الأموية والعباسية


أولا : الدولة الأموية :

تنسب الدولة الأموية إلى أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وكان سيداً من سادات قريش فى الجاهلية.. وكان بنو أمية من المتأخرين فى دخول الإسلام إذ أسلم أبو سفيان بن حرب عند فتح مكة.
ولكن بعد إسلامهم أبلوا فى خدمة الإسلام بلاءً حسناً وكان لهم دور كبير فى عدد من الأحداث الجسام أذكر منها دورهم البطولى فى حروب الردة، كما ساهم بنو أمية فى نشر الإسلام خارج الجزيرة العربية.
وقد كانت نشأة الدولة الأموية قصة تاريخية مشهورة إذ كان التمهيد لبدايتها فتنة شديدة قامت بين رابع الخلفاء الراشدين سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه ومعاوية بن أبى سفيان رضى الله عنهما حين عارض معاوية خلافة على بن أبى طالب بحجة أن علياً تهاون فى الدفاع عن عثمان بن عفان رضى الله عنه .
وأسفرت هذه الفتنة عن معارك عنيفة بين الجانبين استمرت حتى يوم 17 رمضان سنة 40 هجرية حين قتل أحد الخوارج الخليفة الراشد سيدنا على بن أبى طالب ..
وكان من الممكن أن تستمر هذه المحنة طويلاً لولا أن الحسن بن على الذى بويع بالخلافة بعد أبيه رضى الله عنهما تنازل عنها لمعاوية بن أبى سفيان رضى الله عنهما حقناً لدماء المسلمين وتوحيداً لكلمتهم .. وقد كان ذلك فى عام 41 هـ الذى سمى بعام الجماعة.. وهو يعد البدء الحقيقى للدولة الأموية التى بدأت بالتحديد حين أخذت البيعة لمعاوية بن أبى سفيان بالكوفة فى حضور الحسن والحسين رضى الله عنهما يوم 25 ربيع الأول عام 41 هجرياً


تعريفات :

تعريف معاوية بن أبي سفيان

هو معاوية بن أبى سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشى الأموى، من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم ومؤسس الدولة الأموية فى الشام..
أسلم يوم فتح مكة سنة (8هـ)..
وتعلم الكتابة والحساب وكان من كُتَّاب النبى صلى الله عليه وسلم وروى عنه (130) حديثًا.. وروى عنه بعض الصحابة منهم: ابن عباس، وابن عمر، وعبد الله بن الزبير وأبو الدرداء رضى الله عنهم..
وحينما ولى أبوبكر الصديق رضى الله عنه بعثه مع أخيه يزيد بن أبى سفيان إلى الشام، ولما مات يزيد استخلفه على دمشق، وأقرَّه عمر رضى الله عنه على دمشق، وفى خلافة عثمان رضى الله عنه جَمع له الديار الشَّامية كلها، وجعل ولاة أمصارها تابعين له..
ولمَّا قُتل عثمان بن عفان وولى الخلافة على بن أبى طالب خرج عليه معاوية، ونشبت الحروب بينهما انتهت بقتل على رضى الله عنه ثم تنازل له الحسن بن على رضى الله عنه منعًا لوقوع الاختلاف بين المسلمين وكان ذلك سنة (41هـ)..
ودامت لمعاوية الخلافة إلى أن بلغ سن الشيخوخة فعهد بالخلافة إلى ابنه يزيد..
وقد بلغت فتوحات معاوية بن أبى سفيان المحيط الأطلنطى، وافتتح عامله بمصر بلاد السودان سنة (43هـ)، وهو أول مسلم ركب بحر الروم للغزو..
وفى أيامه فُتح كثر من جزائر يونان، و الدردنيل ، وحاصر القسطنطينية برًا وبحرًا سنة (48هـ)، وهو أول من جعل دمشق مقرًا لخلافته، وهو أول من اتخذ الحجاب فى الإسلام، وأول من نصب المحراب فى المسجد..
كذلك يعتبر معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنه أول من خالف قاعدة الشورى فى الخلافة،حيث عهد بالخلافة لابنه من بعده، وتوفى معاوية بن أبى سفيان فى دمشق سنة (60هـ)..

fire_hell
ثانيا :الدولة العباسية ::

تنسب الدولة العباسية إلى العباس بن عبد المطلب عم النبى (صلى الله عليه وسلم). وبنو العباس هم الفرع الثانى من بنى هاشم، أما الفرع الأول فهم العلويون أبناء الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه. وكان لتأسيس الدولة العباسية قصة طويلة، بدأت بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم) عندما طالب بنو هاشم بإسناد الخلافة إلى أهل الرسول (صلى الله عليه وسلم) وذويه، ولم يكتب لهم النجاح بإجماع المسلمين على خلافة أبى بكر الصديق رضى الله عنه والخلفاء الراشدين من بعده. ومع هذا لم ينس بنو هاشم مطلبهم خاصة بعد أن آلت الخلافة إلى بنى أمية. ومن مدينة «الكوفة» بالعراق بدأ العباسيون يخططون لدولتهم فى سرية تامة وأخذوا يرسلون الدعاة إلى بلاد فارس وخراسان، وحتى لا يثيروا العلويين ضدهم نادوا فى البداية بالدعوة للرضا من آل محمد (صلى الله عليه وسلم) وهكذا اشترك جميع بنى هاشم فى بناء الدولة عباسيين وعلويين، إلا أن بنى العباس استطاعوا بدهائهم أن يستأثروا وحدهم بالسلطة. والحق يقال ان هناك عدة عوامل ساعدت على قيام الدولة العباسية، فإلى جانب التخطيط الجيد والسرية، أحسن العباسيون اختيار الدعاة والرجال الذين أقاموا الدولة وأذكر من هؤلاء أبا مسلم الخراسانى أبرز الدعاة فى خراسان، و أبا سلمة الخلال كبير الدعاة بالكوفة. وكان ازدهار الدعوة العباسية وانتشارها فى خلافة عمر بن عبد العزيز فقد استقرت الأمور فى عهده، ولم يكن يميل إلى القسوة على بنى هاشم. وظل العمل الدؤوب المستمر من قبل الدعاة العباسيين حتى كانت ليلة الخميس الخامس والعشرين من رمضان سنة 129 هـ إذ ظهر العباسيون براياتهم السوداء وأعلنوا الثورة على الدولة الأموية. وانطلقت الجيوش العباسية بقيادة أبى مسلم الخراسانى وقحطبة بن شبيب تزحف على ولايات الدولة الأموية وتستولى عليها، فقد دانت خراسان كلها لأبى مسلم الخراسانى، ودانت الكوفة لقحطبة بن شبيب. وبمرور الوقت دانت كل المدن الأموية للعباسيين من أقصى الشرق حيث كابل لأقصى الغرب حيث قرطبة و أشبيلية مرورا بالقدس و الخليل و الرها وغيرهم.
وشهد عام 132 هـ بالتحديد حدثًا تاريخيًا كبيراً وهو سقوط دولة بنى أمية لتنمو وتزدهر على أرضها شجرة الدولة العباسية. وبدأ ذلك بانتقال مؤسس الدولة أبى العباس عبد الله بن محمد -المعروف بالسفاح - ومعه الأسرة العباسية إلى «الكوفة» وهناك بايعه النقباء والأمراء بالخلافة فى قصر الإمارة. ثم خرج إلى الناس فخطب فيهم وأخذ البيعة. وتم الأمر لبنى العباس بمقتل مروان بن محمد أخر خلفاء بنى أمية فى جمادى الأخرة سنة 132 هـ. والآن أريد أن أحدثكم عن أمر حيرنى، فقد اختلف إخوانى المؤرخون فى كيفية تقسيم الدولة العباسية، فبعضهم قسمها إلى عصور قوة وضعف حسب قوة الدولة ووضعها فى كل مرحلة من مراحل تاريخها، وبعضهم الأخر قسمها حسب العوامل المختلفة التى أثرت فى سيرة الدولة كسيطرة الجند والقادة على مركز الخلافة أو تأثير الدول القوية على الخلفاء. ولكنى سآخذ بالتقسيم الذى استقر عليه غالبية المؤرخين وهو تقسيم الدولة العباسية إلى ثلاثة عصور رئيسية هى:
1- العصر العباسى الأول: ويمتد فى الفترة من 132 هـ - 232 هـ ، وكان أقوى عصور الدولة العباسية.
2- والعصر العباسى الثانى: ويمتد فى الفترة 232 هـ - 590هـ وفى هذا العصر بدأت تضيع السلطة من أيدى الخلفاء، وسيطر العسكريون على الحكم.
3- وأما العصر العباسى الثالث والأخير: فيقع فى الفترة من (590 - 656هـ) وفيه انحصرت دولة الخلافة فى بغداد وما حولها بينما سيطرت الدول المستقلة على باقى عواصم الخلافة. ومن خلال هذا التقسيم يسرنى أن أحدثكم عن كل عصر على حدة، كأنه دولة مستقلة فى فترة عمر الدولة العباسية التى استمرذت من 132 هـ - 656هـ. ونبدأ من العصر العباسى الأول الذى يمتد قرنًا من الزمان منذ بداية تأسيس الدولة فى عام 132 هـ إلى عام 232هـ.
وحكم فى هذه الفترة تسعة فروع من الشجرة العباسية هم على الترتيب :
* أبو العباس السفاح ولى فى الفترة من 132 - 136 هـ
* أبو جعفر المنصور ولى فى الفترة من 136 - 158 هـ
* أبو عبد الله المهدى ولى فى الفترة من 158 - 169 هـ
* أبو محمد موسى الهادى ولى فى الفترة من 169 - 170 هـ
* هارون الرشيد ولى فى الفترة من 170 - 193 هـ
* أبو موسى محمد الأمين ولى فى الفترة من 193 - 198 هـ
* أبو جعفر عبد الله المأمون ولى فى الفترة من 198 - 218 هـ
* أبو إسحاق المعتصم ولى فى الفترة من 218 - 227 هـ
* أبو جعفر هارون الواثق ولى فى الفترة من 227 - 232 هـ
وهو أخر خلفاء الدولة فى العصر الاول وامتدت الشجرة العباسية بعده فى العصرين الثانى والثالث. ويعد العصر العباسى الأول العصر الذهبى لبنى العباس، فقد سيطر الخلفاء العباسيون خلاله على مقاليد السلطة، ورغم ظهور بعض الدول المستقلة وأهمها الدولة الأموية بالأندلس ودولة الأدارسة بالمغرب والدولة الرستمية في الجزائر ودولة الأغالبة فى تونس، إلا أن الدولة ظلت متماسكة حتى نهاية هذا العصر. وكانت تجمع هذه الدول جميعًا راية الإسلام وتربطهم حضارة واحدة هى الحضارة الإسلامية التى قامت على الوحدانية المطلقة لله، والإستقامة على منهجه، وآمنت بالمبادئ الإنسانية مثل التسامح الدينى والمساواة العنصرية والقيم الرفيعة مثل الأخلاق الحربية والرفق بالحيوان والوعى بالزمن، وقد أثبت التاريخ أنها حضارة إنسانية عالمية.
ونعود إلى العصر العباسى الأول وقد قلنا انه أزهى عصور الدولة العباسية ورغم ذلك فقد توقفت فيه الفتوحات الإسلامية الكبيرة ويرجع هذا إلى عدة أسباب منها انشغال العباسيين بالصراعات الداخلية مع العلويين فى العراق والحجاز ومع الأمويين فى الأندلس بالإضافة إلى الصراع المستمر مع الخوارج. ولا يكاد يوجد غزو أو فتوحات مهمة سوى فتح عمورية فى بلاد الروم بقيادة المعتصم، وفتح صقلية بقيادة الفقيه القائد أسد بن الفرات، بالإضافة إلى فتح بعض الثغور والقرى الصغيرة فى العمليات العسكرية التى كانت تسمى بـ «الصوائف والشواتى».
والحق يقال ان عهد هارون الرشيد الذى ولى الخلافة من عام 170 هـ وحتى عام 193 هـ يعد أقوى وأزهى فترات الدولة العباسية فى جميع عصورها، فقد استطاع بشخصيته القوية أن يقضى على حركات النزاع على الحكم التى تضعف الدولة، وكان الرشيد كثير الغزو لبلاد الروم مما أدى الى تأمين الحدود الخارجية للدولة وبذلك استتب الأمن واستقرت الأحوال، ونظم العباسيون شئون الحكم وطوروا فى مؤسسات الدولة التى كانت موجودة قبل ذلك فاهتموا بتنظيم الجيش وتحديد رتبه وقياداته، وكذلك الشرطة لحفظ الأمن الداخلى، وتطورت مؤسسة القضاء وأضيف إليها منصب قاضى القضاة وهو الذى كان يباشر بنفسه مع الخليفة أحكام ديوان النظر فى المظالم، ونتيجة للإستقرار الإقتصادى اهتم العباسيون بتطوير دواوين الخراج والسكة.. وجعلوا الوزارة منصبا رسميا لأول مرة.
ومع استقرار الدولة بدأت تظهر نتائج الحضارة الإسلامية فى العلوم والمعارف والفنون. ولكي أحدثكم عنها فسوف آخذكم فى جولة سريعة لزيارة آثار العباسيين فى العمارة وخاصة فى مدينة «بغداد» التى بناها المنصور سنة 146 هـ والتى نشاهد فيها روائع العمارة الإسلامية فى العصر العباسى الأول وخاصة «قصر الأخيضر» الذى يعد أجمل وأروع القصور العباسية ولا يضاهيه فى الجمال سوى «قصر المعتصم» فى «سامراء» وهى العاصمة الثانية للخلافة العباسية، وأما عن «عمارة المساجد» فنلاحظ التطور الذى حدث فيها فى «المسجد الجامع» فى «سامراء» والذى يتميز بتصميم فريد لم يظهر من قبل وخاصة فى مئذنته الحلزونية الشهيرة، والزائر للمسجد يلاحظ تقنية الصوتيات المعمارية المتقدمة. وفى الآثار المعمارية للعباسيين نشاهد روائع الفن الإسلامى فى ذلك العصر فنرى ونشاهد «التصوير الجدارى» فى القصور العباسية بالإضافة إلى الزخارف الجصية من خلال فن «النحت على الحجر» برسم تفريعات نباتية ذات أوراق كبيرة كما ظهر فن «النحت على الخشب» فى قطعة خشبية عثر عليها علماء الآثار فى سامراء. وينسب إلى أوائل العصر العباسى مجموعة من الأوانى الخزفية التى ظهرت فيها ابتكارات المسلمين فى «فن الخزف».
ومن جماليات العمارة والفن إلى ثراء العلم والفكر، فمن مفاخر العصر العباسى الأول أنه ظهر فيه حشد كبير من العلماء فى مختلف العلوم والفنون والآداب، ويكفى هذا العصر فخراً أنه اجتمع فيه أئمة «الفقه» الأربعة أصحاب المذاهب الفقهية المعروفة وعلى رأسهم الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان وفقيه «المدينة» الإمام مالك بن أنس والإمام الشافعى والإمام الممتحن أحمد بن حنبل وظهرت فى الفقه الإسلامى مدرستان علميتان كبيرتان هما مدرسة أهل الرأى فى العراق، ومدرسة أهل الحديث فى المدينة المنورة. وحفل هذا العصر أيضًا بأئمة علوم القرآن وعلوم اللغة العربية فظهر منهم سيبويه والخليل بن أحمد وأبو عمرو بن العلاء والإمام الفراء والكسائى وظهرت فى علوم اللغة أيضًا مدرستان علميتان هما: مدرسة «البصرة»، ومدرسة «الكوفة». وفى التاريخ ظهر أول تاريخ كامل للسيرة النبوية الشريفة فى كتابى «سيرة ابن هشام» وكتاب «الطبقات الكبرى» لمحمد بن سعد. وأما عن تطور العلوم فى العصر العباسى الأول، فقد انتقلت العلوم من مرحلة التلقين الشفوى إلى مرحلة التدوين والتوثيق فى كتب وموسوعات، وظهرت أول مؤسسة علمية من نوعها وهى «دار الحكمة» التى تأسست فى عهد الرشيد ووصلت إلى أوج نشاطها العلمى فى التصنيف والترجمة فى عهد المأمون، ومن الجدير بالذكر أن المسلمين لم يكتفوا بمجرد الترجمة بل كانوا يبدعون ويضيفون إلى كل علم يترجمونه وكانت «المجالس والندوات العلمية» منتدىً خصبًا للحوار بين العلماء. ومن الإنجازات العلمية المهمة فى هذا العصر المرصد الفلكى الذى شيده الخليفة المأمون فى بغداد،وكان أكبر المراصد الفلكية فى هذا العصر، وقد عمل فيه أكبر علماء «الفلك» المسلمين وقد تمكنوا -من خلاله- من تفسير ظاهرة الجاذبية، وتعيين خط العرض وقياس طول محيط الارض وقد ساعدهم فى هذا علماء الجغرافيا و الهندسة، ولا أنسى جهود العلماء المسلمين فى العلوم الطبية وخاصة علم التخدير وطب العيون.
وقد كان للعديد والعديد من العواصم والمدن الكبرى إشعاع حضارى وعلمى ذو بريق، ومنها مكة والمدينة بالحجاز، والفسطاط والإسكندرية فى مصر، وفاس والقيروان بالمغرب، وحلب ودمشق فى الشام، ومدن ما وراء النهر كبخارى وطشقند وخوارزم وسمرقند، ونيسابور فى خراسان، وأشبيلية وقرطبة فى الأندلس، بالإضافة إلى بغداد عاصمة الخلافة. وأخيراً أحب أن أشير إلى عشرات الشخصيات البارزة فى العصر العباسى الأول الذين بنوا هذه الدولة وكانوا صناع حضارتها وتركوا لنا أمثلة رائدة وقدوة حقيقية فى الإيمان والجهاد والعمل، ولأن الحديث عنها قد يطول ويطول. داعيًا الله عز وجل أن تستمتعوا معى بالرحلة وتأخذوا منها العبرة والفكرة والذكرى الطيبة العطرة.



