الشيخوخة


الشيخوخة

تعـريف الشيخوخة

أن الشيخوخة مرحلة من مراحل النمو ، تحدد خصائصها وصفاتها منظومة متغيرات حتمية يحكمها تقادم الزمن .

هذه المتغيرات تبدأ مبكرة منذ مرحلة الرشد و ربما قبل ذلك وهي بطيئة الحركة ، متدرجة الحدوث ، متداخلة العناصر تراكمية الطابع ، ولهذا فمن الصعب معرفة معدلاتها الفعلية .

الشيخوخة هي عملية قصور متزايد لقابلية التكيف و نقص مستمر على القدرة على التوافق والبقاء وهي ناجمة عن تراكم وتداخل الأخطار والاثار الضارة التي تسبب تدهوراً وظائفياً وعضوياً .

وهذا التدهور يؤثر بشكل واضح و ملموس على مجمل الوظائف الحيوية للإنسان ، وهذا يعلل ظهور الضعف التدريجي في قدرة الكائن الحي على التلائم مع الشروط و الظروف الحياتية المختلفة .

وبهذا فأن الشيخوخة في مرحلة نمو تتسم بالانحدار الواضح الدائم المستمر في القدرات الوظيفية والبدنية والعقلية ، والتي يمكن قياس مستوياتها و نوعيتها وأشكال تأثيراتها على العمليات التوافقية.

ان الشيخوخة وان كانت تصيب جميع الخلايا والأعضاء والأجهزة في كل الكائنات المتعددة الخلايا ، إلا ان درجة هذه الشيخوخة تختلف من عضو إلى عضو 0000 كما وان شيخوخة تختلف من كائن إلى آخر.

فشيخوخة الدماغ أو القلب أو الكبد أو الرئة لنفس الكائن الحي تختلف درجتها و حدتها . كما ان شيخوخة القلب أو الكبد لدى الإنسان تختلف عما هي عليه لدى الأسد أو القرد أو الفيل ....

وبهذا فأن الشيخوخة هنا تعتبر حالة من القصور البيولوجي العام ، و هذه الحالة – بحد ذاتها – ونتيجة لانهيار و تدهور العمليات العضوية الحيوية تؤدي إلى موت الإنسان .

هذا بالإضافة إلى ما تحدثه الشيخوخة ذاتها ، فأن علاقة الشيخوخة مع البيئة تزيد من احتمالات تعرض المسنين للحوادث و العدوى بالأمراض وشدة المضاعفات 00 إذ تصبح الشيخوخة هي نفسها سببا ووسيلة تؤدي إلى الموت و الوفاة .

للشيخوخة – رغم وجود فوارق فردية ، ذاتية – خصائص ومميزات و صفات عامة شاملة لكل البشر ، بغض النظر عن الزمان و المكان و العرق والجنس واللون ، وهذه الصفات تبرزها مظاهر خاصة بها ومميزة لها من أهمها :

Ø ظهور الشيب والتجاعيد

Ø تساقط الشعر والأسنان

Ø ضعف الابصار والسمع

Ø قلة الحركة والنشاط

Ø هزالة الجسم وتقوس الظهر

Ø ضعف قدرة التماثل إلى الشفاء بعد المرض

Ø ضعف قدرة العظام على التعظم بعد الكسر

Ø نقص تحمل درجات الحرارة والضجيج

Ø نقص الطاقة الإنتاجية



هذه المظاهر تمثل الجانب السلبي للشيخوخة 0000

ان الجانب الإيجابي للشيخوخة يتمثل بالحكمة والتعقل والمعرفة والرصانة والخبرات التي أكسبتها السنون للمسنين .

هذه هي المظاهر العامة للشيخوخة ، أما الفوارق الفردية فتبدو في اختلاف مواعيد ظهور أعراض الشيخوخة وفي أولوية ونوعيته هذه الأعراض .

الشيخوخة هي عبارة عن سلسلة تحورات جسمية وعقلية ونفسية سببها مرور الزمن وتقادم السنوات ، تؤدي إلى حصول متغيرات في التركيب العضوي والوظائفي .

كما وإنها سلسلة من تحورات لعلاقة الإنسان مع محيطه ....

