الاخدود الافريقي











محطات جغرافية واستراتيجية


البحر الأحمر وفق الموسوعة العربية ومصادر أخرى هو ذراع ضيقة وطويلة للمحيط الهندي يفصل شبه الجزيرة العربية عن الشمال الشرقي الأفريقي، وهو يعد من اكثر الممرات المائية ازدحاماً في العالم، حيث تمر به أغلب التجارة بين أوروبا وآسيا.

يتصل البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط عن طريق قناة السويس، ويعد خليج السويس الذراع الشمالية للبحر الأحمر وهو منطقة رئيسية لانتاج البترول داخل البحر الأحمر.

ـ اشارت المصادر إلى ان الباحثين غير متأكدين من اصل اسمه لكن الشائع جداً ان البحر الأحمر سمي بهذا الاسم بسبب نوع من الطحالب التي تكون زبداً بنياً يميل للحمرة خلال فترة الصيف، وقد عرف عند العرب الاقدمين ببحر القلزم.

ـ تبلغ مساحته قرابة 457.000كم2 ويبلغ عرضه نحو 350 كم في اوسع نقطة له، ومتوسط عمقه 538م كما ان اعمق نقطة فيه نحو 2.600 متر.

ـ عند طرفه الشمالي يتفرع البحر الاحمر إلى خليج السويس في الغرب وخليج العقبة شرقاً، وتقع شبه جزيرة سيناء بين الخليجين، وينتهي خليج السويس إلى قناة السويس، وفي الطرف الجنوبي للبحر الاحمر مضيق بحري ضيق يسمى باب المندب يؤدي إلى خليج عدن الذي يؤدي بدوره إلى المحيط الهندي.

ـ يقع البحر الأحمر ضمن مجموعة وديان الاخدود الاعظم وهي سلسلة وديان تقطع معظم شرق افريقيا وجزءاً من جنوبي آسيا، وعلى جانبيه ترتفع صخور عالية وفي معظم الاماكن توجد سهول ساحلية ضيقة تنحصر بين الصخور والبحر.

ـ للبحر الاحمر حواجز مرجانية كثيرة العدد، والواقع ان هذه الحواجز بالاضافة للتيارات غير المنتظمة الكثيرة والرياح القوية، تجعل الملاحة في البحر الاحمر صعبة على السفن الصغيرة.

ـ في البحر الأحمر، تصل درجة حرارة المياه على السطح نحو 29م في الصيف، ومياهه من اكثر مياه العالم ملوحة، والحرارة المرتفعة في الاقليم تؤدي لمعدل عالٍ من التبخر، الأمر الذي يؤدي إلى تركيز عالٍ للملوحة، ويجمع بعض هذا الملح بالتبخير في ملاحات للاستخدام المحلي.

ـ تعيش فيه أنواع عديدة من الاسماك ولكن اعدادها لكل نوع صغيرة جداً لحد يجعل الصيد الاقتصادي غير مربح. ومن المحتمل ان البحر قد تكون منذ ملايين السنين، عندما ابتعدت شبه الجزيرة العربية عن قارة افريقيا وقد استغل بوصفه طريقاً تجارياً مهماً منذ العصور القديمة. وقبل افتتاح قناة السويس عام 1869م كانت البضائع تنقل بالجمال أو الحمير براً عبر البحرين المتوسط والأحمر.

ـ سعت بريطانيا للسيطرة على مدخل البحر الأحمر وبالذات عدن ووقعت في صراع مع فرنسا تجلى بوصول نابليون على رأس حملته الفرنسية إلى مصر عام 1798.

ـ انسحب البريطانيون عام 1799 بحملتهم للعجز عن السيطرة على مضيق باب المندب بسبب مناخ الجزيرة القاسي كما يقول توم ليتل مشيراً إلى انه اول تورط بريطاني في جنوب الجزيرة العربية، وهذه الحملة التي مهدت لاحتلال عدن فيما بعد والعودة مرة أخرى إلى جزر مضيق باب المندب.

ـ بدأت بعدها المصالح الغربية تتطلع بنهم للبحر الأحمر، وكان الاحتلال البريطاني لعدن جزءاً من تحرك استولت بريطانيا خلاله على سيلان «سريلانكا» وجنوب افريقيا لكي تسبق النفوذ الفرنسي.

