسية.
     ثانياً: المشاكل الاجتماعية: إن مشكلة الفراغ تسبب العديد من المشاكل الاجتماعية، ومنها: تفكك علاقة الشاب مع أهله وجيرانه، فيصبح بالتالي غير محبوب من قبل الجميع وذلك بسبب تغير شخصيته وانحرافها عن الجادة الصحيحة. فيستمر الشاب في هذا المسار لأنه وجد نفسه أمام مشكلتين، وهما: الفراغ وتخلي الأحباب عنه؛ فيقوم حينئذ بالبحث عن البديل وهم رفقاء السوء الذين يشجعونه على هذا الطريق. وذلك بإعطائه المجلات الفاسدة والأشرطة المتنوعة من الأفلام والأغاني التي تشتت تفكيره وتبعده عن ذكر الله؛ فيكون من الصعوبة بمكان حل المشكلة في هذه الحالة؛ فهي بحاجةٍ إلى جهد كبير ووقت طويل من الشاب والأهل أيضاً.
     ثالثاً: المشاكل الاقتصادية: قد يعيش الشاب مشكلة أخرى وهي البطالة، والمقصود بها: "حالة عدم الاستخدام التي تشير إلى الأشخاص القادرين على العمل والذين ليست لديهم فرص سانحة للعمل"[iv][4]. وذلك إما لقلة ساعات العمل عن السابق واعتماد الكثير من المصانع على الأجهزة الحديثة والعمالة الأجنبية بحجة أنها تأخذ الأجر القليل ويبقى الشاب بدون عمل. أو قد يعيش هذه المشكلة بسبب التكاسل والخلود للراحة وعدم المبادرة في البحث عن عمل.
    ويبقى الفراغ مشكلة كبيرة يعاني منها شبابنا في هذا الوقت، وذلك لأسباب عديدة، ربما يكون من جملتها: عدم وجود الفرص الكاملة للقبول بالجامعات، إضافةً لقلة الوظائف المتاحة، وظهور الإعلام الفاسد الموجه؛ لشل حركة أمتنا. وهذا ما يريده أعدائنا من ضياعٍ لشبابنا وابتعادهم عن الدين الإسلامي الحنيف
((وقت الفراغ))
جاء الصيف... وبدات العطلة الصيفيه .... حان وقت الراحة بعد عناء شهور عده
فالبعض يقضي إجازته في بلاده والعض يسافر الى بلد اخر لاستجمام والترويح عن النفس ...
ولكن.....ولكن...
الخوف هنا من الشباب ... المراهقين..... فبمجرد انه انهى دراسته وحصل على الاجازه لا يعرف كيف يقضيها بالشكل الصحيح..
فبعضهم يقضيها في المراقص ... والبعض يقضيها في الفواحش ...... الخ
فالدوله الله يجازيها الف خير فتحت الانشطه الصيفيه وقامت بصرف الاف الدراهم من اجل هؤولاء الشباب.......
وعلى الاهالي واقارب الشباب توعيتهم وارشادهم وعدم تركم يفعلون ما تشتهي أنفسهم
على الاباء حث أبنائه على ممارسه الرياضه ... وزيارة الاقارب...
والتنويع في الانشطة .
ان استغراق الانسان لوقته في عمل واحد، قد ينتج عنه الملل والسأم
وحتى في العبادة المستحبة، لا ينصح الدين بالاستغراق فيها الى حد فقدان الرغبة والنشاط، ورد في صحيحي البخاري ومسلم عن عائشة عن النبي أنه قال: «يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون. فإن الله لا يمل حتى تملوا. وان أحب الأعمال الى الله ما دووم عليه وان قل». 
ورد في صحيحي البخاري ومسلم عن عائشة عن النبي أنه قال: «يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون. فإن الله لا يمل حتى تملوا. وان أحب الأعمال الى الله ما دووم عليه وان قل» وفي حديث آخر عن أنس عنه : «ليصل أحدكم نشاطه، فإذا كسل أو فتر قعد». 

ورد في صحيحي البخاري ومسلم عن عائشة عن النبي أنه قال: «يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون. فإن الله لا يمل حتى تملوا. وان أحب الأعمال الى الله ما دووم عليه وان قل» وفي حديث آخر عن أنس عنه : «ليصل أحدكم نشاطه، فإذا كسل أو فتر قعد». فأنا انصح الشباب بأن يقضوا وقت فراغهم بما يرضي الله ورسوله
فالاجازات والعطل فرصة لتنمية أبعاد أخرى في شخصية الإنسان، وللقيام بأدوار ومهام في ميادين وحقول ثانية
إن الله تعالى يخاطب نبيه محمدا بقوله: ﴿ فإذا فرغت فانصب. وإلى ربك فارغب
أي إذا فرغت من مهمة ودور، فانتصب لمهمة أخرى، ودور آخر.

واتمنى ان تكون رسالتي الى الشباب قد وصلت ... واتمنى من الوالدين انا يراقبوا ابنائهم وبناتهم من البدايه حتى لا يفلتوا من بين ايديهم فبعد ذلك لا تنفع الندامه

من الميادين الحديثة لعلم الاجتماع،حيث دخوله إلى جوهر حياة الإنسان في مختلف تفاصيلها فقد كانت بعض المفاهيم القديمة لا ينظر إليها على إنها جزء من هذا العلم المتجدد، بل كانت تعد هامشية بالقياس إلى أساسيات بحوثه ودراساته، ومن حقول هذا العلم المهملة سابقاً هو حقل (وقت الفراغ) كظاهرة اجتماعية شأنها شأن ظواهر المجتمع الأخرى، ولها تماس بحياة الفرد الاجتماعي كما لغيرها من هذه الظواهر وإذا كان ثمة تحديد لمفهوم الفراغ فانه لا يأتي إلا باقترانه مع العمل، حيث أن الأخير هو العامل الأول الذي يضع الإنسان في موقعه الذي اختارته له شرائع السماء، وقبل الولوج في تفاصيل المصطلح وعلاقته بالإنسان، والتي منها إشباع بعض حاجاته الفطرية والروحية بالذات نلقي نظرة سريعة على مفهوم وقت الفراغ كظاهرة لازمته منذ وجوده على هذه الأرض.