الشيخوخة بأبعادها الشاملة وبمفهومها العام وبجوانبها المتعددة ليست نتاج للتدهور البيولوجي فقط وانما هي – في واقع التعامل – نتاج للظروف الحضارية أيضا ، فالشيخوخة هي جزء من أفكارنا عن : الإنسان والحياة والطبيعة وهي لهذا خاضعة للأنظمة السائدة في المجتمع التي تحدد الاتجاهات والقيم والعادات .....

وهنا يظهر ان المفاهيم والأفكار السائدة في المجتمع لها تأثير كبير جداً على الشيخوخة نوعاً وكما .

وعلى هذا الأساس فأن شيخوخة الإنسان كما تعتبر ظاهرة بيولوجية ، هي أيضا ظاهرة اجتماعية ، يمكن التعامل معها بشريا ، وإخضاعها – حسب الإمكانات المتوفرة – إلى نوع من السيطرة والمراقبة والتعديل أو التغير .

ولهذا فأن ( نوعية ) الشيخوخة يحددها عاملان هما :

الطبيعة : المتمثلة في المتغيرات البيولوجية لخلايا وأعضاء وأجهزة الجسم .

المجتمع : التوقف حيال الشيخوخة والمتمثل في الاتجاهات السائدة في المجتمع حيال الشيخوخة وحيال المسنين 000 من حيث شروط الحياة ، والأوضاع الاقتصادية والرعاية الصحية والاجتماعية وأنظمة التقاعد وفرص العمل والأنشطة المتاحة والمشاركة المجتمعية .....

أسباب الشيخوخة:

ان أسباب الشيخوخة – لا زالت حتى الآن –قضية يكتنفها والغموض وعدم الوضوح وهي لم تتجلى عند فكرة ثابتة أو طرح أكيد يفسر أبعادها وأنواعها ببياناتها .

النظريات التي تحاول تحليل أسباب الشيخوخة كثيرة ومتعددة ولكن لم تصل أي من هذه النظريات إلى مستوى (القرار القطعي ) الشامل القادر على تعليل الجوانب المختلفة والمجالات المتعددة لظاهرة الشيخوخة لدى جميع الكائنات الحية بما فيها الإنسان.

فالتساؤلات الكثيرة المتعددة المتجددة حول أسباب الشيخوخة تحاول ان تصل الى الجواب الشافي الكافي.

ومن الأمثلة على هذه الأسئلة ما يلي:

Ø هل الشيخوخة ظاهرة حتمية ذات نوعية واحد تصيب جميع الكائنات الحية؟

Ø هل للشيخوخة سبب واحد أو عدة أسباب؟

Ø وإذا ما تعددت الأسباب فما سبب هذه التعدية..؟

Ø ما مدى تأثير العوامل الداخلية (في جسم الإنسان) والعوامل الخارجية في حصول الشيخوخة؟

Ø وما هي العلاقة بينهما ومدى التأثير المتبادل بينهما؟

Ø ما هي خصائص الشيخوخة لكل الأنواع المختلفة من الكائنات الحية مثل الثدييات والطيور والزواحف والرخويات هذه الخصائص إذا كانت متشابه أو متباينة .. لماذا ؟

Ø شيخوخة الإنسان هل تتباين مع الزمان والمكان والجنس والعرق ؟ ولماذا ؟ وكيف؟

Ø شيخوخة كل من الفيل والصقر والحوت والسلحفاء والحية هل أسبابها متجانسة ؟

Ø أم مختلفة ؟ وهل السبب واحد أو الأسباب متعددة ؟

Ø العوامل الطبيعية والعوامل البيئية ما دور كل منهما في (سببية) حصول الشيخوخة ؟

Ø الزمن هل هو سبب مجرد قائم بذاته يؤدي إلى الشيخوخة ؟

Ø في هذه الحالة كيف يمكن تفسير التطورات العملية حول تجميد الإنسان للقيام باكتشاف الكواكب التي تبتعد عن الأرض ملايين السنين الضوئية ؟ ليعود من التجميد إلى الحياة من جديد ؟ متجاوزا الزمان والشيخوخة؟

هذه النماذج من التساؤلات عن الشيخوخة تتداخل تتمازح وتختلط وتتفاعل والنتائج المتعلقة في محصلات الأجوبة تعتبر مؤشرات لتحديد أسباب الشيخوخة من خلال طروحات أفرزتها وهي :