ـ كتب «الشوكاني» رسالة إلى شريف مكة الشريف غالب بن مساعد المنصور بالله المهدي عام 1794 يحذره فيها من المخططات البريطانية ويقول: «ورد الينا كتب من كبار الانجليز من الكفار بقصد بناء قلعة في باب المندب الذي عليه طريق كل داوٍ ومركب، وهذا امر يتفاقم خطبه، ويعز بعد وقوعه معاناته وطلبه ويشمل كافة المسلمين كربة وتتولد منها مفاسد جمة تضر بالمسلمين من الأمة خصوصاً الاقطار اليمنية والجهات التهامية، فتداركوا الأمر».

ـ ورغم ان جغرافية البحر خرساء، الا ان لتاريخها لسانا، يحكي قصص محاولات غزوه، فطيلة الفترة التي تمتد بين القرن العاشر والقرن السادس عشر، ومنطقة الثغور العربية، التخوم الجنوبية تتعرض لمحاولات الالتفاف حول القلب الأحمر من البرتغاليين والهولنديين والانجليز في محاولة للفوز بموقع اليمن وعمان للسيطرة على كل من البحر الأحمر والخليج العربي.

ـ في نهاية القرن الثاني عشر وصلت إلى مداخل البحر الأحمر قوات صلاح الدين الايوبي تلتها قوات المماليك لتأمين تلك المداخل.

ـ فشل البرتغاليون في احتلال مدخله الجنوبي «عدن» والجزر التي تقع فيه عام 1500 عندما كانوا يطاردون المسلمين في سواحل افريقيا وتسللوا إلى مكة «بدائع الزهور لابن اياس»، لكنهم نجحوا في احتلال جزيرة «سقطرة» و«المخا».

ـ البوكيرك القائد البرتغالي تمكن فيما بعد من السيطرة على البوابات البحرية الثلاثة الموصلة للمحيط الهندي، مضائق هرمز وباب المندب، وملقا عند طرف شبه جزيرة الملايو لكنه فشل أيضاً في احتلال عدن.

ـ كان لالبوكيرك هدفان هما كما حددهما: ـ أولاً: «الرغبة في النيل من القدس والقاهرة، لفصل الأراضي المقدسة للمسلمين واقتحام المسجد النبوي الشريف واخذ رفات النبي عليه الصلاة والسلام رهينة لنساوم العرب عليه من اجل استرداد القدس».

ـ الثاني: «احتلال جنوب مصر من أجل تغيير مجرى نهر النيل كي يصب في البحر الأحمر بدلاً من مروره على القاهرة في طريقه للبحر المتوسط بما يضمن لنا خنق القلب الذي يقود الحرب ضدنا».

ـ لا يزال البحر الأحمر قلب الوطن العربي حتى الآن ومازال يشكل خطراً استراتيجياً على مصالح الغرب الذين يزعزعون أمنه القومي.

الجيولوجي والبناء:-

تشكل ديار بني كبير جزءاً من المرتفعات الغربيه والتي تشكل بدورها جزءاً من الدرع العربي الذي يمتاز بتاريخه الجيولوجي المميز وقد كان من ابرز احداثه الانكسار الكبير المعروف بالفالق الكبير ( الاخدود الافريقي ) واليه يعزى تشكيل المرتفعات الغربيه بصورتها الحاليه وكذلك البحر الاحمر في الزمن الثاني وقد صاحب الانكسار زلزال وبراكين غطة مصهوراتها كثير من مناطق الدرع العربي وظهرت الحرات المعروفه لذا نجد تباينه في وضع الطبقات وشقوق وفواصل لبعضها علاقات باختزان المياه والكشف عن الثروات الباطنيه كما ساعدت المناطق المتصدعه في وجود الاوديه وعلى العموم تنتشر الصخور المتحوله عن الصخور الناريه التي تشكل اساسا لصخور المنطقه مثل الشست وبالذات في المنابع العليا بوادي قرشع والحجر الاخضر الشبيه بالشست في المنطقه المحصوره بين وادي ثراد ووادي رنيه كما تظهر الصخور الناريه في بعض المناطق مثل منابع ثراد العلياء وتظهر تكوينات الرخام والكوارتز في شرق ديار بني كبير
الســـطح
يمكن تقسيم السطح في بني كبير الى الاقسام التاليه
اولا المرتفعات وتشكل بما يعرف بمرتفعات بني كبير التي تصل بعض قممها الى 2474 متر من اشهرها القصى والطويله والغبر والعصفره وتقع في الجز الجنوبي الغربي من ديار القبيله وتنتهي شرقا بجبل العنق ويقل ارتفاع هذا الجبل عندما يتجه نحو الشرق وشمالا حيث يصل جبل العنق الى 2024 مترا والى 1305 مترا عند ملتقى وادي رنيه برافده الكبير وادي ثراد وتشكل المرتفعات العلياء خط تقسيم المياه بين وادي رنيه ووادي ثراد ووادي قرشع
ثانياً الاوديه تمثل اودية رنيه وثراد وقرشع وشواص الاوديه الرئيسيه لديار بني كبير ويعتبر وادي رنيه بمجراه الكبير وشهرته التاريخيه والجغرافيه الوادي الاساسي بين هذه الاوديه والاوديه الاخرى هي روافد له ولهذه الاوديه روافد عديده بعضها صغير والبعض الاخر كبير وهي اوديه سيليه تجري بها المياه عند سقوط الامطار وقد تجف في سنوات الجذب والقحط ولا كنها لا تخلو من المياه الجاريه كلغيول وعلى ضفاف وادي الحمى المنبع الاساسي لوادي رنيه يتركز الاستقرار السكاني لهذه القبيله
ثالثا السفوح الشرقيه للمرتفعات الغربيه وتقع في القسم الشرقي والشمالي الشرقي حيث تتسع مجاري الاوديه المذكوره انفاً ويسهل الانتقال لقلة الارتفاع وتظهر بعض الاراضي المنبسطه ذات المساحه الكبيره والتي تتناسب مع حياة البدو الرحل الذين يستوطنون هذه المناطق وقد مالو للاستقرار في تجمعات سكانيه وزرعو الارض وارتبطو بها كما هو الحال في بلدة الجاوه