تعريفات :: (( في الدولة العباسية ))
أبو العباس السفاح :
هو أبو العباس عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم أول خلفاء بنى العباس. ولد سنة ثمان ومائة بالحميمة، ونشأ بها. حدَّث عن أخيه إبراهيم بن محمد الإمام، وروى عنه عمه عيسى بن على، وكان أصغر من أخيه المنصور. وقال بعض المشايخ عنهم: والله لقد أفضت الخلافة إلى بنى العباس وما فى الأرض أحد أكثر قارئاً للقرآن ولا أفضل عابدًا ولا ناسكًا منهم. وبويع بالخلافة فى ثالث ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وصلى بالناس الجمعة. وكان السفاح سريعًا إلى سفك الدماء، فأتبعه فى ذلك عماله بالمشرق والمغرب، وكان مع ذلك جوادًا بالمال. قال الصولى: وكان السفاح أسخى الناس، ما وعد يمترةً فأخرّها عن وقتها، ولا قام من مجلسه حتى يقضيها. وكان نقش خاتمه الله ثقة عبد الله وبه يؤمن. ومن كلامه: إن من أدنياء الناس ووضعائهم مّنْ عَدّ البخل حزمًا، والحلم ذلاً. ومات السفاح بالجُدرِىِّ فى ذى الحجة سنة ست وثلاثين ومائة، وكان قد عهد إلى أخيه أبى جعفر المنصور.


أبوجعفر المنصور ::
هو أبوجعفر المنصور عبدالله بن محمد بن على بن عبدالله بن عباس، ثانى خلفاء بنى العباس. ولد المنصور فىالحميمة فى أرض الشراة قرب معان سنة(95هـ)، وأمه بربرية تُدعى سلاّمة. وكان المنصور عارفًا بالفقه والأدب، مقدمًا فى الفلسفة والفلك محبًا للعلماء.ولى الخلافة بعد وفاة أخيه السفَّاح سنة (136هـ)، وأمر بتخطيط وبناء مدينة بغداد سنة (145هـ)، وجعلها دار ملكه بدلاً من الهاشمية التى بناها السفَّاح. وقَتل المنصور خلقًا كثيرًا حتى استقام له الملك، وكان من بينهم أبو مسلم الخراسانى، كما آذى كثيرًا من العلماء منهم أبو حنيفة. وفى عهده شرع علماء الإسلام فى تدوين الحديث، والفقه، والتفسير. ومن آثاره التى بناها مدينة المصيص، والرافقة بالرقة. وشرع العرب أيامه يطلبون علوم اليونان والفرس، وعُمل فى عهده أول اسطرلاب فى الإسلام صنعه محمد بن إبراهيم الغزارى. وتوفى المنصور فى بئر ميمون من أرض مكة سنة (158هـ) ودفن فى الحجون بمكة وكانت مدة خلافته(22) سنة.

أبو عبدالله محمد المهدي ::
هو أبوعبدالله محمد بن عبدالله المنصور بن محمد بن على العباسى، المهدى بالله.من خلفاء الدولة العباسية بالعراق.ولدالمهدى بإيذج من كور الأهواز سنة (127هـ).وقد ولىالخلافة بعد وفاة أبيه وبعهد منه سنة (158هـ ). وكان المهدى محمود السيرة محببا إلى الرعية،حسن الخلق والخلق، جوادًا، وكان يجلس للمظالم إلا حياءً منهم لكفى.وفى عهده فتحت إربد من الهند وكثرت الفتوح بالروم كما بنى جامع الرصافة. قال عنه الذهبى: هو أول من عمل البريد من الحجاز إلى العراق. وقد توفى المهدى سنة (169هـ ). وكانت مدة خلافته عشر سنين وشهرًا.

أبو محمد موسى الهادي ::
هو أبو محمد موسى الهادى بن محمد المهدى بن أبى جعفر المنصور من خلفاء الدولة العباسية ببغداد. ولد الهادى بالرى سنة (144هـ)، وولى الخلافة بعد وفاة أبيه سنة (169هـ ).وكان أبوه قد أوصاه بقتل الزنادقة فتتبعهم وقتل منهم خلقا كثيرًا، وكان الهادى أديبًا فصيحًا، تعلوه الهيبة، وله سطوة وشهامة، وكان نقش خاتمه الله ثقة موسى وبه يؤمن وقد اشتهر بكرمه وجزيل عطائه. ولما أراد خلع أخيه هارون الرشيد من ولاية العهد، ويجعلها لابنه جعفر، دبرت أمه الخيزران لقتله، حيث أمرت جواريها أن يقتلنه فخنقنه. وقد توفى الهادى مقتولا سنة (170هـ).

هارون الرشيد ::

هو أبو جعفر هارون بن المهدى محمد بن المنصور المعروف بهارون الرشيد أحد خلفاء الدولة العباسية فى العراق. ولد هارون الرشيد فى الرى سنة (148هـ)، وقداستخلف بعهد من أبيه عند موت أخيه الهادى سنة (170هـ). وكان من أفضل الخلفاء وأجل ملوك الدنيا، حيث كان يغزو عاما ويحج عاما. وكان يصلى فى خلافته فى كل يوم مائة ركعة إلى أن مات، لا يتركها إلا لعلة، ويتصدق من صلب ماله كل يوم بألف درهم. وكان يحب العلم وأهله، ويعظم حرمات الإسلام، ويبغض المراء فىالدين، والكلام فى معارضة كتاب الله عز وجل، والسنة النبوية الشريفة.وفى سنة (179هـ) اعتمرهارون الرشيد فى رمضان، ودام على إحرامه إلىأن حج، ومشى من مكة إلى عرفات. وقد غزا هارون الرشيد مدينة هرقل، وبث جنوده بأرض الروم، حتى لم يبق بممالكهم فى الأسر مسلم. وأرسل شراحيل بن معن بن زائدة مفتح حصن الصقالبة وافتتح يزيد بن مخلد ملقونية، وأرسل حميد بن معيوف إلى قبرص، وسبى من أهلها ستة عشرألفا. ومن محاسنه أنه لما بلغه موت عبدالله بن المبارك جلس للعزاء وأمر الأعيان أن يعزوه فى ابن المبارك. وروى أن ابن السماك دخل على الرشيد يوما، فاستسقى، فأتى بكوز، فلما أخذه قال: على رسلك يا أمير المؤمنين، لو منعت هذه الشربة بكم كنت تشتريها؟ قال بنصف ملكى،قال: اشرب هنأك الله تعالى، فلما شربها قال: أسألك لو منعت خروجها من بدنك بماذا كنت تشترى خروجها؟ قال: بجميع ملكى. قال: إن ملكا قيمته شربة ماء وبولة لجدير أن لا ينافس فيه، فبكىهارون بكاءً شديدا. وقد مات هارون الرشيد فى الغزو بطوس من خراسان ودفن بها فى الثالث من جمادى الآخرة سنة (193هـ)، وله خمس وأربعون سنة.

أبو موسى محمد الأمين ::
هو محمد بن هارون الرشيد بن المهدى بن المنصور، المعروف بالأمين.أحد خلفاء الدولة العباسية. ولد الأمين فى رصافة بغداد سنة (170هـ) وكان جميل الصورة شجاعا، محبًا للأدب. وقد بويع بالخلافة بعد وفاة أبيه سنة (170هـ) بعهد منه. وقد ولى أخاه المأمون خراسان وأطرافها، وفى سنة (195هـ) أعلن الأمين خلع المأمون من ولاية العهد. وقد اقتتلا الأمين والمأمون مما أدى إلى مقتل الأمين وتولى المأمون الخلافة. وكان الأمين مكثرًا من إنفاق الأموال، يؤخذ عليه انصرافه إلىاللهو ومجالسة الندماء. وقد توفى الأمين مقتولا بمدينة السلام سنة (198هـ).
وله مواقف عديدة منها:
من أعز الناس

أبو جعفر عبدالله المأمون:

هو أبو العباس عبدالله بن هارون الرشيد بن المهدى بن أبى جعفرالمنصور، المعروف بالمأمون.أحد خلفاء الدولة العباسية فى العراق.ولد المأمون سنة (170هـ) وقد برع فى الفقه والعربية، واهتم بالفلسفة. ولى المأمون الخلافة بعد خلع أخيه الأمين سنة (198هـ) وقد نفذ أمره من إفريقية إلى أقصى خراسان وما وراء النهر والسند. ودخل دمشق، وكان أول من دخل مصر من الخلفاء العباسيين.وفى عهده تم ترجمة كتب الفلسفة، وحض الناس على قراءتها، وقرب العلماء والفقهاء والمحدثين والمتكلمين وأهل اللغة.وامتحن الكثير من العلماء وسجنهم، حيث كان يقول بخلق القرأن.ومن كلامه:لو عرف الناس حبى للعفو لتقربوا إلى بالجرائم.
وقد توفى المأمون فى بذندون سنة (218هـ)، ودفن فى طرسوس

المعتصم بالله :
هو أبو إسحاق محمد بن هارون الرشيد بن المهدى بن المنصور المعتصم بالله العباسى من خلفاء الدولة العباسية. ولد المعتصم بالله سنة (179هـ) وكَرِه التعليم فى صغره، فنشأ ضعيف القراءة يكاد يكون أُميًّا.بُويع بالخلافة سنة (218هـ) بعد وفاة أخيه المأمون وبعهد منه. وقد سلك مسلك المأمون فى سيرته، وفتح عَمُّورية من بلاد الروم الشرقية، وبنى مدينة سَامِرَّاء سنة (222هـ) حين ضاقت بغداد بجنده. وهو أول من أضاف اسمه إلى اسم الله تعالى من الخلفاء فقيل المعتصم بالله وكان يُقال له المُثمَّن لأنه ثامن الخلفاء من بنى العباس، وثامن أولاد الرشيد، وملك سنة ثمان عشرة، وملك ثمان سنين وثمانية أشهر وثمانية أيام، وعاش ثمانية وأربعين سنة، وفتح ثمانية فتوح، وقتل ثمانية أعداء، وخلف ثمانية بنين وثمانية من البنات. وتُوفى المعتصم فى سامراء سنة (227هـ).