تشير اكثر النصوص التاريخية القديمة، والرسوم التي بقيت من حطام الحضارات المندرسة إلى أن اكثر (الأعمال) التي وصلتنا هي نتاجات فنية تؤكد على أن أصحابها كانوا يمتلكون الكثير من الوقت الفائض ليسهبوا في هذه التفاصيل الدقيقة، وكذلك في الآثار الأدبية التي صورت حياة اكثر الشعوب والأمم فركزت على ما نطلق عليه الآن (وقت الفراغ) بحيث كانت السمة الغالبة لكثير من هذه الآداب والفنون، بينما جاءت الشرائع والديانات لتعطي نوعاً من التوازن في علاقة الإنسان مع وقت الفراغ، وقد أعطى القرآن الكريم وأحاديث النبي(ص) مقاييس عامة لكيفية التصرف بالوقت، وكذلك ميزت النصوص الإسلامية بين الحياة الحقيقية للإنسان وبين حياته ككائن حي آخر، ويقول القرآن الكريم في هذا الصدد ( إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر وتكاثر في الأموال) أما في صدد الترويح عن النفس والذي هو أحد مصاديق وقت الفراغ فيقول الرسول(ص) (إن لبدنك عليك حقا) (مجمع الزوائد ج 7ص 239) وواضح أن المقصود من قوله(ص) عدم إجهاد الجسم وإرهاقه بحيث لا يجد ما يعينه على الاستمرار فيه.


حدد علماء الاجتماع وقت الفراغ بخواص معينة واعتبروها أساس تعريف مفهومه منها أن يكون المقصود من الفراغ هو التحرر من العمل بحيث لا يقصد من أشغاله التكسب، وكذلك انعدام الأغراض التجارية أو النفعية والصفة الثالثة هي قابلية الفراغ على إشباع حاجات الفرد التي لا يحققها العمل عادة، وفي هذا الصدد يمكننا أن نعتبر الدعاء المنصوص عليه من قبل أئمة أهل البيت(ع) في الدين الإسلامي نموذجاً لهذا النوع من الإشباع الروحي والنفسي، حيث نجد أن الأئمة(ع) لم يتركوا وقتاً للفراغ يضيع بل أوصلوا اللحظة باللحظة واليوم باليوم.
والواقع إننا لا نمتلك دراسات علمية للفراغ، بل يكاد يكون حقلا مهملاً في حين قطع علماء الاجتماع الغربيون أشواطا طويلة وبالتحديد خلال الخمسين سنة الأخيرة، فعرف الفراغ كنشاط اجتماعي يعتمد على العلاقات الاجتماعية والالتزامات المتبادلة والاتفاقات كما خضع لتنظيمات خاصة أسست عليها نواد وجمعيات أخذت موضوع الترفيه كعنوان رئيسي لعملها ونشاطها.
وقد وضع علماء الاجتماع عدة تعريفات منها ما حدده (ستانلي باركر) في تعريفه للفراغ من خلال ثلاثة طرق هي: إخراج وقت الفراغ البحت بطرح كل نشاطات الإنسان خلال الساعات الأربع والعشرين كساعات العمل والنوم وتناول الطعام وقضاء الحاجات الفسيولوجية وورد هذا التعريف في قاموس علم الاجتماع بأنه (الوقت الفائض بعد خصم الوقت المخصص للعمل والنوم والضرورات الأخرى من الأربع والعشرين ساعة).
وهناك مجموعة أخرى من التعريفات لا تهتم بفكرة الوقت، بل بنوع النشاط الذي يمارسه الإنسان أو الصفة الشخصية لممارسي هذا النشاط، فيعرّف (جوزف بابير) الفراغ بأنه اتجاه عقلي وروحي، غير نابع من ظروف خارجية وليس نتاجاً للوقت أو مرتبط بأوقات الإجازات والعلاقات والعطلات الدورية ويؤكد على أنه موقف عقلي وحالة تتعلق بالروح أساسا وربما نجد بعض المشتركات بين التعريف الأخير. والنظرة الإسلامية لو قورنت ببعض التطبيقات المستفاد منها كأهمية الوقت واغتنامه في العمل الذي يمكن أن يكون كسباً أو تأملاً أو عبادة وهناك نموذج ثالث من التعاريف يحاول الربط بين التعريفين السابقين فتكون صيغته (هو الوقت الذي يتحرر فيه المرء من العمل والواجبات الأخرى والذي يمكن أن يستغل في الاسترخاء والترويح والإنجاز الاجتماعي أو تنمية حاجات شخصية) أو انه (مجموعة من الأعمال التي يقوم بها الفرد والنابعة عن إرادته الشخصية بهدف الراحة أو التسلية أو زيادة المعرفة أو ترقية المواهب الخاصة، أو تنمية المشاركة الإرادية في المجتمع المحلي بعد الانتهاء من مهام المهنة، والأسرة، والواجبات الاجتماعية الأخرى.
وهنا يقع اختلاف وتباين في النظرة إلى الفراغ وهل هو الوقت الحر المطلق أم انه أي فرصة تحرر من أعباء العمل أم هو كل شيء خارج عن الالتزامات والنشاطات الاجتماعية عموماً. كما أن استغلال وقت الفراغ يتبع نوعية العمل وثقافة العامل وكذلك طرق استغلاله بحيث يعود بالنفع على مستثمريه وينظر البعض بما فيهم الاقتصاديون إلى الفراغ على أنه (مشكلة رئيسية في الاقتصادات المتقدمة كما يصفه (كينز). إلا أن الملاحظ أن هناك خلطاً واضحاً بين مفهوم الفراغ كوقت وبينه وبين معنى الترويح والذي هو اقرب إلى معناه الحقيقي، فالترويح أحد ضرورات الاستمرار في العمل، وليس هروباً من أعباء العمل اليومي فقط، وقد يكون الفراغ عاملاً من عوامل تفكك الشخصية وانحلالها، أو عاملاً من عوامل تكاملها خصوصاً في المجتمعات الصناعية الحديثة والذي اصبح فيه عامل الوقت أحد سياط الحضارة المدنية على ظهر الإنسان الذي أرادته هذه الحضارة أن يكون عاملاً منتجاً لا غير.