Ø هل الشيخوخة ناجمة عن تلف او فقدان خلايا لا تنقسم ولا يمكن تعويضها بخلال مماثلة جديدة لتحل محلها ؟

Ø أم ان سبب الشيخوخة يمكن في نوعية الخلايا التي ينتجها الإنسان في أواخر عمره وهي اقل كفاءه واقل سلامة نتيجة التغيرات الحاصلة في خصائص الخلايا القابلة للانقسام؟

Ø أم ان التغيرات المسؤولة عن حدوث الشيخوخة ؟

ان أسباب الشيخوخة هي مزيج من كل تلك الأسباب و ربما من أسباب اخر أيضا ان معرفة أسباب الشيخوخة وان كانت تعتبر موضوعا علميا بحث متشابك متفرغ لا يستصاغ ولا يستوعب بسهولة إلا انه لا بد من طرحة والاطلاع عليه ولو بشكل مبسط لمعرفة (موجز العموميات ) وهذا أمر ضروري لاستكمال الصورة عن موضوع الشيخوخة التي أصبحت علم قائم بذاته يطلق عليـه ( علم الشيخوخة وهو العلم الذي يتضمن الدراسات البيولوجية التي تستهدف الكشف والتعرف على أسباب وهذه العمليات لسيطرة الإنسان وتحكمة بما يتمكن إيجابيا على صحة وحياة الإنسان.

خلاصة

أسباب زيادة معدل عمر الإنسان

ان معدل سنوات عمر الإنسان هو محصلة لمجموعة من العوامل والمؤثرات.

إدراك واستيعاب هذه الحقيقة لا يتم بدون استعراض الطرح العلمي الذي يوضح ( كيفية ) تحقيق ذلك.

الدائرة الصحية ومن داخلها .



أولاً : المؤثرات غير الصحية :

نظام الاتصالات :

وجود نظام اتصال فعال وسريع يؤذي إلى إنقاذ حياة الناس نتيجة سرعة توصل وتقديم الخدمات الصحية الفورية في الوقت المناسب ، حيث للدقائق أهمية كبرى في تقرير المصير – التي لولاها لفقد الإنسان حياته وتتمثل هذه الأوضاع بشكل واضح في مجال الحوادث واثناء الكوارث والحروب .

الوضع الاقتصادي :

في اثيويبا حسب النتائج القومي للفرد (130) دولار سنويا فأن معدل عمر الإنسان (41) مقابل (77) عاما هو معدل عمر الإنسان في سويسرا التي يبلغ ناتجها القومي (21330) دولار سنوياً.

منظمة الصحة العالمية أجرت دراسة في البرازيل بينت نتائجها ان متوسط العمر المتوقع لدى المجموعات الفقيرة هو (42) عاماً مقابل (62) عاماً للمجموعات الفنية.

ان ضعف الطاقة المادية للإنسان يضعف إمكانياته ويحرمه من الحصول على مقومات الحياة الأساسية من حيث الغذاء والمسكن واللباس والمعالجة والغذاء والترويج وكلها عوامل تؤثر على سنوات العمر ..

ان التفاوت المذهل بين معدل سنوات عمر الإنسان في الدول النامية وفي الدول المتقدمة هو أحد المظاهر اللا أخلاقية واللاحضارية واللاإنسانية لواقع البشر في القرن العشرين .

الأرصاد الجوية :

ان المناخ يتكون من عدة عناصر متداخلة تؤثر على توزيع نوع وشكل وحجم الكائنات الحية ومن ثم تؤثر على نوعية الأمراض والأوضاع الصحية السائدة ولذا ترى ان بعض الأمراض تكاد تكون محصورة في مناطق محددة مثل الحمى الصفراء ، الملاريا ، الكوليرا ، الطاعون .....ز

وبالنسبة للإنسان فأن المناخ يؤثر عليه وظائفياً ووراثياً وسلوكياً .

ان تغير الأوضاع المناخية بفصولها الأربعة ، الصيف ، الخريف ، الشتاء ، الربيع ، يؤثر على الإنسان في ظروفه الحياتية المعاشية وفي أوضاعه الصحية والمرضية.