أبو جعفر هارون الواثق::
هو هارون الواثق بالله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد العباسى من خلفاء الدولة العباسية فى العراق.ولد الواثق بالله فى بغداد سنة (200هـ) وولى الخلافة بعد وفاة أبيه سنة (227هـ ( وقد أحسن الواثق لأهل الحرمين حتى قيل إنه لم يوجد بالحرمين فى أيامه سائل أى فقير. ولكنه مع ذلك امتحن الناس فى قضية خلق القرأن وآذى الإمام أحمد بن حنبل.وكانت وفاته فى سامراء سنة (232هـ).



- الدولة الإدريسية (( مازلنا في الحضارة العباسية ))

تنسب الدولة الإدريسية إلى إدريس بن عبد الله بن الحسن الذى أسسها بعد فرارة من العباسيين إلى المغرب العربى سنة 172 هـ، فقد تجمعت حوله بعض قبائل البربر حتى كون منهم قوة كبيرة سيطرت من منطقة تلمسان إلى أواسط المغرب الأقصى. وفى سنة 177 هـ مات إدريس مسمومًا، ولم يكن له وريث، ولكن إحدى جواريه كانت حاملاً منه، فقام غلامه راشد بجمع القبائل الموالية على انتظار المولود وظل يحكم باسمه حتى شب الغلام وتسلم الحكم وسمى «إدريس الثانى». ويعتبر إدريس الثانى هو المؤسس الحقيقى للدولة فقد قام بعدة أعمال لتثبيت حكمه وأهمها:
1- متابعة فرض النفوذ والطاعة على القبائل البربرية فى المنطقة.
2- إنشاء مدينة فاس سنة 192 واتخاذها عاصمة للإمارة.
وفى سنة 213 توفى إدريس الثانى وله أحد عشر ولدًا، تولى أكبرهم محمد بن إدريس الإمارة، ووزع على إخوته باقى الأعمال. ومات محمد سنة 221 هـ ، وقد دب الخلاف والتخاصم بين إخوته، وخلفه من بعده ابنه علىّ الذى ما لبث أن توفى سنة 224 هـ دون أن يترك أثرًا يُذكر وخلفه أخوه يحيى. وشهدت مدينة (فاس) إزدهارًا كبيرًا فى عهد الأمير يحيى بن محمد، فقد اهتم بعمرانها، وبنى الحمامات والفنادق للتجار، وشيد فيها المسجد الجامع المعروف بـ (جامع القرويين) سنة 245 هـ؛ وهو من أشهر مساجد العالم الإسلامى حتى اليوم. وبعد وفاة يحيى بن محمد خلفه ابنه يحيى الثانى الذى كان ماجنًا؛ فثارت عليه العامة، وطردوه من الإمارة. وولى عرش الدولة بعده ابن عمه على بن عمر؛ ولم يطل حكمه طويلاً بسبب الخلافات بين البيت الحاكم، حتى استقر الأمر ليحيى بن إدريس بن عمر سنة 292 هـ. وكان يحيى بن إدريس من أعظم أمراء الأدارسة ملكًا وسلطانًا إلى أن تأسست الدولة الفاطمية بالمغرب، وأطاحت بإدريس سنة 309 هـ ، وبقيت الإمارة فى وضع هزيل تحت رحمة الفاطميين إلى أن
وجه لها الأمويون بالأندلس ضربة قاضية بالاستيلاء على ما بقى منها سنة 319 هـ.
يتبع



تعريف مدينة فاس ::

الموقع الجغرافى:
تقع مدينة فاس فى الشمال الإفريقى للمملكة المغربية، ويحدها من جهة الغرب نهر أبى رقراق ومن الشرق نهر إنادن ومن الشمال نهر سوبرد. وتبلغ مساحتها حوالى (5400)كم2، وهى تربط بين المغرب والأندلس أو القارة الإفريقية وأوربا، حيث تقع عند ملتقى طريقين رئيسيين، أحدهما يبدأ عند شواطىء البحر المتوسط (فى طنجة أو سبتة)، ويمتد إلى الصحراء وما وراءها إلى قلب القارة السوداء، والطريق الذى تقع عليه مدينة فاس يبدأ من المحيط الأطلسى إلى المغرب الأوسط فى الجزائر.
تاريخ فاس :
يرجع تاريخ تأسيس مدينة فاس إلى القرن (8م)، حيث قام بتأسيسها المولى إدريس مؤسس الدولة الإدريسية، ثم قام ابنه بتكريس كل جهوده فى بناء وتشييد مدينة فاس حيث أسس بها القصر الملكى، والسوق وحصنها بالأسوار، وفى القرن (11م)، تمكن يوسف بن تاشفين أمير دولة المرابطين من ضم المدينة إليه، وسجل بذلك بداية العصر الذهبى للمدينة. وفى عهد الموحدين فى القرن (12،13م)، شهدت المدينة مرحلة من الرخاء والتقدم؛ حيث ازدهرت بها التجارة والصناعة، خاصة صناعة الفسيفساء والنحاس، وقد أدى التقدم الاقتصادى للمدينة إلى ظهور تيارات فكرية ودينية، وبهذا بدأت المدينة تأخذ شكلها كعاصمة، وأصبح مسجد القرويين آنذاك جامعة حقيقية. وفىعهد بنى مرين عرفت مدينة فاس ازدهارًا تجاريًا كبيرًا وفى سنة(1260م) كان أول غزو صليبى للمدينة، حيث استولى عليها البرتغاليون غدرًا وغيلة، إلى أن تمكن الخليفة المرينى أبو يوسف يعقوب من إجبارهم على تركها والهرب بسفنهم عبر مياه المحيط . وفى سنة (1400م) جاء الغزو الصليبى الثانى على المغرب، وكانت أسبانيا صاحبته والمحرضة عليه. ثم جاء الغزو البرتغالى على شكل سلسلة متتابعة لمدن المغرب، بدأت من عام (1452م) إلى عام (1508م) إلى أن تمكن السعديون من طرد البرتغاليين من المغرب العربى بعد ذلك. وفى سنة (1664م) تولى مولاى رشيد حكم البلاد، وأسس فيها الدولة العلوية، التى ينحدر الملك الحسن الثانى من سلالتها. وفى سنة (1860م) جاء الجيش الفرنسى إلى المغرب، وتمكن من هزيمة المغاربة فى معركة أسلس. وفى سنة (1912م) وقعت أسبانيا وفرنسا اتفاقا يقضى بتقسيم البلاد بينهما وأعلنت فرنسا الحماية على المغرب. وقامت القبائل بتوحيد صفوفها وجهودها ضد الاستعمار الفرنسى وظهر الأمير عبد الكريم الخطابى فى الشمال وأنزل بالمستعمرين الأسبان خسائر فادحة. وفى سنة (1955م) استقلت المغرب عن فرنسا، وعاد إلى حكمها الملك محمد الخامس الذى ينتسب إلى الدولة العلوية، ثم خلفه الملك الحسن الثانى .
آثار ومعالم فاس:
مسجد الاْندلس؛ الذى بنى سنة (859م)، وهو يثير الإنتباه من خلال بوابته العجيبه المصنوعة من الأرز المنحوت.
جامعة القرويين؛ التى بنيت سنة (862م) وتتميز عمارتها الفريدة من نوعها بالدقة والجمال إذ تشكل نسقًا هندسيًا رائعًا مما جعلها مفخرة من مفاخر التاريخ الإسلامى، وهى تعتبر من أقدم جامعات العالم.
مدرسة الصهريج؛ بنيت فى القرن (14م)، وأخذت اسمها من ذلك الصهريج الموجود فيها للوضوء.
مدرسة العطارين؛ بنيت فى القرن (14م) على يد السلطان أبو سعيد المرينى، وقد خصصت لسكن الطلاب الذين يدرسون فى جامعة القرويين.
فندق التجاريين؛ الذى يعود تاريخه إلى القرن (14م)، وزين مدخله بأفاريز قمة فى الجمال، وبجانبه إحدى أجمل النافورات فى المدينة.
ساحة الصفارين؛ وهى ساحة لصناعة النحاس على الطريقة المعروفة، وهى من أشهر الصناعات العريقة فى مدينة فاس.



الدولة الأموية بالأندلس : (( ما زلنا في الدولة العباسية ))