ويظل التضارب قائماً من خلال تعريفات علماء الاجتماع والفلاسفة لمفهوم الفراغ فيصف (دي مازدييه) في كتابه (سوسيولوجية الفراغ) أن الفراغ هو أسلوب للسلوك يمكن أن يكون متضمناً في أي نشاط نمارسه) بعد عرضه لأنشطة العمل والالتزامات العائلية والالتزامات الاجتماعية ـ الروحية والاجتماعية السياسية ويوافقه في ذلك كل من (ريزمان) والذي يعتبر رائد هذه النظرية التي صاغها في عام 1948م والداعية إلى الخلط بين ممارسة العمل وممارسة بعض هوايات الفراغ أو الترويح، وسار علماء الاجتماع الآخرون على هذا المنهج ومنهم (كابلان) و(ولينسكي) ومؤدى تعريف (دي مازدييه )هو أن الفراغ ( ذلك الوقت الذي يستطيع فيه الفرد أن يحقق إشباعاً لأغراضه وانجازاً لأهدافه الشخصية). بينما يرى الفيلسوف (ماركيوز )واتباعه إنكار وجود نشاطات شخصية للفراغ ويرون أن الفراغ هو ضرب من الاغتراب (ALIENATION) ولهم في ذلك حجة أن إشباع الحاجات الشخصية التي يريد الفرد تحقيقها ما هي إلا حصيلة للقوى المؤثرة في الإنتاج والاستهلاك، وهناك أدلة على صحة هذا الاتجاه، هو أن بعض الطبقات الاجتماعية استطاعت أن تلغي الجزء الأكبر من هذا الوقت الحر وحولته إلى ميدان آخر من ميادين إرضاء الرغبات الشخصية ومثال على ذلك المجتمع الياباني، والذي لا يرى للفراغ معنىً حسب المفاهيم التي يراها الغربيون .


إن عالم اليوم هو عالم الفراغ كما يصف (كينيث روبرتز) ذلك في كتابه المعروف عن الفراغ، وأصبحت هناك علاقة بين ممارسة النشاطات الترويحية أو نشاطات الوقت الحر وبين القيم التي تتأسس عليها، وتترسخ هذه العلاقة اكثر كلما كان المجتمع اكثر اقتراباً من الصناعة والتكنولوجيا الحديثة، بينما تكاد تنعدم تماماً في البلدان المتخلفة، حيث المجتمعات فيها لا تفرق بين وقت الفراغ ووقت العمل لبساطة الأساليب المعتمدة في العيش، ومنها المجتمعات الزراعية والرعوية والبدوية، وقد تترتب نتائج مستقبلية على طريقة تعامل المجتمعات الحديثة مع الوقت الحر، بحيث يحصل التغير الاجتماعي الذي يوجه المجتمع إيجابيا من خلال تعامله مع عنصر الزمن، أو يركسها بحيث لا تعود قادرة على النهوض ثانية، وهناك أمثلة عديدة في هذا المجال منها، صورة المجتمع السوفياتي السابق، الذي كان لا يهرب من عبء العمل وضغوطه فحسب بل ومن حالة القهر السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فظهرت طوابير من المعتوهين والمدهنين شكلت سمة واضحة لبعض المجتمعات التي تعيش ضمن هذه البقعة الجغرافية الكبيرة وربما يكون ذلك أحد أسباب الانهيار الكبير الذي حصل في بنية السياسية والاجتماع السوفياتي وبالتالي إلغاء كيانه الموحد من على خارطة العالم.
أما عالم الرأسمالية اليوم فهو أكثر عرضة للسقوط الاجتماعي عدا الأنواع الأخرى من السقوط، إذا ما قسناه ببنية المجتمعات الاشتراكية السابقة، وتبقى كلمات منظري المجتمع الرأسمالي حبراً على ورق، فهذا المجتمع يعيش أزمة دائمة ومأزقا يكاد يكون مقفلاً حتى أنهم ـ أي هؤلاء المنظرين ـ سلّموا بأن الفراغ هو النظام الأساسي في المجتمع المعاصر وأنه هو الذي يشكل أسلوب الحياة ككل والاتجاهات التي تطورها كما يقول دي مازدييه في كتاب (الفراغ). ولا شك فإن هذه النتجية خطيرة جداً إذا ما عرفنا أن المجتمع الأمريكي مثلاً ـ يحدد وقته الحر بنشاطات غير قادرة على تطور مجتمعه ثقافياً أو سياسياً، وعلى العكس من ذلك المجتمع الياباني الذي قفز خطوات كبيرة في سبيل إنماء ثقافته وتطورها عبر وسائل خفضت من وقت الفراغ الحر، وطورت أساليب العمل بإدخال بعض الوسائل التي يجهلها المجتمع الغربي، كالفترات الرياضية ضمن ساعات العمل مثلاً والتي تتيح للعامل قابلية الاستمرار على عمله دون الإجهاد والتعب وإعاقة قدراته الجسمية والروحية.


ربما لا يعير الكثيرون منا معرفة بعض المنظمات الخاصة بالفراغ وتنظيمه أية أهمية، وذلك يعود لعدم الاهتمام بالعمل فضلاً عن الفراغ، إلا أن التنظيم الذي وصل إلى حد إصدار ميثاق خاص سمي بـ(ميثاق الفراغ) (CHARTER FOR LEISURE) يجعل من هذا الحقل الاجتماعي، مثاراً للاهتمام، وقد تبنت إصدار هذا الميثاق منظمة تطلق على نفسها (المنظمة العالمية للفراغ والترويح) ومؤدى فقرات هذا الميثاق، هو الاستفادة بأقصى ما يمكن لاستغلال الفراغ وتطوير أساليب الاستفادة الشخصية منه ومما جاء في مقدمة الميثاق.
إن وقت الفراغ هو تلك الفترة الزمنية التي تكون تحت التصرف الكامل للفرد بعد أن يكون قد انجز عمله، وأوفى واجباته الأخرى، ويعتبر استخدام هذا الوقت أمراً ذا أهمية حيوية.
وفي مقطع آخر من هذا الميثاق (إن الفراغ والترويح يخلقان أسساً ملائمة للتعويض عن كثير من المطالب التي تفرضها الحياة الحاضرة على الإنسان، والأهم من ذلك أنهما يتيحان فرصة إثراء الحياة من خلال المشاركة في الاسترخاء الجسمي، والرياضة البدنية، ومن خلال الاستمتاع بالفن والعلم والطبيعة، فالفراغ هام في كل جوانب الحياة سواء كانت حياة حضرية أم ريفية وتتيح أنشطة الفراغ للإنسان فرصة تنشيط مواهبه الأساسية والنمو الحر للإرادة والذكاء والشعور بالمسؤولية فساعات الفراغ فترة من الحرية حينما يكون الإنسان قادراً على دعم قيمه ككائن بشري وعضو منتج في مجتمعه. وتلعب أنشطة الفراغ والترويح دوراً هاماً في إرساء العلاقات الطيبة بين شعوب وأمم العالم).