ان التطور المذهل في مجال التنبؤات لما أمكن الإفلات من براثين الكوارث الطبيعية كالأعاصير والفياضانات والبراكين والجفاف ومتقلبات الطقس وما ينجم عنها من مضاعفات ومشاكل .

التعليم :



ان تأثير التعليم على عدد سنوات العمر هو تأثير شامل متفرع لأنه يتناول كل الظروف الحياتية ابتداء من سن ونوعية الزواج وإجراءات الكشف الطبي أثناء الحمل ، ومكان الولادة في المنزل أو المستشفى واخذ المطاعيم المضادة للأمراض التي تصيب الام وطفلها .

ولقد بينت كل الدراسات تأثير التعليم على نسبة وفيات الأطفال حسب مستوى تعليم الأمهات حتى ضمن الطبقة الاقتصادية الواحدة .

فقد بلغت نسبة وفيات الأطفال الرضع للأمهات اللواتي مستوى تعليمهن أربع سنوات اقل ب 50% من نسبة وفيات أطفال النساء الأميات .

ولهذا ففي باكستان ولان معدل تعليم الكبار ( 30% ) فأن معدل العمر المتوقع هو ( 57 ) سنة ، وفي سريلانكا ولان معدل تعليم الكبار ( 87% ) فأن معدل العمر المتوقع ( 70 ) سنة ، أما في كوبا ولان معدل تعليم الكبار ( 96% ) فأن معدل العمر المتوقع ( 74 ) سنة أما في إيطاليا فان معدل تعليم الكبار ( 97%) فيكون معدل العمر المتوقع ( 76 ) سنة .

البيئة الاجتماعية :

ان الدراسات والأبحاث أظهرت ان الأشخاص الذين يتمتعون بعلاقات اجتماعية جيدة يعيشون سنوات عمر اكثر من الذين لهم علاقات اجتماعية قليلة .

فضعف العلاقات الاجتماعية يؤدي إلى زيادة معدل الإصابات بأمراض القلب ومضاعفات الحمل والولادة والانتحار .

ان حركة الإنسان وانتقاله من وضع إلى وضع ومن مكان إلى مكان كما وان درجة اندماجه في المجتمع الذي يعيش فيه تؤثر على سنوات عمره .

ثانياً : المؤثرات الطبية الصحية :

هذه المؤثرات ( العوامل ) الخمسة : نظام الاتصالات والوضع الاقتصادي والأرصاد الجوية والتعليم والبيئة الاجتماعية ، ما هي إلا نماذج وأمثلة ، تبين حجم الدور والكيفية التي يتم بها التأثير على عدد سنوات العمر .

هذه العوامل متداخلة ، متلاحمة مع العوامل والمؤثرات الصحية ذات التأثير المباشر والقوي والواضح على سنوات العمر .



وهنا أيضا تم اختيار نماذج وأمثلة بشكل عشوائي متباين ليكون الطرح شاملاً متكاملاً يوضح بجلاء التأثير العلمي على معدل سنوات عمر الإنسان .


إدراك واستيعاب هذه الحقائق العلمية ، ما كان يمكن لها ان تتكامل بكل أبعادها وخصائصها و ما كان يمكن للصورة ان تتجانس معانيها إلا ضمن إطار من الطرح العلمي ، والوصول إلى هذه الطروحات لا يمكن تحقيقه دون السرد التاريخي للأحداث ومواكبة التطورات والاكتشافات الطبية منذ القدم عندما كان المرض يعتبر عقاب من الالهه ومثل هذا الاعتقاد يوضح أسلوب المعالجة الهادفة إلى الحصول على رضى الآلهة بتقديم القرابين والأضاحي والقيام بالطقوس والعبادة .

هنا تعشعش الخرافات والخزعبلات والسحر والشعوذة ورغم هذه التوجهات فأن ( الطب البدائي) حقق بعض الإنجازات فألام الأمراض وحدها تكفي لان تدفع الإنسان للبحث عن أسلوب للخلاص منها ....

ان الحضارات البشرية كلها باختلاف – الكم والنوع – شاركت في تطور الممارسات والعلوم الطبية : البابليون والفراعنة والفرس والهندوس واليونان والرومان والعرب لكل كان له دوره وتأثيره ....