فتحت بلاد الأندلس فى عهد الوليد بن عبد الملك بين عامى 92، 93 هـ فى الخلافة الأمُوية، عندما قام بفتحها طارق بن زياد بتوجيه من والى أفريقية موسى بن نصير، وظلت الأندلس بعد ذلك خاضعة للخلافة الأموية كإحدى الولايات الرئيسية، إلى أن سقطت الخلافة الأموية سنة 132 هـ، واتجه العباسيون إلى استئصال الأمويين. وتمكن عبد الرحمن بن معاوية (عبد الرحمن الداخل) أن يفلت من قبضة العباسيين، فهرب إلى أخواله فى الشمال الإفريقى، وأقام عندهم فترة من الزمن، ثم فكر فى دخول الأندلس ليبعد عن العباسيين، فراسل الأمويين بالأندلس، ولما أحس ببعض الاطمئنان قفز إلى هناك عام 138 هـ. فتجمع حوله الأمويون، ومن تبعهم ممن يكرهون والى العباسيين فى الأندلس يوسف الفهرى. فكوَّن عبد الرحمن الداخل من هؤلاء جيشًا كبيراً، اتجه به نحو قرطبة، فتقابل مع جيش الفهرى فى موقعة عرفت باسم «المصارة» انتهت بهزيمة الفهرى وقتله ودانت الأندلس كلها بعد ذلك لعبد الرحمن الداخل. وبعد هذا التاريخ - 138 هـ - بداية الدولة الأموية فى الأندلس والتى استمرت حتى عام 422 هـ. ولقد واجه عبد الرحمن الداخل عقبات وتحديات كثيرة من أجل توطيد الحكم الأموى بالأندلس، وخاض فترة الصراع مع دولة الخلافة العباسية، وذيولها وبعض الطامحين إلى الحكم. فلقد شجع العباسيون واليهم على أفريقية العلاء بن المغيث على إخضاع الأندلس والقضاء على عبد الرحمن الداخل، فاستجاب العلاء وعبر البحر إلى الأندلس سنة 146هـ، ولكنه منى بهزيمة ساحقة على يد عبد الرحمن الداخل. وإلى جانب ذلك اشترك بعض العرب الساخطين على الداخل فى مؤامرة دنيئة مع الزعيم النصرانى شارلمان ضد عبد الرحمن الداخل، ولكن أهل مدينة سرقسطة قاموا بمواجهة هؤلاء العرب الخائنين فباءت مؤامرتهم بالفشل. ولصمود الأمير الأموى عبد الرحمن الداخل أمام العقبات التى اعترضت طريقة أعجب به الخليفة المنصور ولقبه بـ «صقر قريش». واستقر الأمر فى الأندلس فى النهاية إلى الأمويين، واستمرت الدولة الأموية حتى عام 422هـ ، مرت خلالها الدولة بفترات قوة وضعف، وفيما يلى قائمة بأسماء حكام الأندلس من بنى أمية:
1- عبد الرحمن بن معاوية (الداخل) 138 هـ
2- هشام الأول بن عبد الرحمن 172 هـ
3- الحكم بن هشام 180 هـ
4- عبد الرحمن الأوسط بن هشام 206 هـ
5- محمد بن عبد الرحمن 238 هـ
6- المنذر بن محمد 273 هـ
7- عبد الله بن محمد 275 هـ
ظهرت بعض الاقطاعات القوية فى هذه الفترة كإقطاعية بنى حجاج بإشبيلية وذى النون بالولايات الغربية وقد أعادها عبد الرحمن الناصر إلى الطاعة.
8- عبد الرحمن الثالث (الناصر) بن محمد 350 هـ
9- الحكم بن عبد الرحمن 366 هـ
10- هشام (الثانى) بن الحكم 366 - 399 هـ
وفى عهد هشام استولى على الحكم المنصور بن أبى عامر إلى أن سقطت الخلافة الأموية عام 422 هـ وبدأ عهد ملوك الطوائف. وكان لعبد الرحمن الداخل دور حضارى كبير فى فترة حكمه بالأندلس فقد جّمل مدينة قرطبة، وأحاطها بسور ضخم وحفر قناة تمدها بالماء العذب وشيد بها المبانى الضخمة والحمامات وأكثر من البساتين على ضفة الوادى الكبير وابتنى بظاهرها قصراً كبيراً أسماه «الرصافة» وكان هذا القصر شرقى المظهر فقد حفلت حديقته بالنبات الشرقى. ومن منشآت عبد الرحمن المهمة جامع قرطبة الذى لا يزال ينطق حتى الآن بالعظمة والجلال وقد أنفق عليه نفقات كثيرة كما فعل أجداده وهم يشيدون المسجد الأموى فى دمشق. واهتم عبد الرحمن الداخل بشئون الزراعة فشق الترع وأنشأ الطرق، كما اهتم بالشئون العلمية فبنى المدارس فى عواصم الأندلس، وشجع العلماء والطلاب مما جذب لبلاده كثيرًا من طلاب العلوم من أوروبا ومن مصر والشام والعراق. وفى عام 172 هـ توفى عبد الرحمن الداخل، وولى الحكم بعده ابنه هشام، وروى عنه أنه كان محبًا للخير والعدل، يتخذ من عمر بن عبد العزيز نموذجًا يحتذى، ويقول العبادى فى «تاريخ الأندلس» إنه كان يرسل من يثق فيهم من رجاله إلى كور (حدود) الأندلس ومدنها يسألون الناس عن أحوالهم وسيرة عماله فيهم، فإذا انتهى إليه أن أحدهم أسرف على الرعية حل عليه سخطه وعزله عن عمله. وحرص هشام بن عبد الرحمن علىنشر اللغة العربية والعناية بها والتى أصبحت لغة التدريس فى كل مدارس الأندلس بما فيها مدارس اليهود. ويعد القرن الهجرى الرابع أزهى عصور المسلمين بالأندلس وخاصة خلال فترة حكم عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد (عبد الرحمن الناصر) والذى حكم من عام 300 - 350 هـ ، فأثبت أنه أكفأ الحكام وأحرز نجاحًا تامًا فى ميدان السياسة والحضارة. و كانت قرطبة فى عهده تنار بالمصابيح ليلاً ويستضئ الماشى بسرجها (16) كم لا ينقطع عنه الضوء، وكانت مبلطة ومحاطة بالحدائق الغناء. وتذكر المصادر المختلفة أن الحضارة الإسلامية فى الأندلس شملت عدة اتجاهات وحوت أكثر ألوان المعرفة أو كلها ويقسمها بعض المؤرخين إلى قسمين:
الحضارة الفكرية والحضارة العمرانية.
- ففى مجال الفكر والعلوم الشرعية انتشر المذهب المالكى فى الأندلس وخاصة فى فترة حكم هشام بن عبد الرحمن ومن فقهاء وعلماء الأندلس المشهورين بقى بن مخلد، والإمام ابن حزم الأندلسى والإمام أبو القاسم الشاطبى وأبو الوليد السياجى والإمام المنذر بن سعيد البلوطى الذى كانت له مواقف رائعة مع عبد الرحمن الناصر. ونهضت الأندلس نهضة كبرى فى مجال العلوم العقلية والعملية والطبيعية من رياضة وطبيعة وفلك وطب. ومن العلماء المشهورين فى الأندلس عباس بن فرناس صاحب أول محاولة للطيران فى التاريخ. ومن أبرز علماء الفلك إبراهيم بن يحيى النقاش ونبغ فى الطب أحمد بن إياس الذى تمهر فى علم الأدوية وتصنيفها. وأما فى مجال الأدب والفن فقد برز فى علوم اللغة العربية وآدابها كثير من رجال الأندلس، وقد طبقت شهرتهم الآفاق ومن هؤلاء ابن مالك صاحب الألفية المشهورة فى علم النحو والصرف، وابن عبد ربه صاحب «العقد الفريد». وتنوعت نواحى العمران التى عنى بها المسلمون بالأندلس، بل إن مظاهر الحضارة العمرانية أبرز من مظاهر الحضارة العلمية، وتمثلت أروع مظاهر العمران فى الأبنية الضخمة من مساجد ومدن وقصور تدل على تميز العمارة الإسلامية، فنشاهد فى الأندلس مسجد قرطبة، ومدينة الزهراء التى بناها الناصر، وقصرى طليطلة والمأمون، وقصر الجعفرية فى سرقسطة ولقد تغنى الشاعر الفرنسى «فيكتور هوجو» بمدينة الزهراء فى قصيدة طويلة. وفى عام 366 هـ تولى حكم الأندلس هشام الثانى بن الحكم وهو آخر حكام بنى أمية فى الأندلس، فلقد سيطر على الحكم فى عهده المنصور بن أبى عامر الذى أسس الدولة العامرية. وفى عام 422 هـ سقطت الخلافة الأموية بالأندلس وبدأ عصر ملوك الطوائف.
شريط الأحداث
- 138 هـ قفز عبد الرحمن الداخل من الشمال الإفريقى إلى الأندلس وبدأ تأسيس الدولة الأموية هناك.
- 138 هـ انتصر عبد الرحمن الداخل على يوسف الفهرى الوالى العباسى فى موقعة «المصارة» واستطاع دخول قرطبة وإعلان الحكم الأموى للأندلس.
- 142 هـ حاول عبد الرحمن الفهرى استرداد نفوذه بالأندلس فجمع جيشًا حوله وأعلن العصيان، وأراد غزو قرطبة، فسار إليه عبد الرحمن الداخل وتمكن من هزيمته.
- 147 هـ قام العلاء بن مغيث -بتحريض من العباسيين- بمناهضة عبد الرحمن الداخل، وقام بالثورة، وبعد معارك ضارية استطاع الانتصار عليه، وقتل العلاء بن مغيث، ولم يحاول بعدها العباسيون التدخل فى شئون الأندلس.
- 161 هـ حدثت مؤامرة الخيانة على عبد الرحمن الداخل، إذ تآمر حاكم سرقسطة سليمان بن يقظان الأعرابى مع شارلمان حاكم الفرنجة، ولكن أهالى سرقسطة قاموا بثورة ضد الحاكم الخائن وحليفه النصرانى، وباءت المؤامرة بالفشل.
- 172 هـ توفى عبد الرحمن الداخل، وخلفه فى الحكم ابنه هشام بن عبد الرحمن الذى حكم مدة ثمانية أعوام (172-180).
- 174 هـ حدث خلاف بين هشام وأخيه سليمان، وقد أخذ سليمان لنفسه البيعة فى طليطلة، ولكنه هزم أمام هشام ونفى إلى المغرب.
- 181 هـ حدثت ثورة أهل طليطلة على الحكم بن هشام بن عبد الرحمن ولكنه تمكن من إخمادها بحيلة تمكن -من خلالها- من القضاء على الثوار.
- 206 هـ توفى الحكم بن هشام، وخلفه ابنه عبد الرحمن الذى عرف بإسم عبد الرحمن الأوسط، وفى عهده استتب الأمن، وساد النظام فانصرف إلى العلم والبناء، والإهتمام بشئون الدولة،و اعتنق فى أيامه الإسلام عدد كبير من النصارى الأسبان.
- 228 هـ أغار الفرنجة على الأندلس عن طريق البحر، فأغاروا على شذونة ومنها إلى أشبيلية، وهزموا المسلمين عدة مرات، وأرسل عبد الرحمن الأوسط قوة لأهل أشبيلية، قاتلت الفرنجة الذين تراجعوا حتى قهروا.
- 238 هـ توفى عبد الرحمن الأوسط ، وخلفه ابنه محمد الأول، وحدثت فى عهده عدة ثورات فى شمالى الأندلس فى برشلونة وطليطلة، فارسل إليها حملات أحرزت النصر.
- 300 هـ ولى حكم الأندلس عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله (عبد الرحمن الناصر) وقد ازدهرت الدولة الأموية فى عهده ازدهاراً كبيراً كما أعلن نفسه خليفة على الأندلس بعد أن رأى استبداد الأتراك بالخلافة العباسية.
- 322 هـ بنى عبد الرحمن الناصر أسطولاً مؤلفًا من مائتى سفينة، وتسابقت رسل دول فرنسا وألمانيا وإيطاليا إلى مقر حكمه تقدم له الإحترام.
- 335 هـ بنى عبد الرحمن الناصر مدينة سالم، وتقع شمال شرقى مدريد، كما بنى مدينة «المرية» على ساحل البحر المتوسط لتكون قاعدة للأسطول الأندلس.
- 350 هـ توفى عبد الرحمن الناصر بعد أن وطد أركان البلاد، وخلفه ابنه الحكم الثانى الذى تلقب باسم المستنصر بالله، وكانت أيامه هادئة والبلاد مستقرة على أسس ثابتة ازدهرت فيها العلوم ونعمت بالعمران.
- 350 هـ تعرضت سواحل بحر الغرب (المحيط الأطلسى) بالأندلس إلى غارات النورمان المجوسى، وقد تركزت غاراتهم على منطقة لشبونة. والنورمان هؤلاء أصلهم من الدانمارك، وأقام بعضهم فى جنوبى إيطاليا واستعملتهم الكنيسة للهجوم على المسلمين.
- 366 هـ توفى الحكم المستنصر بالله بن عبد الرحمن الناصر، وقيل عنه انه كان من خيار الخلفاء وعلمائهم وكان محبًا للعلماء محسنًا إليهم.
- 366 هـ - 399 هـ كانت فترة حكم هشام بن الحكم المستنصر، وكان قد سيطر على الحكم فى عهده المنصور بن أبى عامر وأسس الدولة العامرية. ثم استمرت فترة الفتنة (399 - 422 هـ) حتى سقطت الأمويون وخلافتهم، وبدأ عصر الطوائف.



تعريفات :: (( في الدولة الأموية بالأندلس في عصر الدولة العباسية ))
عبد الرحمن الداخل ::
هو عبدالرحمن بن معاوية بن هشام بن عبدالملك بن مروان الأموى، المُلقّب بصقر قريش ويعرف بالداخل لأنه أول من دخل الأندلس من ملوك الأمويين.ولد عبدالرحمن فى دمشق، ونشأ يتيمًا، حيث مات أبوه وهو صغير فتربَّى فى بيت الخلافة. ولمَّا انقرض مُلك الأمويين فى الشام وتعقَّب العباسيون رجالهم بالفتك، والأسر أفلت عبد الرحمن، وأقام فى قرية على الفرات إلى أن انتقل إلى الأندلس سنة (138هـ).وقد تجمَّع الأمويون فى الأندلس حول عبدالرحمن وخاض بهم المعارك ضد أعدائه ودخل قرطبة واستقرَّ بها وبنى فيها قصرًا، وعدة مساجد.
وحينما اطمئن له أهل الأندلس أعلن استقلال إمارته وقطَع خطبة العباسيين والدعاء لهم على المنابر.ولصمود عبد الرحمن أمام العقبات التى اقتحمت طريقه لقّبه الخليفة المنصور (صقر قريش). وقال عنه ابن الأثير:إنه كان حازمًا سريع النهضة فى طلب الخارجين عليه لا يخلد إلى راحة ولا يَكِلَ الأمور إلى غيره ولا ينفرد برأيه، شجاعًا، مقدامًا شديد الحذر، سخيًا، لَسِنًا، شاعرًا عالمًا، يُقاس بالمنصور فى حزمه وشدته وضبطه الملك.
و توفى عبدالرحمن الداخل فى قرطبة سنة (172هـ) ودفن بقصرها.



تعريف قرطبة ::
الموقع الجغرافى:
ـ تقع مدينة قرطبة على دائرة عرض (38ْ) شمال خط الاستواء وكانت عاصمة الأندلس (أسبانيا حاليا).
ـ ويحدها من الشمال مدينة ماردة، ومن الجنوب مدينة قرمونة، ومن الشرق الوادى الكبير، ومن الغرب مدينة أشبيلية.
تاريخ قرطبة:
ـ فتح المسلمون الأندلس على يد طارق بن زياد سنة (92هـ) من قبل الدولة الأموية، فى عهد الخليفة الوليد بن عبدالملك بن مروان.
ـ وبعد سقوط الدولة الأموية انتقلت الأندلس إلى حكم الدولة العباسية سنة (132هـ).
ـ وفى سنة (138هـ) استرد عبد الرحمن الداخل الملقب بصقر قريش فاعاد بناء الدولة الأموية من جديد فى الأندلس.
ـ وقوى أمر المسلمين فى الأندلس فى عهد هشام بن عبد الرحمن الداخل، ومن بعده عبدالرحمن بن هشام الملقب بالأوسط، حيث استتب الأمر فى عهده وساد النظام، فانصرف إلى العلم والبناء، والاهتمام بشئون الدولة، ودخل فى عهده كثير من النصارى الإسلام.
ـ وبلغت الدولة الإسلامية فى الأندلس أوج عظمتها فى عهد أميرها عبد الرحمن الناصر أشهر حكام الدولة الأموية فى الأندلس وبانى قصر الزهراء.
ـ وبعد وفاة الحكم بن عبد الرحمن الناصر تولى الأمر الحاجب المنصور بن أبى عامر، وبعد وفاة المنصور، وابنه توالت الفتن، وظهر عصر ملوك الطوائف الذين كانت المنازعات بينهم من أكبر أسباب ضياع الأندلس.
ـ وكان أشهر ملوك الطوائف المعتمد ابن عباد الذى استنجد بيوسف بن تاشفين عندما ضغط عليه النصارى.
ـ فقام يوسف بن تاشفين بتوحيد بلاد الأندلس مرة ثانية واستطاع أن ينتصر على النصارى فى موقعة الزلاقة.
ـ ومع ظهور دولة الموحدين فى المغرب وظهور الخلافات بينها وبين المرابطين ضعفت دولة المرابطين، وظهر ملوك الطوائف مرة ثانية فى الأندلس.
واستنجد الأندلسيون بعبد المؤمن بن على مؤسس دولة الموحدين واستطاع الموحدون أن يسترجعوا بعض المدن التى وقعت فى قبضة النصارى سنة (544هـ).
ـ وفى عهد بنى الأحمر سقطت الأندلس نهائيا فى عهد الأمير أبوعبدالله الأحمر سنة (897هـ 1492م).
آثار ومعالم قرطبة:
ـ قصر قرطبة القديم الذى اتخذه عبدالرحمن الداخل مقرا له، وزينه، وحسنه.
ـ وقصر الرصافة، أنشأه عبد الرحمن الداخل، وأحاطه بالبساتين.
ـ والمسجد الجامع، الذى بدأه عبد الرحمن الداخل، وأتمه ابنه هشام، وتعهده من بعده الأمراء بالتجميل والزيادة.
ـ ونهر قرطبة الكبير.
ـ وحمامات قرطبة، وكان يوجد بها (900) حمام.
ـ ومدينة الزهراء، وهى إحدى ضواحى مدينة قرطبة التى بناها عبد الرحمن الناصر .
ـ ودار الروضة، وهى قصر عبد الرحمن الناصر، وجلب إليه الماء من الجبل.
ـ ومن أهم أعلام قرطبة، ابن حزم (على بن أحمد الأندلسى)، والفقيه زياد بن عبد الرحمن، والفقيه يحيى بن الليث، وأبوالقاسم الشاطبى.