وتؤكد الفقرات السبع على أن استغلال الفراغ هو مسؤولية الأفراد والمجتمع والسلطات الرسمية بحيث يجعل منه نظاماً اجتماعياً قادراً على فتح آفاق خلاقة في حياة الإنسان.
وللفراغ وكيفية التعامل معه علاقة بالطبقة الاجتماعية والمكانة المهنية كما صنفت ذلك نظرية طبقة الفراغ (THEORY OF THE LEISURE CLASS) (لفيبلن) والذي ميز بين الطبقات المكتفية اقتصادياً والتي تنفرد بأقصى استغلال ممكن لوقت الفراغ وبين الطبقات الأخرى التي تقع دون هذه الطبقة، وظلت آراء فيبلن سائدة إلى ما بعد عصر النهضة وتغير الكثير من النظم الاجتماعية بما فيها الفراغ، إلا أن الدراسات قديمها وحديثها تجمع على الارتباط النسبي بين المستويات الطبقية وبين ممارسة أي نوع من نشاطات الفراغ كما أوضحت دراسات لكود وايت وساكسون جراهام وجويل كريستل وليونارد ريزمان وغيرهم، وكلها تؤكد على هذه العلاقة الطبقية باستخدامات الفراغ.
كما أن هناك ارتباطات أخرى بين الفراغ والنظام الاقتصادي والنظام الأسري والديني والأخلاقي للمجتمع وكذلك في الأنظمة التعليمية والتربوية واختلافها من بلد إلى آخر ومن نظام سياسي إلى غيره.


وبعد هذا الاستعراض لمفهوم (الفراغ) وتصنيفاته نلاحظ شبه إجماع على أن تسمية هذا الوقت الحر بالفراغ لا يتعدى كونه اصطلاحاً مجازياً، فهو وقت حر لممارسة أعمال نافعة للإنسان، ومع أن هذه الأعمال شخصية الطابع إلا أنها بالمجموع تشكل نشاطاً جماعياً قادراً على إعطاء الحياة قيمتها الحقيقية.
ومن اجمل ما يمكن إيراده هنا هو قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب… (الدنيا ساعة) في مورد حديثه عن طاعة الله سبحانه وتعالى فيها، ولو اقتطعنا كل أوقات الإنسان الأخرى بعملية حسابية بسيطة لوجدنا أن فراغه لا يتعدى هذه الساعة الزمنية. فمعدل ساعات نوم الإنسان في حياته هي نصف سنوات عمره المفترض (بحساب سنوات طفولته) ومعدل ساعات عمل نهاره هي ثلثا نهاره أما الثلث الباقي فينقسم إلى قسمين، الأول لقضاء حاجاته الفسيولوجية والقسم الثاني هو الساعة المتبقية والتي يجب أن لا يبخل بها في طاعة الله تعالى، والذي خلقه فقال، ( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه) فأين الفراغ؟
تحقيق صحفى
كيف يقضي الطلبة أوقات الفراغ في الاجازة الصيفية؟
  تحقيق : خالد اليحمدي وعزان الراشدي
ان مشكلة الفراغ الذي يعاني منه الشباب في المجتمعات الحديثة مشكلة لها اثارها السلبية على الفرد والمجتمع ويظهر هذا الفراغ بشكل واضح في فصل الصيف وخاصة لدى طلاب المدارس بعد نهاية كل عام دارسي وحول هذا الموضوع التقت (الوطن): بعدد من الشباب في مختلف الاعمار للتعرف على آرائهم حول هذه المشكلة وما هي الحلول التي تناسب ميولهم وافكارهم حيث كان لقاءنا الاول مع سالم الراشدي طالب جامعي الذي قال : ان وقت الفراغ مشكلة يجب وضع لها حلول او التغلب عليها قدر الامكان مشيرا الى الاستغلال لوقت فراغ تكون بالقراءة وبتقسيم الوقت بحيث لا يجد وقت يحس فيه بالملل وخاصة في فصل الصيف مؤكدا ان على الفرد ان يستغل وقت فراغه بما ينفع الناس ويخدم مجتمعه من خلال المشاركة في المناشط الصيفية التي في المنطقة التي يقطن فيها ويستطيع من خلال هذه المناشط ان ينمي مواهبه.
والتقينا مع الطالب عاصم بن حميد الحديدي الذي اكد ان وقت الفراغ مشكلة تواجه الكثير من الشباب وخاصة في العطلة الصيفية وحول كيفية استغلاله الوقت الفراغ قال : التحقت بالمعهد العماني لتعليم الخط والتدريب الاداري وذلك لأستفيد من وقتي واصقل مهاراتي واكسب معارف جديدة وبعض اللغات الاجنبية مثل اللغة الانكليزية واضاف: كنت اعاني من مشكلة في عدم فهم اللغة الانكليزية حيث سببت لي هذه المشكلة الكثير من المتاعب في المدرسة ولكن الحمد لله بعد التحاقي بالمعهد تحسن مستواي في اللغة الانكليزية فأنا الان ادرس للسنة الثانية  في هذا المعهد.
وقال : انه يجب على الطلبة ان يستثمروا وقت الفراغ فيما يفيدهم ويعود عليهم بالنفع كالالتحاق بالمعاهد وغيرها واضاف : زميله عبدالله البراشدي طالب بالصف الثاني الثانوي والذي قال : اني فكرت اني اقضي اجازتي في شيء مفيد يعود عليّ بالنفع والفائدة ولذلك قررت على مواصلة الدراسة الصيفية.
وقد اشار عليّ والدي بالالتحاق بأحد بالمعاهد لدراسة اللغة الانكليزية وفعلا التحقت بالمعهد وانا الان أقضي وقتي بشكل ممتع ومفيد في نفس الوقت ولا يوجد لدي وقت فراغ مشيرا الى انه يجب على الطلبة والشباب بوجه خاص استغلال اوقات فراغهم بما يعود عليهم بالنفع وأضاف عبدالله البراشدي : ان استغلال الاجازة الصيفية في التعليم يعتبر افضل السبل لمن أراد ان يستغل وقته ويقضي على وقت فراغه.