ومن اشـــهر الشـــلالات في بني كبير شلال المرزوق وهو مستمر طوال العام بدون انقطاع حيث يعتبر من اجمل الشلالات بالمنطقه
وشلال الغربه وشلال الفرزه وغيرها
ومن اشهــــر الغابات ببني كبير
غابة النير وغابة الحبيب وغابة المزرعه وغابة وابل وغابة برحا وغابة قرشع وغابة كحله وغابة البلى وغابة موعد وغابة الغبر وغابة الحدب وغابة ثراد وغابة صخوان وغيرها من الغابات

المنـــاخ

تشكل العوامل المؤثره في مناخ هذا الاقليم طابع المناخ السائد في هذه المنطقه فاالارتفاع عن سطح البحر ادى الى اعتدال المناطق الاكثر ارتفاعاً وبرودتها في فصل الشتاء كما تؤثر في كميات المطر الصاقط ولا سيما في المناطق الاكثر ارتفاعاً فتظهر كثافة الغطاء النباتي والذي يؤدي بدوره الى اعتدال المناخ وتلطيف اجوائه ويمكن ملاحظة عامل الارتفاع كلما ابتعدنا عن الحافه الغربيه لهذه المرتفعات شرقا فتقل الامطار وتظهر الفروق الحراريه نتيجه لقلة الارتفاع والموقع في وسط جبال السراه الجنوبيه جهلعا تحضى بكميات من الامطار الموسميه صيفاً بالاضافه الى امطار الشتاء التي تصلها من الرياح العكسيه والغطى النباتي يودي دوره في الموثر بالمناخ وبدراسة محطات الارصاد القريبه من المنطقه فان معدل الحراره في فصل الصيف 24 درجه وفي المناطق المرتفعه 18 درجه في المناطق الاقل ارتفاعا في حيث يكون معدل درجة الحراره شتاً 13 درجه مئويه في المرتفعات العلياء و15 درجه في المناطق الشماليه والشماليه الشرقيه الاقل ارتفاعاً ويكون معدل الامطار الصاقطه على المرتفعات الجنوبيه الغربيه 257 ملم سنوياً وينخفظ الى 200 ملم في المناطق المنخفظه في الشرق وتظهر السحب ولا سيما في فصل الشتاء ويكثر الضباب في الاجزاء المرتفعه من الاقليم وتحجب الرؤيا وقد يصاحب سقوط الامطار بكميات من البرد ولا سيما في فصل الربيع