دولة الأغالبة : (( مازلنا في الدولة العباسية ))
تُنسب دولة الأغالبة إلى الأغلب بن سالم التميمى وكان واليًا لأفريقيا سنة 148 هـ من قبل أبى جعفر المنصور. أما مؤسس دولة الأغالبة فهو إبراهيم بن الأغلب الذى ولى إفريقيا فى عهد هارون الرشيد عام 184 هـ / 800م. ويعد هذا التاريخ هو بدء استقلال الأغالبة عن الدولة العباسية، وقد عمل الرشيد على دعم إبراهيم حتى لا يستقل نهائيًا كباقى الإمارات. وقد واجه إبراهيم بن الأغلب عدة ثورات قامت ضده، تمكن من إخمادها وتثبيت أركان دولته الناشئة، وكان من أهمها ثورة حمديس الكندى فى المغرب الأدنى، وثورة أهل طرابلس سنة 189 هـ. ومات إبراهيم بن الأغلب سنة 196هـ بعد أن ترك إمارة قوية خلفه فى حكمها ابنه عبد الله أبو العباس وكان سئ السيرة فقد اشتد مع الناس وزاد فى الضرائب. وفى عام 201 مات عبد الله أبو العباس واستراح الناس من حكمه وولى الإمارة زيادة الله ابن الأغلب، وقد شهدت دولة الأغالبة فى عهده أزهى أيامها، رغم أنه ظل لفترة منشغلاً بإخماد ثورة منصور بن نصير الذى حاصر القيروان وهدد وجود الدولة، إلا أن زيادة الله تمكن من الانتصار عليه. ويعد فتح «صقلية» أهم إنجاز حققه زيادة الله ابن الأغلب فقد جهز جيشًا كبيرًا بإمرة قاضى القيروان أسد بن الفرات سنة212هـ. ففتح الله لهم جزءًا كبيرًا من الجزيرة، ولم يتوغلوا فيها بسبب وفاة القائد أسد بن الفرات ومساعدة الروم، فجاءت للمسلمين نجدات من القيروان والأندلس وتوغل المسلمون فى الجزيرة بقيادة محمد بن أبى الجوارى. وفى عام 221 هـ توفى زيادة الله ابن الأغلب وخلفه أخوه أبو عفان الأغلب بن إبراهيم الذى قام بعدة إصلاحات فقد أزال المظالم ومنع الخمر، وحقق بعض ا لإنجازات العسكرية بفتح بعض حصون «صقلية» وهزيمة أسطول رومى جاء لمحاصرة الجزيرة، وتوفى أبو عفان سنة 226هـ وخلفه ابنه أبو العباس محمد الأول. وظلت دولة الأغالبة قائمة يتعاقب عليها أمراء البيت الأغلبى حتى قضى عليها الفاطميون سنة 296هـ / 909م.



تعريفات :: (( في دولة الأغالبة في عصر الدولة العباسية ))
مدينة القيروان ::
الموقع الجغرافى:
تقع مدينة القيروان فى الجمهورية العربية التونسية وهى تبدو كالسراب، وسط الصحراء بعيدًا عن الساحل، وعن طرق المواصلات.
تاريخ القيروان:
ـ تعتبر مدينة القيروان أول مدينة إسلامية فى المغرب العربى، حيث فتحها الفاتح المسلم عقبة بن نافع سنة (49هـ 669 م) حينما كان يغزو أفريقيا.
ـ والواقع أن القيروان عاشت قرونًا عدة متقلبة بين الأمجاد والمآسى فقد شهدت أشهر قادة العرب يأتون من الشرق على رأس جحافل جيوش فى طريقهم إلى المغرب، والأندلس، وشهدت الأهوال من كثرة الحروب والحصار.
ـ وفى عهد دولة الأغالبة شهدت القيروان عصرها الذهبى من سنة (184هـ) إلى سنة (296هـ) فذاع صيتها، وكثرت مبانيها وازدهرت أسواقها، وامتد اشعاعها إلى جميع الأركان.
ـ وفى سنة (308هـ) جاء الفاطميون وأسسوا مدينة على شاطىء البحر وأسموها المهدية وجعلوها عاصمة لهم بدلا من القيروان التى كانت تقاوم حكمهم.
ـ وفى سنة (439هـ) خرج المعز بن باديس الصنهاجى عن طاعة الخليفة المستنصر، فاتفق الخليفة مع القبائل العربية وزودهم بالمال والذخيرة، والتحموا مع المعز بن باديس فى معارك هائلة انتهت بتسليم مدينة القيروان وعاثوا فيها فسادًا وتخريبًا فهدموا وخربوا أسواقها، وقوضوا قصورها.
ـ وانتقلت منها العاصمة نهائيًا لتستقر فى مدينة تونس، العاصمة الجديدة.
ـ ولكن القيروان ظلت رغم ما أصابها تحتفظ بجلال ماضيها، وباشعاعها الروحى والثقافى لشرق المغرب.
ـ وقد نالت مدينة القيروان استقلالها ضمن دولة تونس بعد احتلال فرنسى دام (75) عامًا.
أهم آثار ومعالم القيروان:
ـ مسجد القيروان: الذى بناه القائد عقبة بن نافع ، وهو أول جامع فى شمال إفريقية، وكان بناؤه سنة (670م).
ـ والساعة الحجرية: التى بُنيت مع بناء الجامع، وتوجد على سطحها رسوم تدل على الجهات الأربع.
ـ وجامع الحجَّام: الذى دُفن فيه الصحابى أبوزمعة البلوى أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ـ بئر بروطة: الذى نزل عنده عقبة بن نافع، وشرب منه.

صقلية ::
الموقع الجغرافى :
هى جزيرة فى البحر المتوسط تقع فى جنوب إيطاليا وتعد صقلية بعد الأندلس المصدر الثانى من مصادر الإشعاع الحضارى الذى انتقلت منه الحضارة الإسلامية إلى الغرب. ولقد ساهمت صقلية فى تحضير أوروبا وتنويرها؛ بنصيب يكاد يضاهى نصيب الأندلس غير أنه يقل عنه؛ لأن رقعة صقلية ، كانت أضيق بكثير من رقعة الأندلس؛ بيد أن هذا لا ينقص من قيمة الدور الذى قامت به صقلية فى إمداد أوربا بكل مظاهر الحضارة، سواء أكانت هذه الحضارة من صنع العرب الذين استوطنوها، أو مما نقلوه عن غيرهم من الدول الإسلامية الأخرى.
تاريخ صقلية:
فتح المسلمون صقلية (828م) سنة (213هـ)، على يد القائد الفقيه أسد بن الفرات الذى أوفده زيادة الله التغلبى حاكم القيروان، وهو من حكام الأغالبة الذين كانوا سادة إفريقيا فى القرن التاسع الميلادى. ولم يكن فتح صقلية سهلاً؛ فقد استغرق إخضاع مدنها للحكم الإسلامى نصف قرن. وامتد حكم الأغالبة عليها أكثر من ثمانين عامًا حتى تلاشت دولتهم فى تونس، وقامت الدولة المهدية فى ظل الفاطميين الذين جاءوا بعد العباسيين، وحكم الفاطميون الجزيرة أربعين سنة. وفى سنة (948م) ولّى المنصور بأمر الله على صقلية الحسن بن على الكلبى الذى أسس دولة الكلبيين فى الجزيرة ودامت قرنًا كاملاً، وهو بحق أزهى العصور الثلاثة، وهو ما نسميه بالعصر الذهبى لصقلية. بذر المسلمون فيها بذور الثقافة الإسلامية، وأخذت تنمو وتزدهر على مر الأيام، حتى أنشأوا بها عدة معاهد علمية عامرة يؤمها الأساتذة المسلمين؛ بل أقاموا فى مدينة بالرمو أول مدرسة للطب فى أوربا، وعن طريقها انتقلت علوم المسلمين فى الطب إلى إيطاليا وغيرها من البلدان. ولم يتدخل العرب فى الشئون الداخلية لأهل هذه الجزيرة بل تركوا لهم الحرية التامة فى مزاولة عاداتهم وتقاليدهم، وفى آداء شعائرهم الدينية، واكتفوا بأخذ الجزية ممن لم يعتنق الإسلام، وأعفوا منها الرهبان والفقراء والنساء والأطفال والشيوخ، وكانت أقل بكثير من الضرائب التى كان الرومان يفرضونها عليهم. ويؤكد هذا ما ذكره المؤرخ ألبرتوفيتورا فى كتابه عن تاريخ صقلية: إن العرب كانوا أشد الناس سماحة فى حكمهم للجزيرة حتى فى الأمور الدينية، فلم يعانِ أى مواطن تعسفًا، أو اضطهادًا، أو ضرائب زائدة، أو مصادرة للأراضى، كما كان يحدث مع كل غزاة جدد، كان العرب غزاة من نوع مختلف!. ولم يكتفِ المسلمون بنشر الأمن والحرية والسماحة فيها بل اهتموا بوسائل الزراعة؛ فحفروا الترع والقنوات، وأنشأوا المجارى المحنية التى لم تكن معروفة من قبل، كما أدخلوا زراعة القطن، وقصب السكر، وكثيراً من النباتات، وأشجار الفاكهة التى لم تكن موجودة بها، وقد ساعد على نمو الزراعة بها خصب تربتها؛ فتوفرت الحاصلات، وكثرت الفواكه. ولم يقتصر اهتمام المسلمين على الزراعة فحسب، بل استغلوا ثروات الجزيرة الطبيعية فاستخرجوا منها: الفضة، والحديد والرصاص والنحاس والكبريت والنوشادر. وأنشأوا مصانع النسيج، كما برعوا فى صناعة الكتان والحرير وصباغة الأقمشة، ومن مفاخر الصناعة فى ذلك الوقت، صناعة الورق من الخرق القطنية، ولم تكن تعرف به أوربا؛ فكانت تستورد الورق من صقلية؛ ليحل محل الرقائق الجلدية المرتفعة الثمن. وأما التجارة، فقد اتسع نطاقها فى فترة حكم المسلمين الذى استمر قرنيين وربع من الزمان. وفى سنة (450هـ) دخل النورمان الجزيرة واستولوا عليها بقيادة راجار الأول الذى لم يترك للمسلمين أى شئ. وفى سنة (643 هـ) احتل الجرمان الجزيرة بقيادة الأمبراطور فردريك الثانى وفى أواخر عهده نكل بالمسلمين وعذبهم بكل أنواع التعذيب التى بلغت حد الإحراق والصلب. وفى عام (647هـ) طُرد المسلمون عن آخرهم من صقلية؛ وبذلك اختفى الإسلام والمسلمون تمامًا من صقلية، ومع اختفائهم هُدِّمت كل مساجدهم.
آثار ومعالم:
وعلى الرغم من ذلك فقد ترك العرب المسلمون فى (صقلية) الكثير من عاداتهم وتقاليدهم، التى لا تزال باقية حتى الآن، كما تركوا ألفاظًا عربية كثيرة فى اللغتين: الصقلية، والإيطالية؛ بل لا تزال للآن مدن فى الجزيرة تحمل أسماء عربية، وفى مدينة بالرمو العاصمة مبنيان عظيمان من مبانى العرب: أحدهما قلعة الجزيرة، والآخر قصر القبة الذى بُنى فى القرن 12 الميلادى وفى داخله قاعة فسيحة جدرانها مغطاة بالفسيفساء البديعة التنسيق وبها أيضًا:
- القصر الكبير: وهوقصر واسع -كبير البيوت، باهر الزينة والآثاث.
- شارع السماط: الذى يمتد بطول المدينة كلها ويقسمها نصفين.
- حى الخالصة: الذى بناه خليل بن إسحاق والى صقلية.

أسد بن الفرات ::
هو أبوعبدالله أسد بن الفرات بن سنان قاضى القيروان وأحد القادة الفاتحين. ولد أسد بن الفرات بحران سنة 142هـ، وأصله من خراسان. رحل أبوه إلى القيروان، فى جيش الأشعث، فأخذه معه وهو صغير، فنشأ بها ثم بتونس. وفى سنة 172 هـ رحل إلى المشرق لطلب الحديث، فبدأ بالمدينة المنورة، وهناك تتلمذ على الإمام مالك، ثم رحل إلى العراق وتتملذ فى الفقه الحنفى على يد الإمام محمد بن الحسن. كما رحل إلى مصر فدرس الفقه المالكى على يد الفقيهين أشهب وابن القاسم. عاد إلى القيروان بعد عشرين سنة، وولى القضاء سنة 204هـ، وكان شجاعًا حازمًا صاحب رأى.وفى عام 212 هـ ولاه أمير تونس زيادة الله بن الأغلب. قيادة الأسطول البحرى المتجه لفتح جزيرة صقلية، فهاجمها بعشرة ألاف، ودخلها فاتحًا. قال عنه ابن ناجى:هو أول من فتح صقلية. وله رسالة فى الفقه المالكى تسمى الأسدية.
وقد توفى أسد بن الفرات أثناء فتح جزيرة صقلية سنة (214 هـ).



الدولة الرستمية :: ((مازلنا في الدولة العباسية 1 ))


تأسست الدولة الرستمية فى المغرب الأوسط خارج حدود الدولة العباسية غربى نهر شيلف سنة 164 هـ / 780 م، وقد جعل مؤسسها عبد الرحمن بن رستم قاعدتها فى تاهرت. وكانت الدولة الرستمية دولة خارجية على المذهب الأباضى، وقد حكم الرستميون باستقلال كامل عن الدولة العباسية وخرج من تاهرت دعاة المذهب الأباضى لنشر مذهبهم فى المغرب الأوسط (الجزائر حاليًا) الذى كان خارجًا عن سلطانهم. وفى سنة 171 هـ توفى مؤسس الدولة عبد الرحمن بن رستم وخلفه على الحكم ابنه عبد الوهاب بن عبد الرحمن، وقد قامت ضده ثورة كبيرة لمخالفته المذهب الأباضى الذى يمنع الحكم الوراثى وإنما يكون الرأى فى اختيار الحاكم لأهل الحل والعقد. وقد قاد الثورة ضد عبد الوهاب يزيد بن فندين وسمى حركته ب «النُّكار» أى الذين ينكرون تصرف ولى الأمر بالحكم وجرى قتال بين الطرفين هزم فيه عبد الوهاب فى البداية فطلب الهُدنة وأخذ رأى أهل العلم، ولكن القتال عاد مرة أخرى وهزم «النُّكار» واستتب الأمر لعبد الوهاب بن عبد الرحمن بعد مقتل ابن فندين. وعادت الخلافات بين أئمة الأباضية طوال فترة حكم عبد الوهاب بن عبد الرحمن وإن ظلت الدولة متماسكة. وفى عام 208 هـ تُوفى عبد الوهاب وخلفه ابنه أفلح بن عبد الوهاب وبقى يحكم الدولة الرستمية حتى أسقطها الفاطميون سنة 296 هـ.
يتبع ......