وكما التقينا مع فيصل بن علي الحديدي طالب بالصف الثاني الثانوي الذي قال : اني بعد أن انهيت عامي الدراسي بتفوق والحمد لله فكرت ان استغل وقت الفراغ بما ينفع لان الفراغ قاتل واضاف : لقد التحقت بأحد المعاهد للدراسة في الفترة المسائية وذلك لتعلم اللغة الانكليزية التي تعتبر لغة العصر واما في وقت الصباح فأني احاول ان اقضي وقتي في ممارسة بعض هواياتي المفضلة مثل كرة القدم والسباحة.
وقال : انه يجب على الطلبة في الاجازة الصيفية ان يخطط لقضاء وقت سعيد ومفيد في نفس الوقت حتى لا يشعر بالملل ولا يترك للفراغ مجالا في حياته وقال : حمود بن سليم العامري : انا طالب بالصف الثاني الثانوي واستغل وقت فراغي في الاجازة الصيفية بشيء مفيد حيث اني مارس هواياتي المفضلة مؤكدا ان العطلة الصيفية تتيح لي الفرصة بشكل اكبر لممارسة هواياتي. حيث اني اقوم برحلات مستمرة مع الاصدقاء ولكن في نفس الوقت أحمل بعض الكتب والقصص اثناء رحلاتي لكي استفيد من الناحية البدنية والذهنية اما الطالبة حنان ناصر الكلباني فتقول : إن الاجازة الصيفية ليست بالامر السهل فهي تحتاج الى تخطيط مسبق وتفكيرعميق قبل البدء فيها وانا  والحمد لله فكرت جيدا في كيفية قضاء هذه الاجازة حيث التحقت بالمعهد العماني لتعليم اللغة الانكليزية وذلك استعدادا للصف الثالث الثانوي  ولكن في نفس الوقت لا انسى هواياتي فأنا امارس هواية القراءة وكذلك مساعدة الاهل والاصدقاء وزيارتهم وكما التقينا مع الطالبة فاطمة بن سليم العامري بالصف الثالث الاعدادي التي قالت : بما ان الاجازة الصيفية طويلة نوعا ما فاننا اذا لم نقم باستغلالها بالشكل المطلوب والامثل فاننا حتما سوف نشعر بالملل ولكن يجب على الطالب ان يضع لنفسه برنامجا صيفيا يتناسب مع ميوله وانطباعاته . وعن كيفية الاستعداد لقضاء الاجازة الصيفية قالت : انه يجب على الشخص ان يضع لنفسه برنامجا يوميا  ويقسمه على فترتين فترة لممارسة هواياته المفضلة وفترة يلتحق بها بأحد المعاهد اذا كان لديه الامكانيات لذلك أما عن نفسي قالت إنني التحقت بأحد المعاهد لتعلم اللغة الانكليزية هذا في فترة الصباح أما في فترة المساء فأقوم بزيارة الاهل والاصدقاء وممارسة بعض الهوايات المفضلة لديّ وقال راشد المعولي طالب جامعي : انهيت هذه السنة الجامعية والحمد لله وانا الان اقضي وقت اجازتي الصيفية بزيارة الاماكن السياحية في السلطنة فقد زرت عددا من ولايات السلطنة وهذه الاجازة تمثل فرصة ذهبية لزيارة العديد من المواقع السياحية بالسلطنة واضاف راشد الصولي: انه يجب على الطالب ان يثقف نفسه وان يتعرف على بلاده في مثل هذه الاجازات الطويلة حتى يكون على علم ببلاده وقال ابراهيم اليحمدي طالب بالصف الثالث الثانوي : ان الاجازة الصيفية هي فرصة للطالب لكي يجدد نشاطه الذهني والعقلي ليكون اكثر نشاطا واستعدادا للعام الدراسي القادم مؤكدا ان العطلة الـصيفية هي متنفس للطالب يستطيع من خلالها ان يمارس هواياته المتعددة وذلك بعد عام دراسي حافل وحول قضاء وقت الاجازة الصيفية قال ابراهيم اليحمدي : قسمت وقتي لقضاء الاجازة وذلك من خلال وضع برنامج صيفي حافل بالعديد من المناشط والاعمال ففي الصباح اقوم بمساعدة الاهل وزيارتهم ورعاية مصالحهم وفي وقت العصر اقوم بممارسة بعض هواياتي المفضلة مثل لعبة كرة القدم والسباحة وفي فترة المساء اقوم ايضا بممارسة رياضة المشي وكرة الطائرة بالاضافة الى قراءة بعض الكتب المفيدة قبل النوم.
وأضاف : انا اقترح على وزارة التربية والتعليم اقامة معسكرات صيفية على مستوى المناطق التعليمية وذلك لشغل وقت فراغ الطلبة من جهة وصقل مهاراتهم العملية من جهة اخرى.
وكما التقينا مع الطالب هاني بن زاهر الشريقي حيث قال : لقد خططت مسبقا في كيفية قضاء وقت الاجازة الصيفية وهو الالتحاق بأحد المعاهد لتعلم اللغة الانكليزية لمدة شهرين اما الشهر الاخير من الاجازة الصيفية فأني سأقضيه في ممارسة هواياتي المحببة مثل رياضة السباحة والرحلات كما اني سأقوم بزيارة الاهل والاصدقاء.
وتقول منى البوسعيدي طالبة بجامعة السلطان قابوس : ان فترة الاجازة الصيفية هي فترة حرجة بالنسبة للطالب والطالبة حيث ان الطالبة في الاجازة يحس بوقت فراغ كبير ويكون عرضة للملل والشعور بعدم الارتياح ولذلك لابد للطالب ان يفكر جيدا قبل البدء في الاجازة الصيفية حيث يعمل لنفسه جدولا زمنيا يتناسب مع امكانياته وقدراته وان تكون هذه الانشطة مسلية ومفيدة في نفس الوقت بحيث  تعود عليه بالنفع وحول كيفية استغلالها لوقت الفراغ قالت منى البوسعيدي : انا لا يوجد لديّ وقت فراغ وذلك لاني اشارك في البرنامج الصيفي بالجامعة واقضي معظم الوقت في هذا البرنامج ففي فترة الصباح اذهب للمحاضرات وبعدم عودتي اقوم بمراجعة الدروس ولكن هذا لا يمنعني من ممارسة هواياتي فانا احيانا اخرج للتسوق فأنا احب ان اطلع على كل ما هو جديد في الاسواق.