الاثــــار


تكثر الحصون التي تعد قلاع حربيه في هذه المنطقه ولها خصائصها من المراقبه والدفاع عن المناطق اوالتحظر والاستقرار قبل انتشار الامن في ربوع الوطن على يد مؤسس هذا الكيان الكبير الملك عبد العزيز ويوجد في بني كبير عدة اماكن اثريه من ضمنها
سوق بني هلال ويقع في الطريق المؤدي الى الباديه ويوجد به علامات اثريه وبماني مهدمه بالاضافه الى وجود كتابات قديمه غير معروفه وهي عباره عن نقوش كما يوجد مجموعة مباني على شكل قبور قديمه بطول 3*3 متر وارتفاع 2 متر تقريباً مغطاه ومبنيه بالاحجار الملونه بالاسود والابيض على شكل صلبيات ومغطاه بالاحجار ويتراوح طول كل منهما ما بين 3 متر وعرض 50 سم الى 70 سم وقد قامة هيئة الامر بالمعروف والنهي عن النكر بازالتها بحكم انها قبور وانه لا يجوز اعتلا القبر على سطح الارض ويطلق عليها (( قبور الزينه )) وقد حكى احد القدماء ان هذه القبور تعود لبني هلال وانه حدث فتنه بين قبيلتين على اثر زواج احد ابناء القبيله ابنته على شخص من بين القبيلتين بسبب هذا الزواج نسبه الى العروسه بانها السبب في ايجاد هذه القبور
كذلك هضبة الحصانيه قبيله اخرى وقبيلته غير راضيه بزواجه ونشبة معركه
وتقع هذه الهضبه في جرد وقد كانت ملاجاء للحصانيه اي الثعالب وطلق عليها هذا الاسم نسبه لوجودها وبها كتابات قديمه وغير معروفه وغير عربيه وكذلك يوجد عدد كبير من الحصون
كما توجد اثار منجم ذهب مهجور في منطقة الجاوه ببادية بني كبير ولا زالت مساكن عماله شاهداً على اهمية ذلك المنجم وتكثر المدرجات الزراعيه المهجوره التي تدل على مناطق واستقرار اندثرت ولم تحظى بالدراسه والاهتمام
سهول وجبال وهضاب دولة فلسطين

تمتاز فلسطين بوضوح أشكال سطح أرضها، وبساطة بنيتها الجيولوجية التي تتألف من طبقات من الصخور الغرانيتية والرملية والكلسية والطينية والطباشيرية والبازلتية تنتمي لمعظم العصور الجيولوجية منذ الزمن الجيولوجي الأول حتى الزمن الحديث. أما أشكال سطح الأرض فإنها تتفاوت بين الاغوار المنخفضة عن سطح البحر، والسهول المنبسطة التي ترتفع قليلاً عن سطح البحر، والهضاب المتوسطة والعالية تتخللها بعض السلاسل الجبلية، وعلى الرغم من صغر مساحة فلسطين والتي تبلغ 000،27 كيلو متر مربع وبساطة تكوينها فإنها تتكون من الاقاليم التضاريسية التالية :

-3 سهل مرج ابن عامر :

سمي بهذه الاسم نسبة إلى بني عامر من بني كلب الذين نزلوه في أوائل الفتح العربي الاسلامي. ودعي بالمرج نسبة إلى نمو النباتات الطبيعية العشبية فيه وإلى اتساع أرضه التي تُحرج فيها الدواب ذهاباً وإياباً ، وتكون هذا السهل بفعل هبوط الأرض على طول الانكسارات ، ويتميز بانبساط أرضه وتموجها قليلاً، وبوجود جوانب له ذات حواف شديدة الانحدار، تقطعها فتحات طبيعية تمثل ممرات تربط السهل بما حوله من مناطق، وأشهر ممراته ممر مجدّو ووادي نهر المقطّع، ويصلانه بسهل فلسطين الساحلي، ووادي سهل زرعين الذي يصله بالغور مارّاً في بيسان ومن ثم إلى اربد شرقاً ودمشق شمالاً، كما تصله طريق جنين - سهل عرابة مع أواسط فلسطين وجنوبها .

يفصل هذا المرج كتلة الجليل عن جبال نابلس وجبل الكرمل، ويتراوح ارتفاعه ما بين 60-75 متراً فوق سطح البحر، يبلغ طوله نحو 40 كيلومتراًَ من الغرب إلى الشرق، ويبلغ عرضه نحو 19 كيلومتراًَ من الشمال إلى الجنوب ، وتقدر مساحته بنحو 351 كيلومتراًَ مربعاً، تنحدر أرضه تدريجياً من منتصفه قرب العفولة نحو الشرق إلى وادي الاردن (غور بيسان) حيث يجري وادي جالود الذي تصب مياهه في نهر الاردن، كما تنحدر أيضاً نحو الغرب إلى سهل عكا حيث يجري نهر المقطع ليصب في خليج عكا.