الدولة العباسية 2 ::

تنسب الدولة العباسية إلى العباس بن عبد المطلب عم النبى (صلى الله عليه وسلم). وبنو العباس هم الفرع الثانى من بنى هاشم، أما الفرع الأول فهم العلويون أبناء الإمام على بن أبى طالب (كرم الله وجهه). وكان لتأسيس الدولة العباسية قصة طويلة، بدأت بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم) عندما طالب بنو هاشم بإسناد الخلافة إلى أهل الرسول (صلى الله عليه وسلم) وذويه، ولم يكتب لهم النجاح لإجماع المسلمين على خلافة أبى بكر الصديق (رضى الله عنه) والخلفاء الراشدين من بعده، ومع هذا لم ينس بنو هاشم مطلبهم؛ خاصة بعد أن آلت الخلافة إلى بنى أمية. ومن مدينة «الكوفة» بالعراق بدأ العباسيون يخططون لدولتهم فى سرية تامة، وأخذوا يرسلون الدعاة إلى بلاد فارس وخراسان، وحتى لا يثيروا العلويين ضدهم نادوا فى البداية بالدعوة للرضا من آل محمد (صلى الله عليه وسلم) وهكذا اشترك جميع بنى هاشم عباسيين وعلويين فى بناء الدولة، إلا أن بنى العباس استطاعوا بدهائهم أن يستأثروا وحدهم بالسلطة. والحق يقال إن هناك عدة عوامل ساعدت على قيام الدولة العباسية، فإلى جانب التخطيط الجيد والسرية، أحسن العباسيون اختيار الدعاة والرجال الذين أقاموا الدولة وأذكر من هؤلاء: أبا مسلم الخراسانى أبرز الدعاة فى خراسان، و أبا سلمة الخلال كبير الدعاة بالكوفة. وكان ازدهار الدعوة العباسية وانتشارها فى خلافة عمر بن عبد العزيز؛ فقد استقرت الأمور فى عهده، ولم يكن يميل إلى القسوة على بنى هاشم. وظل العمل الدؤوب المستمر من قبل الدعاة العباسيين حتى كانت ليلة الخميس الخامس والعشرين من رمضان سنة (129هـ) إذ ظهر العباسيون براياتهم السوداء وأعلنوا الثورة على الدولة الأموية. وانطلقت الجيوش العباسية بقيادة أبى مسلم الخراسانى وقحطبة بن شبيب تزحف على ولايات الدولة الأموية وتستولى عليها، فقد دانت خراسان كلها لأبى مسلم الخراسانى، ودانت الكوفة لقحطبة بن شبيب. وبمرور الوقت دانت كل المدن الأموية للعباسيين من أقصى الشرق حيث كابل لأقصى الغرب حيث قرطبة وأشبيلية مرورًا بالقدس والخليل والرها وغيرهم.
وشهد عام (132هـ) بالتحديد حدثًا تاريخيًا كبيراً وهو سقوط دولة بنى أمية لتنمو وتزدهر على أرضها شجرة الدولة العباسية. وبدأ ذلك بانتقال مؤسس الدولة أبى العباس عبد الله بن محمد -المعروف بالسفاح- ومعه الأسرة العباسية إلى «الكوفة»، وهناك بايعه النقباء والأمراء بالخلافة فى قصر الإمارة. ثم خرج إلى الناس فخطب فيهم وأخذ البيعة، وتم الأمر لبنى العباس بمقتل مروان بن محمد آخر خلفاء بنى أمية فى جمادى الأخرة سنة (132هـ). والآن أريد أن أحدثكم عن أمر حيرنى، فقد اختلف إخوانى المؤرخون فى كيفية تقسيم الدولة العباسية، فبعضهم قسمها إلى عصور قوة وضعف حسب قوة الدولة ووضعهفا فى كل مرحلة من مراحل تاريخها، وبعضهم الآخر قسمها حسب العوامل المختلفة التى أثرت فى سيرة الدولة كسيطرة الجند والقادة على مركز الخلافة، أو تأثير الدول القوية على الخلفاء. ولكنى سآخذ بالتقسيم الذى استقر عليه غالبية المؤرخين وهو تقسيم الدولة العباسية إلى ثلاثة عصور رئيسة هى:
1- العصر العباسىّ الأول: ويمتد فى الفترة من (132هـ -232هـ)، وكان أقوى عصور الدولة العباسية.
2- العصر العباسىّ الثانى: ويمتد فى الفترة من (232هـ -590هـ) وفى هذا العصر بدأت تضيع السلطة من أيدى الخلفاء، وسيطر العسكريون على الحكم.
3- وأما العصر العباسىّ الثالث والأخير: فيقع فى الفترة من (590هـ -656هـ)، وفيه انحصرت دولة الخلافة فى بغداد وما حولها بينما سيطرت الدول المستقلة على باقى عواصم الخلافة. ومن خلال هذا التقسيم يسرنى أن أحدثكم عن كل عصر على حدة، كأنه دولة مستقلة فى فترة عمر الدولة العباسية التى استمرت من (132هـ -656هـ).
وقد تحدثنا قبل ذلك عن العصر العباسى الأول.
واليوم أعود إليكم لأحدثكم عن فترة من أزهى فترات الحضارة الاسلامية وهى العصر العباسىّ الثانى، الذى امتد من عام (232 هـ) إلى عام (590هـ) وحكمم فى هذه الفتره 25 فرعًا من فروع الشجرة العباسية، وهم على التريتب:
1- المتوكل ولى الخلافة سنة (232هـ).
2- المنتصر ولى الخلافة سنة (247هـ).
3- المستعين ولى الخلافة سنة (248هـ).
4- المعتز ولى الخلافة سنة (252هـ).
5- المهتدى ولى الخلافة سنة (255هـ).
6- المعتمد ولى الخلافة سنة (256هـ).
7- المعتضد ولى الخلافة سنة (279هـ).
8- المكتفى ولى الخلافة سنة (289هـ).
9- المقتدر ولى الخلافة سنة (295هـ).
10- القاهر ولى الخلافة سنة (320هـ).
11- الراضى ولى الخلافة سنة (322هـ).
12- المتقى ولى الخلافة سنة (329هـ).
13- المستكفى ولى الخلافة سنة (333هـ).
14- المطيع ولى الخلافة سنة (334هـ).
15- الطائع ولى الخلافة سنة (362هـ).
16- القادر ولى الخلافة سنة (381هـ).
17- القائم ولى الخلافة سنة (422هـ).
18- المقتدى ولى الخلافة سنة (467هـ).
19- المستظهر ولى الخلافة سنة (487هـ).
20- المسترشد ولى الخلافة سنة (512هـ).
21- الراشد ولى الخلافة سنة (529هـ).
22- المقتفى ولى الخلافة سنة (530هـ).
23- المستنجد ولى الخلافة سنة (555هـ).
24- المستضىء ولى الخلافة سنة (566هـ).
25- الناصر ولى الخلافة سنة (575هـ).
ويمكن القول إن هذا العصر كان عصر الدول المستقلة، فعلى الرغم من طول هذه الفترة إلا أن الدولة العباسية ضعفت خلال هذا العصر وبدأت تميل نحو السقوط وذلك لعدة أسباب أذكرها لكم بإيجاز:
والسبب الأول: هو سيطرة العسكريين الأتراك على مقاليد الحكم والسلطة وأصبح الخليفة خاضعًا لهم خضوعًا تامًا فهم يعزلون هذا ويولون ذاك.
وكان ذلك فى الفترة من (247هـ-334هـ)، ثم جاء بعدهم آل بويه فسيطروا على الدولة من (334هـ-467هـ)، وكان سلاطين الدولة البويهية يميلون إلى التشيع، وعانى الناس من تعصبهم كثيرًا، حتى جاء السلاجقة إلى بغداد وسيطروا على دولة الخلافة فى نهاية هذا العصر.
أما السبب الثانى: فهو ظهور بعض الدول القوية التى نشأت بعيدًا عن مركز الخلافة وأحكمت سيطرتها على المناطق التى أسسوا دولهم عليها، وكانت بعض هذه الدول تتبع دولة الخلافة اسميًا فقط، مثل الدولة الأيوبية ودولة آل زنكى والدولة الطولونية والدولة الفاطمية فى
القاهرة بمصر، ودولة الموحدين فى مراكش بالمغرب والدولة الغزنوية فى دلهى والدولتان السامانية والصفارية بخراسان، بالإضافة إلى الدولة الأموية بالأندلس التى سقطت خلال هذا العصر ليحل محلها دول ملوك الطوائف.
ومن العوامل الرئيسة التى أدت إلى ضعف الدولة العباسية فى هذا العصر ظهور بعض الحركات القوية التى كانت منحرفة فى العقيدة مثل: حركة القرامطة، وحركة الزنج، فقد استهلكت هذه الحركات كثيرًا من قوة الدولة فى مقاومتها.
ويضاف إلى ماذكرنا بدء الحروب الصليبية الأوربية سنة (489هـ) واستنفار كل طاقات الأمة لمواجهتها، وكان دور الدولة العباسية هامشيًا فى مواجهة هذه الحروب، غير أن هناك بعض الأعمال العسكرية للعباسيين على الحدود مع الروم لانغفل ذكرها.
ومن الجدير بالذكر أن بعض الدول الإسلامية القوية قامت بالجهاد ضد الصليبين، وبأعمال عسكرية، ومعارك فاصلة سجلها التاريخ، مثل: فتوح الغزنويين فى الهند ومعركه حطين وتحرير المسجد الأقصى، ولا ننسى معركة الزلاقة بالأندلس، والأعمال العسكرية لسيف الدولة الحمدانى.
وخلاصة القول:
أن كل العوامل التى ذكرناها أدت إلى ضعف الدولة العباسية تدريجيًا تمهيدًا لسقوطها فى نهاية العصر الثالث.
وكما قلنا فهذا العصر هو عصر الدول المستقلة التى قامت بدور مشرف وإنجازات حضارية سجلها التاريخ بكل اعتزاز، مما جعل هذه الفترة من أزهى فترات الحضارة الإسلامية وخاصة فى مجال العلوم والفنون.
وقد برزت هذه الدول فى عدد من المدن والعواصم الكبرى مثل: القاهرة، وخراسان، وأصفهان، وغزنة، وصنعاء، ودلهى، والموصل، ولاهور، ومراكش. بالإضافة إلى جوهرة الدنيا الأندلسية مدينة قرطبة وشقيقتها غرناطة.
وقد جمع بين هذه الدول على اختلاف مساحتيها الزمنية والمكانية الخالدة للحضارة الإسلامية التى قامت على أساس متين من الوحدانية المطلقة فى العقيدة، فكانت حضارة إنسانية عالمية ضربت أروع الأمثلة فى المساواة العنصرية، والتسامح الدينى، والأخلاق الحربية، والرفق بالحيوان، والوعى بالزمن، ويسرنى أن أدعوكم إلى رؤية هذه القيم مجسدة من خلال عدد من المواقف والقصص التاريخية المؤثرة.
ومن خلال زيارة للمدن التى ذكرناها نشاهد أروع إنجازات الحضارة الإسلامية فى الفنون والآثار، ويكفى هذا العصر أنه قد بنيت فيه مدنية القاهرة بآثارها الإسلامية الرائعة والتى بقى معظمها حتى اليوم يشاهده الناس كدليل على روعة وجمال فن العمارة الإسلامية فى عمائر الطراز الفاطمى فى الجامع الأزهر، وجامع الحسين، وباب الفتوح، وباب النصر، وجامعى الحاكم بأمر الله والجيوشى. ولايفوتنا قبل أن نغادر مصر أن نزور رائعة الفن الطولونىّ فى جامع أحمد بن طولون بمدينة القطائع.
وتعددت فنون العمارة فى أنحاء العالم الإسلامىّ، فمن روائع فنون العمارة فى إيران وخراسان نشاهد مسجد نايين ومسجد الجمعة فى أصفهان، أما العمارة فى بلاد ماوراء النهر فنشاهد فيها قبة السامانيين وقريبًا من هذه المنطقة بالآثار الإسلامية نشاهد برج مسعود الثالث فى غزنة، ثم نعود إلى عاصمة الخلافة العباسية الثانية وهى سامراء لنشاهد هناك مسجد أبى دلف والذى يشبه الجامع الكبير بالمدنية.