التقيت (الوطن) مع المعلمة منى الكندي من مدرسة العامرات الثانوية التي قالت : ان قضاء وقت الفراغ يختلف وكيفية استغلاله حسب الفئة العمرية للطالب ففي مرحلة الطفولة يجب الاهتمام بالاطفال في هذه الاجازة وذلك من خلال تنمية مواهبهم وصقل مهاراتهم الابداعية لان هذه المرحلة يكون الطفل اكثر فهما لاستقبال التعيلم مؤكدة انه يجب على الاباء والامهات الاهتمام بالناحية الدينية لدى الاطفال وذلك بمراقبة تصرفاتهم ايام الاجازات او الحاقهم بمعاهد تعليم القرآن الكريم اما حول مرحلة المراهقة قالت منى الكندي : لدي ملاحظة حول الشباب ان الشباب كثيرا ما يترددون على المراكز التجارية وهذه نقطة سلبية لان هذه المراكز لا يوجد فيها شيء يفيد الطالب اصلا لانها اماكن مخصصة للتسوق فحبذا لو يتجه الطالب الى اماكن اكثر فائدة كالنوادي الصيفية وغيرها من المراكز الثقافية التي تنمي عقلية الطالب وتوجهه التوجه الصحيح واضافت : ان اقامة مهرجان للقراءة هي بادرة طيبة تقوم بها الجهات المختصة لان مثل هذه المهرجانات الثقافية تزيد من وعي الطالب وتجعله اكثر قدرة على تقبل القراءة واخذ المعلومة بشكل ممتع وشيق في نفس الوقت
لتسرب الدراسي
من مواقع العمل التربوي
لماذا يتسرب الطلاب من المدرسة ؟ ولماذا لا يقبلون عليها ؟ من الأسباب التي تكون سبب في تسرب الطلاب من المدارس
أ‌- المعلم
ب‌- المادة الدراسي
ت‌- رفقاء السوء
ث‌- إغفال الوالدين وعدم المتابعة
ج‌- وقت الفراغ
نرى أن بعض الأسر لم تكن لديها اهتمامات بأبنائهم فالمعلم والجاهل عندهم على حد سواء هناك دراسة ميدانية في مدارسنا تؤكد بأن لولي الأمر والأسرة ككل أهمية كبيرة في تقبل التلميذ أو كرهه للمدرسة 

 ـ المعلم قد يكون له دور كبير وفعال في قبول ورفض التلميذ للمدرسة . كأن يكون محبا لتلاميذه مراعيا خصائصهم النفسية والعقلية والاجتماعية فكلما كان المعلم محبوبا من تلاميذه كانت المادة سهلة وسلسة بالنسبة لتقبلها للتلاميذ وبذلك يحب المعلم والمدرسة ، ويحرص على الذهاب إلى المدرسة بنفسه دون تدخل أي طرف آخر في هذه القضية ، وعلى غرار ذلك عندما يكون المعلم متسلطا ويأخذ مبدأ الأمر والنهي في أسلوبه وطريقة تعامله قاسية مع التلاميذ فسيكون الوضع مختلف حيث يكره التلميذ المعلم والمدرسة فنراه يسلك أساليب ملتوية في التعامل فنرى شخصيته تضعف وينتابه الخوف والفزع من المعلم ومع تطور الأحداث نراه يهرب أو يتقاعس عن الذهاب إلى المدرسة بحجة المرض قد يصل إلى الكذب أو الخروج من المنزل بحجة الذهاب على المدرسة ويغير وجهة سيره إلى أماكن أخرى حتى ينتهي الدوام المدرسي ليرجع إلى منزله كأنه قادم منها . لهذا نهيب بالمعلمين أن يعاملوا الطلاب معاملة حسنة يسودها الحب والتفاهم وتحبيبهم في الدراسة والمدرسة والابتعاد عن القسوة والضرب والتلفظ بالألفاظ المؤذية والمخالفة للدين لتنشئ تلميذا يبني ويعمر ، تلميذ سوي يعتمد عليه مستقبلا فهو محورنا وهدفنا وعيوننا التي ننظر من خلالها إلى المستقبل ، فأنت أيها المعلم قدوة وملاك لا يخطئ في نظر تلميذك .
ـ المادة الدراسية والامتحانات قد تكون سببا أيضا في كره المدرسة والتغيب عنها أو التسرب منها فكلما كثرت الامتحانات كانت مرضا يؤرق التلميذ فبعض المعلمين لا يبالي من هذه الناحية تضع على كاهل الطلاب مذاكرة نصف كتاب ويأتي آخر في نفس اليوم ليضع امتحانا آخر وهكذا ، أيها المعلم هذا بشر وله طاقة فهلا سهلت عليه لتحصل منه على نتيجة مرضية لكلاكما ، لذلك نرجو من المعلمين تقنين وقت للاختبارات وتقنين المادة الامتحانية وأسئلتها فهدفنا قياس الفهم والاستيعاب لا التعجيز وكره المادة والدراسة فاعلم أيها المعلم إذا كان خط سيرك مستقيما وسليما فستكون النتائج إيجابية ولكل نبات زرعته بإتقان وتفنن كذلك وقد يكون أفضل ، لذلك يجب عليك شرح المادة العلمية بإتقان وتوصيلها لأذهان التلاميذ بدقة وشارك تلاميذك في الاستماع لوجهة نظرهم فقد تستفيد أنت من آرائهم فلا يبعدك عنهم صغر سنهم قد ترى منهم من يفوقك معرفة في بعض الأمور فكن لهم أبا ومعلما وصديقا تفتخر أنك قد علمتهم شيئا يوما ما .