الفيلسوف اليوناني أبو قراط ، أبو الطب والأطباء شكلت أفكاره منعطفا هائلاً في مسيرة الإنسان الطبية ، لأنها أنكرت مقدرة الإله على الشفاء وعلاقتها بحدوث المرض فهي لا ترسل المرض كما إنها لا تشفيه .

وهذه الأفكار خلقت قناعات بان للمرض قواعد بدنية وله أسباب مادية إذا تم إيجادها أمكن السيطرة على المرض .

في أوروبا وفي العصور الوسطى كان لكل مرض قديس خاص به تقدم له الشفاعة حسب المرض: فالقديس بليز متخصص لالام الحلق والقديسة برنا ردين لالام الرئة .....

ان التطورات الطبية الصحية ، بدأت متزامنة مع حياة الإنسان واستمرت بتواتر متردد ما بين مد وجزر إلا ان التطورات المذهلة بدأت في عصر النهضة كقفزات هائلة بدت وكأنها معجزات يصعب تصديقها في حينها .

ومثل هذا الطرح ومثل هذه الأفكار لا يمكن إدراكها والاقتناع بها والتحقق من مصداقيتها ، دون تتابع أحداثها التاريخية كفلم سينمائي معقد متداخل لا يمكن فهم نهايته دون المعرفة التامة ببدايته .

لان هذه القفزات هي التي قفزت بمعدل عمر الإنسان البدائي الثمانين سنة بعد ان كان يقدر ب ( 25) سنة .



هنا سيتم استعراض نماذج صحية من هذه القفزات ( المعجزات ) التي أثرت على سنوات العمر وكان له دور فاعل في إبراز قضية المسنين منها :

العمليات الجراحية :

تمكن الإنسان من إجراء العمليات الجراحية بأمان عندما اكتشف التحذير فازال الام العمليات و عندما اكتشف التعقيم فازال تلوث العمليات .

العمليات الجراحية من أهم الوسائل التي يتم من خلالها إنقاذ أرواح البشر إذ لولاها كيف يكون مصير الناس الذين لا يمكن معالجتهم إلا بالطرق الجراحية ؟

الجراثيم :

خطوات متتالية .... متعاقبة عبر سنوات طوال مكّنت الإنسان من اكتشاف عالم كبير جداً .... واسع جداً مليء بالألغاز والأسرار هي عالم الجراثيم تلك الكائنات الحية الدقيقة التي تسبب الأمراض للإنسان وتقضي على الملايين من البشر .

والمذهل لإنسان تلك الحقبة هو كيف لطاقاته العقلية – آنذاك – ان تستوعب ان كائنات حيه دقيقة لا تشاهد بالعين المجردة كيف يمكن لمثل هذه الكائنات المتناهية بالصغر ان تسبب لهذا الإنسان الضخم – نسبياً – العديد والكثير من الأمراض الفتاكة القاتلة .

وهكذا عرف الإنسان ان الجراثيم تسبب الأمراض ، وبدءاً بتعامل معها بما يقيه شرها ويتجنب أخطارها ويعالج أمراضها .....

المضادات الحيوية :

ان معرفة الإنسان بأن الجراثيم تسبب له المرض دفعته للبحث عن وسيلة يحارب بها هذه الجيوش المقاتلة 0000 المهاجمة دائماً فاكتشف المضادات الحيوية وعلى رأسها البنسلين و السلفا والتي بدأت تقضي على الكثير جداً من مسببات الأمراض التي أخذت بالتراجع والتقلص وحتى بالتلاشي في بعض المجتمعات كما حدث مع بعضها كالسل .

التحصين :

ان التحصين ( التطعيم ) يعتبر اجمل نموذج للمثل الشعبي القائل :

( درهم وقاية خير من قنطار علاج ) .

الجدري ، الحصبة ، شلل الأطفال ، السعال الديكي .... ، الكزاز ،الخناق ( الدفتيريا )، أمثلة لأوبئة كانت تقضي على الملايين من البشر فامكن بالتطعيم وقاية الملايين من الإصابة بتلك الأمراض وإنقاذ حياتهم من موت محتم .

التطعيم كان أداة هجوم وديعة وسهلة ولكنها نافذة وحاسمة استطاعت إجبار العديد من الأوبئة على التراجع وحتى على التلاشي كلياً سواء على مستوى العالم كما حدث مع الجدري أو على مستوى بعض المجتمعات وخاصة المتقدمة كما حدث مع ، الحصبة وشلل الأطفال والدفتيريا .