الجزء الثاني من الدولة العباسية 2

حقــًا إنها مساحة شاسعة يحار المرء كيف يتجول فيها ويزور آثارها ومعالمها، وقبل أن نترك صفحة الآثار أدعوكم لنشاهد مسجد صنعاء الجامع فى اليمن، فهو من أقدم المساجد فى هذه المدينة العريقة، وأيضًا رائعة العمارة الإسلامية فى جامع قرطبة بالأندلس الذى يمثل نموذجًا لطراز الأمويين هناك.
وكما رأينا فإن العمارة والآثار يطول الحديث فيها ويكاد ينسينا الفنون الصغيرة التى تملأ نماذجها متاحف العالم كله وخاصة الطراز السلجوقى فى الخزف، والمعادن، والطراز الفاطمى فى الحفر على الخشب، وصناعة الزجاج والبلور. وفى القاهرة نشاهد فى متحف الفن الإسلامى روائع من هذه الفنون وخاصة فن صناعة النسيج الذى اشتهرت به مصر من عصور طويلة.
والآن يسرنى أن أحدثكم عن أروع صفحات الحضارة الإسلامية فى هذا العصر: عن العلوم التى وضع المسلمون أسسها وطوروها وعدد من العلماء الكبار فى المجالات المختلفة.
ونبدأ بالعلوم النظرية، فقد قام الفلاسفة المسلمون من أمثال ابن سينا، وابن رشد، والكندى بوضع أسس الفلسفة الإسلامية، كما قام غيرهم من العلماء بوضع أسس علوم فلسفية أخرى مثل: علم الكلام، وعلم المنطق.
أما فى التاريخ والجغرافيا فقد شهد هذا العصر تطورًا كبيرًا فى الكتابة التاريخية وتقسيم الحوادث، وظهرت موسوعات تاريخية كبيرة مثل: تاريخ الطبرى، والكامل فى التاريخ، وفتوح البلدان، وغيرها. وطور المسلمون فى الجغرافيا بوضع خرائط دقيقة للعالم الإسلامى فى هذه الفترة.
وفى العلوم الشرعية والتى تشمل الفقه وعلوم القرآن والحديث الشريف برز عدد من العلماء العمالقة الذين كتبوا موسوعات عملية رائدة فى هذه العلوم، منهم: الإمام الشافعى صاحب كتاب "الأم" فى الفقه والإمام أحمد بن حنبل شيخ الفقهاء والمحدثين فى عصره، صاحب موسوعة "المسند" فى الحديث الشريف.
ونختم الكلام عن العلوم النظرية بالحديث عن علوم اللغة العربية والأدب، فقد ظهر فى هذا العصر عدد من المعاجم اللغوية الرائدة التى لاتزال المرجع الرئيسى فى الألفاظ والكلمات العربية، بالإضافة إلى ظهور موسوعات علمية فى البلاغة والنحو والصرف والتأليف فى علمى الأصوات وفقه اللغة، كما شهد هذا العصر نهضة أدبية كبيرة فى الشعر والنثر، وظهر فيه عدد من الأدباء والشعراء الكبار مثل: المتنبى، وأبى فراس الحمدانى، وأبى نواس، والجاحظ، وابن الرومى، وغيرهم كثير.
أما العلوم الرياضية والطبيعية فقد شهدت تطورًا كبيرًا على يد عدد من العلماء المسلمين الأفذاذ، وكان من أهم إنجازاتهم فى علوم الرياضيات ابتكار الأرقام الغبارية وابتكار مفهوم "الصفر" فى الأعداد.
ويعد الخوارزمى أول من أسس علم الجبر والمقابلة، وبقيت أوربا تستعمل فى جامعاتها كتاب الخوارزمى لسنوات طويلة، كما استعلمت الترجمة العربية لكتاب إقليدس فى الهندسة. ومن مفاخر هذا العصر تأسيس علم حساب المثلثات ووضع مبادئه الأساسية، ومن العلماء المسلمين الذين برزوا فى هذا العلم: أبو الوفاء البوزجانى، والبيرونى. أما فى العلوم الفيزيائية فقد تكلم المسلمون عن النظرية الذرية، ووضعوا مفاهيم أولية لعناصر الحركة، ومن علماء المسلمين فى هذا المجال الشيخ الرئيس ابن سينا، ومن أكبر الإنجازات فى هذه العلوم وضع علم البصريات على يد الحسن بن الهيثم والذى ينسب إليه هذا العلم، واهتم علماء المسلمين كذلك بدراسة خواص المادة الصلبة والسائلة وطرق تعيينها.
أما فى الكيمياء فقد ظهرت العديد من الكتب والمراجع العربية التى تتحدث عن المركبات الكيميائية، والعقاقير الطبية. ومن أبرز أعلام الكيمياء فى هذا العصر: الإمام أبو بكر الرازى صاحب كتاب "الأسرار"، والطغرائى صاحب كتاب "مفتاح الرحمة ومصابيح الحكمة فى الكيمياء".
وبرز فى الطب والصيدلة عدد من العلماء أشهرهم ابن سينا صاحب كتاب العين وقد تطور الطب من خلال المستشفيات المختلفة مثل: المستشفى العضدى ببغداد، والمستشفى النورى فى دمشق. ولا يفوتنا أن نشير إلى إنجازات المسلمين فى العلوم الزراعية وخاصة شيخ علماء النبات أبو حنيفة الدينورى صاحب كتاب "النبات" الذى كان يدرس فى جامعات أوربا فى ذلك الوقت.
وبرز فى هذا العصر عدد من علماء الفلك على رأسهم أبناء موسى بن شاكر.
ومن الجدير بالذكر أن هذه النهضة العلمية قد واكبتها نهضة تعليمية من خلال المدارس المختلفة التى بنيت فى هذا العصر، مثل: المدرسة النورية فى دمشق، والمدرسة النظامية فى بغداد والتى شهدت نظمًا رائدة فى التربية والتعليم عند المسلمين.
وأخيرًا فإن هذا العصر زاخر بإنجازات المسلمين فى كل المجالات، وقد وقف خلف هذه الإنجازات عشرات بل مئات الشخصيات الإسلامية من صناع الحضارة تركوا لنا أمثلة رائدة وقدوة حقيقية فى الإيمان والجهاد والعمل،





الجزء الأول من تعريفات المدن

لتعريفات ::

أشبيلية ::
الموقع الجغرافى:
- تقع مدينة "أشْبِيِلِيَة" فى "الأندلس" (إسبانيا حالياً) وكانت فيما مضى عاصمة مملكة "أشْبِيِلِيَة".
- وهى ترتفع عن سطح البحر (45) قدما وتقع فى واد متسع على الضفة اليسرى لنهر الوادى الكبير الذى يفصلها عن ضاحية "طريانة"، ومناخها دافئ جاف.
- قال عنها "ابن مفلح" يصفها:
(إن أشْبِيِلِيَة عروس بلاد الأندلس، لأنها تاج الشَّرَف وفى عنقها سمط النهر الأعظم، وليس فى الأرض أتم حسناً من هذا النهر، يضاهى "دجلة" و"الفرات" و"النيل"، تسير القوارب فيه للنزهة والصيد تحت ظلال الثمار وتغريد الأطيار أربعة وعشرين ميلاً).
تاريخ إِشْبِيِلِيَة:
- فتح المسلمون "أشْبِيِلِيَة" فى شعبان سنة (94هـ-713م) بقيادة "موسى بن نصير" بعد حصار شهر وأقام عليها "عيسى بن عبد الله الطويل"، وهوأول ولاتها من المسلمين.
- وفى سنة (95هـ) خلف "عبد العزيز بن موسى بن نصير" أباه والياً على "الأندلس"، واستقر فى "أشْبِيِلِيَة"، واتخذها عاصمة له.
- وفىسنة (97هـ) قُتل "عبد العزيز بن موسى" فى "أشْبِيِلِيَة" وولى "الأندلس" من بعده "أيوب بن حبيب اللخمى"، الذى نقل العاصمة إلى "قُرطبة".
- وفى سنة (214 هـ) بنى "عبد الرحمن الأوسط" فيها المسجد الجامع الأول، وهومسجد "محمد بن عمر بن عديِّس".
- وفى سنة (226هـ) أغار "النورمان" على "أشْبِيِلِيَة" وأحرقوا جامعها، ولكن القوات الأندلسية أنزلت بهم هزيمة حاسمة عند "طلياطة" شمال "أشْبِيِلِيَة".
- وفى سنة (231هـ) بُنى سور المدينة الأول، ودار الصناعة التى لا تزال باقية فى موضعها إلى الآن.
- وفى سنة (300) قضى "عبد الرحمن الناصر" على ثورة "بنى الحجاج" و"بنى خلدون" فى "أشْبِيِلِيَة".
- وفى سنة (301هـ) هدم "ابن السليم" أول عُمّال "عبد الرحمن الناصر" سور "أشْبِيِلِيَة"، وجدد بناء قصر الإمارة.
- وفى سنة (414هـ) بدأ عصر الطوائف، حيث استبد أبوالقاسم " محمد بن عبّاد" قاضى "أشْبِيِلِيَة" بحكومتها، وأنشأ دولة "بنى عبّاد".
- وفى سنة (484هـ) سقطت "أشْبِيِلِيَة"، و"قرطبة" فى يد المرابطين واستولى القائد المرابطى "سير بن أبى بكر" على أشْبِيِلِيَة، وهدم قصور "بنى عبّاد".
- وفى سنة (549هـ) انتهى حكم "المرابطين" فى "أشْبِيِلِيَة" على يد القائد الموحدى "برّاز بن محمد المسوفى"، واتخذ حاكم "الأندلس" "أشْبِيِلِيَة" عاصمة له.
- وفى سنة (580هـ) أعدّ "أبويعقوب يوسف" فى "أشْبِيِلِيَة" حملته الكبرى على غرب "الأندلس"، واستشهد أثناء معركة "شفترين" فى البرتغال، وولى بعده ابنه "يعقوب"، وفى عصره تمت منشآت الموحدين.
- وفى سنة (596هـ) انتهى العصر الذهبى لأشْبِيِلِيَة بعد وفاة "يعقوب" الذى لقب نفسه بالمنصور.
- وفى غرة شعبان سنة (646هـ) حاصر "فرديناند الثالث" "أشْبِيِلِيَة"، واستولى عليها بعد حصار دام سنة وخمسة أشهر.
- وفى الأعوام التالية حاول سلاطين الأسرة المرينية بمراكش استعادة المدينة من النصارى إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل، وبذلك خرجت "أشْبِيِلِيَة" من أيدى المسلمين.
معالم وآثار أِشْبِيِلِيَة:
- من أهم معالم وآثار "أشْبِيِلِيَة":
- المسجد الجامع: الذى بناه الخليفة الموحدى "أبويعقوب يوسف" ولم يبق منه إلا المئذنة.
- المسجد الجامع: الذى بناه "محمد بن عمر بن عديِّس"، الذى تحول إلى كنيسة "السلفادور" فيما بعد.
- دار الصناعة: التى تسمى الآن "دار سيناس".
- برج الذهب: الذى بناه حاكم "أشْبِيِلِيَة" الأمير الموحدى "أبوالعلاء إدريس".
- قصور البحيرة وحدائقها: والتى أنشأها ثالث خلفاء الموحدين "ابى يوسف يعقوب".
أعلام أشْبِيِلِيَة:
"ابن رشدّ الفقيه"، و"ابن العربى" المحدِّث، والقاضى "عياض بن موسى"، وأبوبكر بن خير".
-ومن الشعراء: "ابن حمديس"، و"ابن هانئ"، و"ابن قُزمان".


القدس::
الموقع الجغرافى:
ـ تقع مدينة "القدس" فى دولة "فلسطين" التى يحدها من الشمال "سوريا" و"لبنان"، ومن الجنوب "خليج العقبة"، ومن الغرب "البحر المتوسط"، ومن الجنوب الغربى "سيناء"، ومن الشرق "الأردن".
ـ وتبلغ مساحة "القدس" (19.331) كم2، وتحيط بها الأودية والمرتفعات من جميع الجهات.
تاريخ القدس:
ـ كانت تسمى مدينة "القدس" باسم " أورشليم"، وقد دخلها النبى داوود ـ عليه السلام ـ حوالى عام (1000ق.م)، وجعلها عاصمة لملكه.
ـ وفى سنة (975ق. م) بنى فيها النبى "سليمان" ـ عليه السلام ـ هيكله، وأصبحت تدعى "المدينة المقدسة".
ـ وفى عام (70 م) دمَّرها الرومان بقيادة " تيطى "، ثم أعاد الامبراطور "هادريانوس" بناءها سنة (135 م).
ـ وفى عام (16هـ ـ 638 م) فتحها أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" ـ رضى الله عنه ـ بعد أن سلمها له البطريرك "صفرونيوس ".
ـ وقد شهدت "القدس" فى العهود الإسلامية المتعاقبة تطورًا، وعدلا ساد المدينة واطمأن أهلها من المسلمين والنصارى واليهود.
ـ وفى العهود الأموية، والعباسية، والفاطمية لقيت مدينة "القدس" عناية كبيرة، وانتشر فيها بناء المساجد.
ـ وفى عام (1099 م) سقطت "القدس" فى يد الصليبيين، واستمرت أسيرة لهم إلى أن قام القائد "صلاح الدين الأيوبى" بتحريرها عام (583هـ ـ 1187هـ) إثر موقعة حِطِّين.
ـ وفى العهد المملوكى تطورت "القدس" تطورًا بارزًا فى علومها ومعالمها، وقد زارها الظاهر "بيبرس" سنة (661هـ ـ 1262 م)، واهتم بزراعتها، ومساجدها وشجَّع العلم والعلماء فيها.
ـ وفى سنة (923هـ ـ 1517 م) استولى العثمانيون على "القدس" بعد موقعة "مرج دابق" فى الشام، وكان للقدس موقعًا مميزًا فى سياسة الدولة العثمانية.
ـ وقد تحالفت الدول الأوروبية للسماح لليهود بالهجرة إلى الأراضى المقدسة غير أن الدولة العثمانية رفضت هجرة اليهود إلى "القدس"، وكان لموقف السلطان "عبدالحميد الثانى" شأن عظيم،حيث طردهم من "القدس".
ـ ولما انتهت الحرب العالمية الأولى سنة (1918 م) خضعت "القدس"، وبلاد "فلسطين" للاحتلال البريطانى، ونتيجة لهذا الاحتلال تزايدت الهجرة اليهودية إلى "القدس"، وإلى مدن "فلسطين" كافة.
ـ وفى سنة (1948 م) تم إعلان دولة لليهود فى "فلسطين"، وتم تقسيم "القدس" إلى قسمين عربية، ويهودية.
ـ وفى سنة (1967 م) استطاع اليهود احتلال "القدس" العربية، وبذلك باتت المدينة الشريفة كلها خاضعة للاحتلال اليهودى.
ـ ولا يزال سكان "القدس"، ومناطق فلسطين كافة يناضلون من أجل تحرير الأرض والشعب من الاحتلال.
أهم آثار ومعالم القدس:
المساجد: حيث يوجد بها ما يقارب (36) مسجدًا من أهمها:
ـ المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين.
ـ ومسجد قبة الصخرة: الذى أمر ببناءه "عبدالملك بن مروان".
ـ ومسجد الطور: الذى بناه السلطان "سليم الأول" سنة (1517 م).
ـ والمسجد العمرى: الذى أقامه "الأفضل بن صلاح الدين الأيوبى".
ـ سبيل قايتباى : وبرج الساعة ؛ الذى أنشىء عام (1909 م).
ـ ويوجد بالقدس العشرات من المقابر الأثرية التى تضم رفات بعض الصحابة والتابعين والعلماء.
ـ كما يوجد بها العديد من الكنائس منها: كنيسة "القيامة"، ودير "المسكوبية" وكنيسة "الرسل الاثنى عشر"، ودير"يوحنا المعمدان"، وكنيسة القديسة "حَنَّة"..
ـ وفيها أيضًا ضريح النبى داود ـ عليه السلام.
ـ ومن أبرر علماء مدينة القدس: قاضى القضاه "عماد الدين أبوحفص القرشى الزهرى" شارح صحيح مسلم، والفقيه "ضياء الدين أبومحمد عيسى الهكارى" أحد مستشارى صلاح الدين الأيوبى، والإمام العالم "شمس الدين المقدسى"، و"زين الدين عبدالقادر النواوى الشافعى".