وتربته في الغالب صلصالية تناسب زراعة الحبوب، وهي من الترب الخصبة في فلسطين، لذا تركز الاستعمار الاستيطاني اليهودي في المرج منذ أوائل فترة الانتداب البريطاني .

ب - السلسلة الجبلية الوسطى :

تمتد هذه المرتفعات الجبلية ما بين مرج ابن عامر شمالاً ومنطقة بئر السبع جنوباً، وتقدر مساحتها، بما فيها جبل الكرمل، بنحو 529 كيلومتراًَ مربعاً، وتتألف من هضبة مرتفعة تتخللها بعض السهول المغلقة التي تنحصر بين الجبال، كما أن سطحها غير منتظم، ويتفاوت ما بين الأرض المتموجة إلى الأرض الجبلية الوعرة، وتمكنت الاودية الجافة التي تنحدر نحو البحر المتوسط غرباً ووادي الاردن شرقاً من تقطيع هذه الهضبة وتعميق مجاربها في التكوينات الكلسية لهذه الهضبة. وتطل الهضبة بجروف وعرة وحواف شديدة الانحدار على وادي الاردن الادنى نذكر منها الجبل الكبير ورأس أم الخروبة وأم حلال وقرن سرطبة وجبل القرنطل ورأس الفشخة ورأس تربة ورأس المرصد وخشم اسدوم وغيرها من الجروف المطلة على البحر الميت. غير أن الهضبة تنحدر تدريجياً نحو الغرب حيث تمتد اقدام التلال متوغلة في الاطراف الشرقية للسهل الساحلي .

ويمكن أن نقسم المرتفعات الوسطى إلى قسمين : جبال نابلس في الشمال و جبال القدس والخليل في الجنوب .

1- جبال نابلس :

تمتد جبال نابلس نحو الشمال الغربي لتتصل بجبل الكرمل الذي ينتهي طرفه في البحر المتوسط. ويمتد نحو الجنوب حتى أودية دير بلوط، وهي المجاري العليا لنهر العوجا الذي يصب شمال يافا، وتجدر الاشارة إلى أن جبال نابلس ليست منفصلة عن جبال القدس، بل أن الاقواس الجبلية تلتقي ملتحمة ببعضها في سلسلة متصلة. ويقدر طول جبال نابلس بنحو 65 كيلومتراًَ من الشمال إلى الجنوب، في حين يقدر إتساعها من الغرب إلى الشرق بنحو 55 كيلومتراًَ . ويشكل جبل عيبال (940م) أعلى قمم هذه السلسلة، ويطلق عليه اسم الجبل الشمالي في مقابل جبل جرزيم ( 881م) أو الجبل الجنوبي، حيث تقوم عليهما مدينة نابلس بعد أن غطى عمرانها الوادي المنحصر بين الجبلين.

وهناك جبال اخرى مثل جبل فقوعة وجبل جلبون في الجهة الشمالية الشرقية من جنين، وجبل الاقرع وجبل بايزيد وجبل بلال وغيرها، ويتخلل هذه الجبال بعض السهول مثل سهل عرّابة ومساحته 000،30 دونم، وسهل صانور (مرج الغرق) ومساحتة 000،20 دونم، وسهل مخنة ويمتد على طول القاعدة الشرقية لجبلي عيبال وجرزيم. وأهم الأودية التي تنحدر من جبال نابلس شرقاً لتنتهي في نهر الاردن أودية البادان والفارعة والمالح، أما الأودية التي تنحدر غرباً إلى البحر المتوسط فأهمها نهر العوجا الذي يصب في البحر شمال يافا .

2- هضبة القدس والجليل :

تمتد هذه الهضبة من منتصف المسافة بين نابلس والقدس (قرية بيتين) شمالاً إلى وادي بير السبع جنوباً، بطول قدره نحو 90 كيلومتراًَ.

وتنحصر الهضبة ما بين وادي الاردن الادنى والبحر الميت شرقاً والسهل الساحلي الجنوبي غرباً، ويتراوح عرضها من 40 - 50 كيلومتراًَ بما فيها برية الهضبة المطلة على البحر الميت ومنحدراتها الغربية المشرفة على السهل الساحلي. وتتألف الهضبة من صخور كلسية أساساً، وتستخرج من هذه الصخور بعض الانواع الجيدة من حجر البناء، وبخاصة في منطقة القدس. وقد تعرضت الهضبة بمرور الزمن إلى إذابة بعض التكوينات الكلسية بفعل مياه الامطار وسيول الاودية الجافة، فتقطعت إلى مجموعات من التلال والسلاسل الجبلية التي تفصل بينها الخوانق، وتكونت الكهوف والاشكال الأرضية الوعرة .

