سور الصين العظيم


سور الصين العظيم


الصين دولة كبيرة من دول شرق آسيا وتعتبر من أقدم دول العالم حضارة، حيث يعود تاريخ حضارة الصين إلى 6000 عام، ولعل أهم آثار الحضارة الصينية القديمة هو سور الصين العظيم وهو أعظم مشروع قديم في العالم، ولشدة ضخامة حجمه فقد رآه رجال الفضاء من القمر، وهو طويل جداً حيث يمتد لمسافة تبلغ حوالي 6700 كم، ويقال إن الطوب المستخدم في بناء السور العظيم يكفي لبناء جدار بارتفاع 5 أمتار وسمك متر واحد يلف حول الكرة الأرضية كلها مرة واحدة.
وسبب بناء السور هو حماية المنطقة من الغزو وهجوم الأعداء، حيث كانت مناطق ومدن الصين تتعرض لهجوم قبائل البدو، وكان أسم قبائلهم (الهون) وهم قبائل لا يعرفون الزراعة وليس لديهم مصدر رزق إلا الغزو والسرقة والهجوم على القبائل الأخرى.

وكانت الصين تنقسم إلى عدة ممالك أو دول صغيرة مختلفة باستمرار وتحصل بينهم حروب، فكان لكل مملكة سور خاص يحيط بأرضها ليحميها من الهجوم والسرقة.
ثم جاء إمبراطور صيني مشهور اسمه (تشين سي هوانج) وهو قائد ذكي وقوي استطاع أن يوحد الصين كلها ويجعلها دولة واحدة وهو إمبراطورها وحاكمها، وقام هذا الإمبراطور ببناء أسوار جديدة وإعادة بناء الأسوار القديمة وبنى الممرات وكان يجبر الناس على العمل في ظروف شاقة وصعبة.
وبعد فترة من الزمن جاءت أسرة تدعى أسرة هان الملكية وحكمت الصين، وقامت هذه الأسرة الحاكمة بإنشاء سور ضخم جداً أكبر من السور الذي بناه الإمبراطور السابق، وقد بنت سوراً ضخماً بسبب عودة قبائل البدو التي كانت تهجم على الصين وازدياد قوة تلك القبائل، وأقامت الأسرة على السور أبراجاً وهي غرف فوق السور عالية لمراقبة الأعداء عند هجومهم.
وقد ساعد وجود السور على حماية الصين من السرقات وعلى اطمئنان الناس والعمل دون خوف.
وكانت معظم المواد المستخدمة في بناء السور تجلب من الصين نفسها, وأهم معظم المواد الخشب والقرميد والحجارة والتربة، وقد استخدمت الحجارة على الجبال الشاهقة بينما استخدمت التربة في السهول، أما في المناطق الصحراوية فقد بنيت الأسوار بالقصب وأغصان الأشجار المبطنة بالرمال. وسور الصين في الوقت الحالي لم يعد ينفع لصد الهجوم لأن هجوم الأعداء يكون بالطائرات، ولكنه يعتبر أثراً سياحياً يذهب إليه الناس من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بمنظره وتأمل قوة القدماء.

إرسال تعليق

0 تعليقات