نقل الدم :

سنوات طويلة وجهود مضنية وتفكيرات متعبة بذلها الإنسان حتى تمكن من استكمال واتمام عمليات نقل الدم بشكلها الحالي الذي يبدو وكأنه أمر بسيط سهل ومتوفر وحق للجميع حيث أمكن بواسطتها إنقاذ أرواح ملايين من البشر أضافت إلى هذا المادة الحيوية الحساسة والتي لولاها لما تم إنقاذ الحياة وهذا يوضح كيفية تأثيرها على سنوات العمر كغيرها من المؤثرات الاخرى .

ناقلات المرض :

ان الحشرات تنقل المرض خفيفة بسيطة هي الآن ، أما في السابق عندما تم اكتشافها كانت أمرا مذهلا عجيبا .

هذه المعرفة مكّنت الإنسان من السيطرة على اجتياحات أوبئة خطيرة جدا فتاكة جدا ومنتشرة جدا كالملاريا والحمة الصفراء والطاعون والحمي الراجعة والتقيوس ومرض النوم وعمى النهر .....

الناقلات كالحشرات تنقل المرض اذن القضاء على الناقلات يمنع حصول المرض معادلة في منتهى البساطة دفعت العقل البشري للبحث عن وسائل لمقاومة ومحاربة هذه الكائنات فكانت المبيدات الحشرية وعلى رأسها أل (د.د.ت) التي قضت على ناقلات المرض فانقدت حياة الملايين من البشر …

أشعة رونتجن :

الصدفة البحثة وحدها ادت إلى هذا الاكتشاف المذهل والذي يعتبر وسيلة رائعة لها دور هام في تشخيص الأمراض وفي معالجتها …

الأنسولين :

مصير وحياة ملايين البشر في كل أرجاء المعمورة مرتبط بهذه المادة الهرمونية والتي تمثل نموذجا للمنتجات الهرمونية المستعملة في معالجة الكثير من الأمراض …

التكامل :

ان كل واحد من المؤثرات السابقة الذكر الصحية وغير الصحية يمثل أحد العوامل الرئيسية التي لها دور بارز في التأثير على معدل سنوات يمثل أحد العوامل الرئيسية التي لها دور بارز في التأثير على معدل سنوات العمر وكل واحد من تلك العوامل الرئيسية يضم عوامل صغيرة وهذه بدورها تضم عوامل اصغر … وهكذا.

وهنا لا بد من التأكيد ان لكل عامل مهما بدى متواضعا وبسيطا دور يؤثر في تحديد معدل سنوات العمر ولو بمقدار محدود من الدقائق …

الإبرة – السرنج – نموذج صغير متواضع بسيط للتطور الطبي الذي شارك مع النماذج الضخمة في ارتقاء نوعية الحياة والصحة والعمر .

الإبرة بسيطة متواضعة في شكلها وصنعها واستعمالها أنها تشكل في عالم الطب وسيلة (نقل) لمواد تتقضى حالة المريض توصيلها إليه وفي الحالات الحساسية التي يكون للدقائق تأثير مصيري فأن زرق الإبرة في العرق يعتبر أسلوب مثالي لإنقاذ الحياة ورفع الخطر عن الإنسان المهدد بالموت.

الدائرة السلوكية :

ان هذا الطرح العلمي المتدرج المقرون بأهم الأحداث التاريخية المتسلسلة بهدف إلى توفير الأرضية العملية الصالحة لتنافي الإدراك والاستيعاب وخلق القناعة المنطقية نحو الشيخوخة كقضية بشرية ناجحة عن ممارسات وظروف واوضاع يمكن – إلى حد بعيد – ضبطها والتحكم بها .

هذه القناعة العملية أبعادها وخلقياتها وتطلعاتها هي والوسيلة الوحيدة للتعامل مع قضية المسنين بهدف الوصول الى افضل الحلول وافضل الإنجازات من خلال التعامل الإيجابي مع العوامل المرتبطة بها والتي تؤثر على وجودها سواء كانت عوامل صحية أو غير صحية .



http://www.amanjordan.org/studies/sid=10.htm

إرسال تعليق

0 تعليقات