الخليل ::
الموقع الجغرافى:
ـ تقع مدينة "الخليل" فى دولة "فلسطين"، وتبعد حوالى (30) كم غربًا من مدينة "القدس"، وحوالى (22) كم إلى الجنوب من "بيت لحم ".
ـ وقد وصفها الرحالة "ابن بطوطة" بقوله:
" هى مدينة صغيرة المساحة كبيرة المقدار، مشرقة الأنوار، حسنة المنظر، عجيبة المخبر، فى بطن واد، ومسجدها أنيق الصنعة، محكم العمل، بديع الحسن، سامى الارتفاع مبنى بالصخر المنحوت، فى أحد أركانه صخرة،طول أحد أقطارها (37) شبرًا، وفى داخل المسجد الغار المكرم المقدس، فيه قبر إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب ـ صلوات الله على نبينا وعليهم ـ، ويقابلها قبور أزواجهم، وكان هناك مسلك إلى الغار المبارك، وهوالآن مسدود.
تاريخ الخليل:
ـ لقد استمدت "الخليل" اسمها من صفة سيدنا إبراهيم (خليل الرحمن) ـ عليه السلام ـ والذى قدم إليها فى حوالى سنة (1700) قبل الميلاد.
وكانت تسمى قديمًا قرية (أربع) نسبة إلى مؤسسها أربع العربى الكنعانى.
ـ وحينما توفيت السيدة "سارة" زوجة "إبراهيم" ـ عليه السلام ـ دفنها فى مغارة المكفيلة، ومعناها المغارة المزدوجة، كما دُفن سيدنا "إبراهيم" فى نفس المغارة، وبعده تُوفى ابنه "إسحاق" ثم "يعقوب" وأزواجهما، ودفنوا جميعًا بجواره عليه السلام.
ـ وفى العهد الرومانى أُقيمت كنيسة على مقبرة "إبراهيم" ـ عليه السلام ـ وعائلته إلا أن "الفرس" هدموها عام (614 م) وبقيت كذلك إلى أن دخلها العرب المسلمون.
ـ وقد سقطت مدينة "الخليل" فى أيدى الفرنجة عام (1099 م) إبَّان الحروب الصليبية.
ـ واستطاع "صلاح الدين الأيوبى" استردادها من أيدى الصليبيين إثر موقعة حطين عام (1187 م).
ـ وفى عام (656هـ ـ 1258 م) أغار "المغول" على مدينة "الخليل" بعدما دمروا "بغداد"، غير أن انتصارات " قطز " فى " عين جالوت " عام (658هـ ـ 1260 م) وضعت حدًا نهائيًا لتلك الغارات.
ـ وفى عصر الدولة المملوكية اهتم "المماليك" ـ خلال فترة حكمهم التى استمرت (3) قرون ـ اهتمامًا كبيرًا بمدينة "الخليل"، و"الحرم الإبراهيمى" على وجه الخصوص.
ـ وقد احتل "العثمانيون" "الشام" ومدينة "الخليل" بعد معركة " مرج دابق " عام (1517م)، واستمر حكمهم (4) قرون، حتى جاء الاحتلال البريطانى لفلسطين عام (1917م) إلى عام (1948م) ومكن "اليهود" من "فلسطين".
ـ وقد استولى "اليهود" على نصف مساحة "الخليل" بعد نكسة (1948م) وإعلان تقسيم "فلسطين".
ـ وبعد هزيمة (1967م) استولى "اليهود" على مدينة "الخليل" وما حولها من قرى (35 قرية كبيرة، و109 قرية صغيرة).
ـ ومازال اليهود إلى الآن مسيطرين على مدينة "الخليل"، إلى أن يأذن الله ـ عز وجل ـ بخروجهم منها.
أهم آثار ومعالم مدينة الخليل:
ـ مسجد الحرم الإبراهيمى، ويبلغ طول ضلع السور المحاط به (198) قدمًا، وعرضه (112) قدمًا أما ارتفاعه فيصل إلى (40) قدمًا والأحجار التى يتكون منها ضخمة جدًا يصل طول بعضها إلى (7) أمتار، وارتفاعه إلى مترين.
ـ قبور بعض الأنبياء، حيث دفن "إبراهيم الخليل" ـ عليه السلام ـ، وزوجته "سارة"، وابنيه "إسحاق" و"يعقوب" ـ عليهما السلام.

المدن الجزء الثاني

الرها::
الموقع الجغرافى:
- تقع مدينة "الـرُّها" فى جنوب شرقى "تركيا"، بالقرب من "سوريا"، وعلى الطريق المؤدى إلى "بغداد".
- وكانت تعرف قديماً باسم "إديسا"، وكانت لها مكانة علمية لارتباطها بمدينة "حرّان"، وتعرف الآن باسم "شانل أورفا" بمعنى "أورفا" المقدسة، أوالمكرمة.
- ويصف صاحب كتاب "الروض المعطار فى أخبار الأقطار" مدينة "الـرُّها" بقوله: "هى مدينة رومية عليها سور حجارة، تدخل منها أنهار وتخرج عنها، وهى سهلية جبلية كثيرة البساتين والخيرات، مسندة إلى جبل مشرفة على بساط من الأرض ممتد إلى "حرّان"، ولها أربعة أبواب منها إلى الجنوب "باب حرّان"، وفى الشرق "الباب الكبير"، وفى الغرب "باب الماء"، وبساتينها فى الشرق منها ويشق بعضها نهر يسمى "السكيرات"، وتخرج من "الـرُّها" عين تسمى عين "مياس" وليس فى جميع بلاد الجزيرة أحسن منها متنزهات ولا أكثر منها فواكه..".
تاريخ مدينة الـُّرها:
- لقد شهدت مدينة الـُّرها من الأمجاد والمآسى والأحداث ما لم تشهده مدينة أخرى فى مثل مساحتها، وعدد سكانها، إلا أن موقعها المتميز جرّ عليها كثيراً من الوبال إلى أن أمنت واستقرت فى حضن الحضارة الإسلامية.
- ففى سنة (17هـ - 637م) فُتحت صلحاً على يد الفاتح المسلم "عياض بن غنم".
- وكانت "الـرُّها" مسرحاً للقتال فى عهد الدولة الأموية والدولة العباسية.
- وفى سنة (348هـ) زحف البيزنطيون على "الـُّرها"، وأحرقوها حتى سُويت بالأرض فى المحرم سنة (361هـ).
- وفى سنة (539هـ) استردها "عماد الدين زنكى" من أيدى الصليبيين.
- ولما توفى "نور الدين" أخذ ابن أخيه "سيف الدين غازى" مدينة "الـرُّها" عام (1174م).
- وفى سنة (1182م) استولى عليها السلطان "صلاح الدين الأيوبى" الذى أعطاها فيما بعد للملك المنصور.
- ولما مات الملك العادل عام (1218م) أصبح ابنه الملك الأشرف "شرف الدين" حاكماً على "الـرُّها".
- وفى سنة (1260م) استولى المغول بقيادة "هولاكو" على مدينة الـرُّها.
- وفى النهاية استولى عليها الترك، وسموها "أورفا"، وذلك فى عهد السلطان "مراد الرابع" أثناء حروبه مع الفرس.
آثار ومعالم الـُّرها:
- بحيرة الخليل (عليه السلام)، وهى من أشهر معالم المدينة، وهى مستطيلة الشكل ويقع على شاطئها الشمالى مسجد "الرضوانية"، وعلى شاطئها الغربى مسجد "خليل الرحمن"، وهى مليئة بالأسماك، وتمتد منها قنوات تمد الكثير من مساجد المدينة بالماء.
- مسجد الرضوانية، وهو وقف إسلامى يضم خاناً للضيافة وحماماً تركياً و(30) غرفة متجاورة تحيط بفناء المسجد.
- مسجد الخليل، وتبلغ مساحته (30 × 150) متراً، وفى الركن الجنوبى الشرقى من المسجد توجد منارة مكتوب عليها أن تاريخ البناء يرجع إلى عام (1211م) فى عهد الملك الأشرف "مظفر الدين".
- كهف الخليل، وهويقع فى نهاية ممر ضيق يمر بأحد البساتين، وفى نهاية الممر فناء كبير، وينتهى من الداخل ببئر ماء، ويقال أن ابراهيم (عليه السلام) ولد فى هذا الكهف.
- مسجد أولوالكبير، الذى تم تحويله من كنيسة إلى مسجد، وتم تجديده فى عهد "نور الدين زنكى" بين عامى (1170م-1175م).
- مسجد بادشاه حسن، وهومن طراز المساجد ذات القباب المتساوية، وقد تُوجت واجهته الأمامية بثلاث قباب تعلوالحائط الأمامى مباشرة باتجاه مكة المكرمة.

كابل:::
الموقع الجغرافى:
تقع مدينة كابل على ضفاف نهر "كابول" فى شرق وسط الإقليم الأفغانى، وهى مركز هام لطرق المواصلات، وتبعد المدينة عن أقرب البحار لها بمسافة 900 كم..
وتفصل مدينة كابل بين الاتحاد السوفيتى (السابق) فى الشمال، وبين الهند فى الجنوب وبين الاتحاد السوفيتى (السابق) - وبين باكستان فى الغرب. وهذا الموقع يعطى للمدينة أهمية كبيرة إذ يجعلها تقع على رأس الطرق التجارية التى تأتى من الشمال والجنوب ومن الشرق والغرب، ولذلك فهى مدينة تجارية بالدرجة الأولى..
كابل عبر العصور:
- فتح المسلمون "كابل" فى عهد الخليفة الأموى "الوليد بن عبد الملك".. وتتابع على حكم المدينة ولاة المسلمين من الدولة الأموية، وبعد سقوطها أصبحت تابعة للدولة العباسية..
- عصر ملوك الطوائف: وفى ظلال الدولة العباسية تتابع على حكم كابل عدة دويلات مختلفة ومن أهمها:
- الدولة السامانية.
- دولة بنى بويه.
- الدولة الغزنوية.
- الدولة الخوارزمية.
- الدولة الصفوية.
وفى عام 1979 م غزا "الاتحاد السوفيتى" "أفغانستان". ووقف الشعب الأفغانى فى وجه هذه الدولة التى كانت تعد ثانى أكبر دولة فى العالم، ولكن كتب الله لشعب أفغانستان أن ينتصر على هذه الدولة ويكون سبباً من أسباب سقوطها عام 1991م.
أهم معالم وآثار كابل:
- متحف الآثار: وينقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
الأول: خاص بالآثار القديمة قبل الفتح الإسلامى.
الثانى: خاص بالآثار الإسلامية.
الثالث: خاص بأصول السلالات البشرية.
وقسم الآثار الإسلامية مقسم إلى عدة قاعات منها: القاعة الغزنوية وتجمع آثار الدولة الغزنوية، وقاعة القرآن الكريم وتوجد بها نسخة من مصحف عثمان بن عفان رضى الله عنه.
- مئذنة "منارجام": وتعد من أبرز المعالم الإسلامية فى كابل، وتقع على نهر "هرى روز" فى أحضان جبل "فيروزكوه" الشاهق، ويبلغ ارتفاع المئذنة 70 متراً..
- قلعة "بالاحصار كابل":وقد بنيت هذه القلعة على ربوة عالية بالسفح الشرقى من جبل "شيرورواز"، والقلعة عبارة عن مدينة صغيرة ذات أسوار عالية وأبراج ويحيط بها سور من جميع الجوانب.
- مسجد "سنكى دربانح بابر": وهذا المسجد يعد من أجمل آثار "شاه جهان خامس" ملوك الأسرة الكوركانية من ذرية "بابر" فى كابل، وقد تم بناؤه عام 1056هـ، وتوجد بالقرب من المسجد مقبرة "ظهير الدين بابر"، مؤسس الأسرة الكوركانية وجد "شاه جهان".
من أعلام كابل:
الإمام الفقيه "أبوحنيفة النعمان" الملقب بالإمام الأعظم.. وهومؤسس المذهب الحنفى فى الفقه الإسلامى..
ومن كبار علماء كابل: "محمد بن يوسف الفاريانى"، و"مكحول بن أبى مسلم الكابلى"، و"أبوعاصم محمد بن أحمد الهروى"، و"أبوالفتح بن حيان التميمى" و"أبوالحسن الأنبارى"، و"أبوجعفر محمد بن عبد الله البلخى"، و"أبوسليمان موسى بن سليمان"، و"أبوالحسن الطالقانى" وشيخ الإسلام "الصابونى البوشنجى".
ومن أعلام المفسرين فى كابل: "عبد الله الثقة بن المأمون الهروى"، و"عمار بن عبد المجيد الهروى".
ومن الأطباء: "ابن سينا"، و"أبومنصور الهروى".
ومن المؤرخين والجغرافيين: "أبوالريحان البيرونى"، و"النضر محمد بن عبد الجبار" و"أبوزيد البلخى".
ومن علماء اللغة والنحو والأدب: "أبوعمر الهروى".


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأرشيف مفهومه تاريخه أصنافه و إدارته

الاحتلال البريطاني للسودان

Art nouveau الفن الحديث