رفقاء السوء قد يكونوا سببا رئيسيا في تسرب التلميذ من المدرسة وفر أيها الأب أيها المعلم ما يحتاج إليه التلميذ من نصائح وإرشادات واغرس في نفسه مخافة الله وحبه وطاعة الوالدين وأولي الأمر وحببه أيها المعلم بالعلم وشجعه على تلقيه واللجوء للقراءة عند الإحساس بالضيق ولا تجعله عرضة للذئاب السائبة فكم من أناس راحوا ضحيتهم فالاهتمام الاهتمام قبل فوات الأوان
أيا الأب الفاضل أيها المعلم الرائد كم وكم ما نسمع عن الأحداث وتجار ومتعاطي المخدرات ومدمني السجائر والخمور وهم أولاد صغار كيف اصبحوا بهذه الحالة ، هل ولدوا هكذا ؟ أم جنت عليهم مصائب الدهر من أطراف متعددة ؟ أعلم أيها الأب بأن بعد فوات الأوان لا ينفع الندم فاحرص على مؤاخاة ابنك وأشعره بأنه رجل يعتمد عليه وحببه بالعلم وشجعه على كل ما يقوم به من أعمال مهما كان حجمها ، وانصحه باتباع الطريق الصحيح ونبهه عن بالابتعاد عن الأعمال السيئة والابتعاد عن كل ما يصل به إلى حافة الهاوية ،أمور سهلة لا تتطلب منه جهدا ولا عناء فهي مجرد نصائح وكلمات توجه إلى أغلى من تملك سندك وعضك في المستقبل ، وأعلم أنك ما إذا وضعت البذرة بطريقة صحيحة ورويتها بماء صالح وتابعتها واعتنيت بها ستجني منها ثمرا صالحا ، ولا تنسى أن تحببه في دينه الذي هو عصمة أمره واصطحبه معك إلى المسجد وحببه بذكر الله وقراءة كتابه بذلك فستصل به إلى القمة والعلياء في دينه ودنياه
ـــ وقت الفراغ
أخي المربي يقول المثل الشائع ( الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك) والمقصود إذا لم تفهم قيمة الوقت فقد أضعت العمر هباء دون فائدة لهذا قد يكون وقت الفراغ قاتلا إذا ما أسأنا استخدامه وقد يكون مفيدا إذا ما احسنا استغلاله فاحرص على إسداء النصائح للتلاميذ بكيفية استغلال وقت الفراغ بما يناسب ويعود بالفائدة ، واحرص أيها الأب أن توفر مناخ صالح ومفيد يستطيع ابنك من خلاله أن يستغل وقت الفراغ بما يعود عليه بالنفع والفائدة كالقيام معه بزيارة إلى المكتبة لاقتناء الكتب المفيدة أو القيام برحلة مع العائلة ليغير جو الدراسة ثم يعود عليها بكل حيوية ونشاط و أشركه بأنشطة أخرى مختلفة في منتديات علمية ورياضية فلا تجعل سيف الفراغ يقتله ويودي به على التهلكة كذلك أيها المعلم حاول أن ترفه عن طلابك من خلال تنوع الأنشطة المختلفة وأساليب التدريس التي تعودت عليها فكلما كانت المادة العلمية تدرس بطرق مختلفة وشيقة كان الإقبال على تعلمها أكبر واحرص على توجيه طلابك إلى استغلال وقت الفراغ بما يفيد بأن ترشدهم إلى الأماكن الصحيحة والتي يمكن أن يستفاد منها وقت الفراغ . وأخيرا وليس آخراً أقول لا نريد أن يقاسي أبناءنا كما كنا نقاسي سابقا فلكل جيل حياة مختلفة يحياها بطريقته الخاصة بحيث لا تؤثر على مبادئه وقيمه الإسلامية الثابتة

استثمار الإجازة
تعيش الأسر هذه الأيام أجواء الإجازة الصيفية ، كونها إجازة مدرسية وإجازة عائلية تجتمع فيها الأسرة بدون أي واجبات أو التزامات وتهدأ النفوس من القلق والتوتر لظروف دراسة الأبناء ، وترتاح الأجسام من تعب عام كامل من العمل والدراسة .
ورغم أنها إجازة للراحة ، إلا أن وقت الفراغ فيها كبير ، وفي حاجة إلى استثماره بشكل جيد ، حتى لا تضيع الأوقات سدى دون أن نستفيد منها ونفيد ، حيث إن الإنسان مسؤول أمام الله عز وجل عن كل دقيقة ولحظة يعيشها ، ويسأل عن كيفية قضائه لتلك الدقائق واللحظات ، ويسأل عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما فعل به ، وعن ماله فيما أنفقه .
لذا يجب أن نضع استراتيجية لاستثمار وقت الفراع في الإجازة بشكل سليم ومفيد ، وما يمكن أن يستفيده ابناؤنا وخاصة الشباب الذي قد لا يجد المتنفس المناسب لانطلاق طاقاته وقدراته ، وذلك بتوجيههم الوجهة الصحيحة لاستثمار أوقاتهم في الإجازة ، وإرشادهم إلى الفعاليات والجهات التي يمكن أن يستفيدوا من أوقاتهم فيها.
ولقد استعدت العديد من الأندية الرياضية والعلمية والثقافية والمؤسسات الشبابية والاجتماعية لاستثمار أوقات الفراغ في الصيف ، من خلال إعداد البرامج والأنشطة التي تناسب وتشجع الكثير من الهوايات لدى هؤلاء الشباب ، وتبعدهم عن المزالق التي قد يتهاوى فيها دون أن يدرك مخاطرها ! من خلال رفاق السوء والتصرفات الطائشة التي أوقعت البعض في خطر الموت ، بل أدت به إلى المقبرة رأسا من حوادث سيارات وتعاطي لبعض الممنوعات !
فإذا ما استطاعت الأسرة توجيه شبابها إلى سكك الفعاليات ، فإنها تكون قد أدت واجبها نحو أبنائنا ، وقضت على ذلك الغول الذي يسميه البعض »وقت الفراغ« مع ضرورة الإشراف والمتابعة للزج بالأبناء في تلك الأنشطة دون إفراط ولا تفريط !
ان استثمار أوقات أبنائنا الصغار يكون بما يتناسب وهواياتهم كالقراءة والاطلاع ، وتقديم البرامج المفيدة لهم من خلال التلفاز مع ضرورة عدم إتاحة الفرصة لهم لإطالة الجلوس أمام هذا الجهاز ، بالإضافة إلى استغلال مواهبهم في الرسم أو الكتابة والرياضة ، وضرورة الترفيه عنهم في أماكن اللعب خارج البيت لإتاحة الفرصة لهم للإنطلاق بحرية بعيدا عن جو البيت المحكم بالأبواب والنوافذ.
والفتيات لا بد أن يكون لهن نصيب في توجيههن لاستثمار الوقت بما يفيد ، ولقد شعرت وزارة التربية والتعليم بما ينقص هؤلاء الفتيات خلال فترة الصيف فبدأت بافتتاح المراكز الصيفية التي تمارس فيها الفتاة ما يتناسب مع ميولها ومواهبها ، بالإضافة إلى ما تقوم به المؤسسات النسوية والاجتماعية .
كما لابد أن تهتم الأم بالفتاة داخل المنزل خلال الصيف بعيدا عن النوم الطويل بعد سهر الليل بطوله أمام التلفاز والكسل ، وذلك بتعليمها المهارات المنزلية والإشراف ورعاية الأطفال وإعدادها لتكون أما صالحة وربة بيت ممتازة في المستقبل .
وبالطبع فإننا بهذه الطريقة المناسبة يمكن أن نخدم أبناءنا ، ونوفر لهم إجازة مريحة ممتعة دون شعور بالملل أو الضجر ، أو وقت الفراغ !
نجاح باستثمار أوقات الفراغ
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
رضا علوي سيد أحمد
من الحالات التي قد تحدث للانسان أن يجد نفسه فارغاً من العمل لمدة طويلة، كأن يبحث له عن عمل ولا يحصل على ذلك إلا بعد مدة ليست بالقصيرة، أو يقصى من عمله، أو يُعفى، فتمرّ عليه فترة من الزمن وهو فارغ بلا عمل. وهنا يكون الانسان على محك امتحان الفراغ، فهل يستسلم له، أم يتحكم فيه بطريقة تحقق له اغتنامه واستثماره؟ وهل يكون في هذه الحالة قريباً من الله أو بعيداً عنه؟.
إنّ من أول الأمور الأساسية في حالات الفراغ التي قد يصاب بها الانسان ـ وبأيّ سبب كان أن يكون محافظاً على علاقة وارتباط حسنين مع خالقه، ثم بعد ذلك تأتي قضيته التحكم الجدي في وقت الفراغ واستثماره..
والناس من جهة حدوث الفراغ على قسمين:
1 ـ ذوو فراغ طويل.
2 ـ ذوو فراغ قصير.
وبين هذين القسمين درجات ومراتب تعتمد على استغلال الانسان لوقت فراغه واستثماره له. فهناك من تجده يقول:لقد تعبت من الفراغ، وليس من عمل أقوم به، وهناك من يقول: ليس من وقت لأحكّ شعر رأسي من كثرة الأعمال وزحمتها..
وعموماً فإنّ الإنسان معرّض للفراغ، سواء كان ممن يحرقون الساعات والأيام بلا عمل وجدوى أم كان من الذين يستغلون أوقاتهم وفراغهم. فلكي تستثمر وقتك جيداً، اعلم أن الفراغ أمر قد تصاب به، وهو جزء من وقتك، فاعمل على أن تتحكم فيه وتستثمره بخير..
(فإذا فرغت فانصب).
أشير فيما تقدّم إلى أن القرآن الكريم يوجه الانسان إلى استثمار عمره في مرضاة الله، في العمل الصالح والحق والخير والفضيلة، في ما يصلح أمر دنياه وآخرته. وحيث أن وقت الفراغ ـ الذي قد يصاب به الانسان ـ جزء من وقته الكلي، فقد وجهه القرآن الحكيم أيضاً إلى اغتنامه واستثماره..
قال تعالى في سورة الإنشراح:
(ألم نشرح لك صدرك . ووضعنا عنك وزرك . الذي أنقض ظهرك . ورفعنا لك ذكرك . فإن مع العسر يسراً . إن مع العسر يسراً . فإذا فرغت فانصب . وإلى ربك فارغب..
تتناول السورة الكريمة شرح الله وبسطه لصدر الرسول الأعظم بعد المصاعب والمتاعب الثقيلة التي واجهها بسبب الدعوة إلى الإسلام، وتبين أنّ الصعوبات والأتعاب يعقبها إنفراج ويسر. ثم تنتقل إلى موضوع اغتنام الفراغ وتوجيهه في مرضاة الله..
يقول العلامة السيد حسين الطباطبائي في تفسيره للآيتين الكريمتين (فإذا فرغت فانصب . وإلى ربك فارغب):
(خطاب للنبي (ص) متفرع على ما بُيّن قبل من تحميله الرسالة والدعوة، ومنّهُ ـ تعالى ـ عليه. بما منّ من شرح الصدر، ووضع الوزر، ورفع الذكر، وكل ذلك من اليسر بعد العسر)..
(وعلي فالمعنى إذا كان العسر يأتي بعده اليسر، والأمر فيه إلى الله لا غير، فإذا فرغت مما فرض عليك، فاتعب نفسك في الله ـ بعبادته ودعائه ـ وارغب فيه ليمنّ عليك، بما لهذا التعب من الراحة، ولهذا العسر من اليسر..).
(وقيل: المراد إذا فرغت من الفرائض فانصب في النوافل. وقيل: المراد إذا فرغت من دنياك فانصب في آخرتك، وقيل غير ذلك، وهي وجوه ضعيفة)..
ويهمنا مما تقدم ما يلي:
1 ـ إنّ تعب المشقة، أو التعب الذي يبذله الانسان في استغلاله لأوقاته في العمل الصالح، يعود عليه باليسر والراحة والفائدة..
2 ـ أن ينشغل الانسان بالواجبات والفرائض أولاً، وبعدها بالمندوبات والنوافل، وليس العكس (مراعات سلّم الأولويات)..
3 ـ أن يكون الانسان في وقت فراغه ـ كما في سائر أوقات العمل ـ مقبلاً على الله، راغباً إليه ليزيده توفيقاً ونجاحاً..
4 ـ أنّ من الحالات التي قد يصاب بها المرء بعد إنجازه للأعمال ـ وخصوصاً تلك التي يبذل فيها جهداً كبيراً ـ الفتور والتراخي وترك مواصلة بذل الجهد، والعُجب، وبالتالي الوقوع في الفراغ، والانخداع بالوقت. وهذه من الحالات التي ينبغي للمرء الانتباه إليها، لتلافي الوقوع فيها








إرسال تعليق

0 تعليقات