وتمثل الجبال آكاماً مستديرة فوق هضبة واسعة تعرضت إلى الارتفاع والانطواء على شكل قوسين جبليين محدبين يعرف أحدهما بقوس الخليل - بيت لحم، ويعرف الثاني بقوس القدس - رام الله ، وتفصل بين القوسين عتبة منخفضة نسبياً في منطقة القدس. كما تعرضت الهضبة إلى التصدع في أطرافها، وبخاصة في المنحدرات الشرقية التي تهبط في مستويات سلمية على شكل جروف وعرة شديدة الانحدار تطل على البحر الميت.

أما المنحدرات الغربية فإنها تهبط نحو السهل الساحلي ببطء، وتنتهي على أشكال اقدام للتلال المتوغلة في السهل الساحلي، والمتقطعة من جراء الاودية الجافة والفصلية كوادي علي (باب الواد) ، ووادي الصرار، ووادي الخليل، أما الأودية المنحدرة شرقاً فأهمها وادي العوجا ووادي القلط المنتهيان في نهر الاردن ، ووادي النار ووادي الزويره المنتهيان في البحر الميت.

وأهم جبال القدس : تل العاصور ( 1016م ) وجبل النبي صمويل ( 885م ) وجبل المشارف ( 819م ) وجبل الطور أو جبل الزيتون ( 826م ) وجبل المكبر ( 795 م ) وأهم جبال الخليل جبل خلة بطرخ (1020م) وجبل حلحول ( 1013م ) وجبل سعير ( 1018م) وجبل بني نعيم ( 951م ) وجبل دورا (838م)، وتنتهي المنطقة الجبلية على بعد نحو 24 كيلومتراًَ جنوبي الخليل، وذلك بالقرب من قرية الظاهرية حيث تبدأ هضبة الصحراء الفلسطينية .

3- اقليم وادي الاردن :

يمتد هذا الاقليم الاخدودي على طول الجزء الشرقي من فلسطين ممتداً من أقدام جبال الشيخ في الشمال حتى خليج العقبة في الجنوب، ويدخل الجزء الشرقي من هذا المنخفض المتطاول في الأراضي الأردنية بينما يدخل جزؤه الغربي في الأراضي الفلسطينية. ويتجاوز طول وادي الاردن 420 كيلومتراًَ، وهو جزء فرعي من نظام رئيسي يشتمل على مجموعة من الاودية الاخدودية المتقطعة، أي أنه جزء صغير جداً من نظام الاخدود الافريقي الآسيوي الذي يمتد مسافة 6000 من خط عرض 20ْجنوباً في موزمبيق إلى خط عرض 45ْ شمالاً في تركيا ليشتمل على 65 درجة عرضية أي حوالي خمس محيط الأرض.

ويعد وادي الاردن من بين أغوار العالم التي تسترعي الانتباه، ذلك لأنه يشتمل على بقعة البحر الميت التي هي من أكثر بقاع العالم انخفاضاً عن سطح البحر ، يبدأ وادي الاردن عند أقدام جبال الشيخ مرتفعاً نحو 160 متراً عن سطح البحر، إلا أنه لا يلبث أن ينحدر نحو الجنوب، ويأخذ في الهبوط ليصل ارتفاعه إلى 70 مترا عند بحيرة الحولة (سابقاً) وإلى مستوى سطح البحر عند جسر بنات يعقوب على نهر الاردن شمال بحيرة طبرية، ثم ما يلبث أن يهبط مستواه دون سطح البحر في بحيرة طبرية التي تنخفض نحو 212 متراً عن سطح البحر، ويصل إلى أدنى مستوى له عند البحر الميت الذي ينخفض سطح مياهه نحو 398 متراً عن سطح البحر، ويصل انخفاض أعمق نقطة لقاع البحر الميت نحو 797 متراً دون سطح البحر، ثم يأخذ مستوى الأرض في الارتفاع كلما اتجهنا جنوباً من البحر الميت، حتى إذا ما وصلنا إلى موقع العجرم في أواسط وادي عربه يزداد الارتفاع إلى منسوب 240 متزاً فوق سطح البحر، وتمثل منطقة العجرم خط تقسيم للمياه بين البحر الميت شمالاً والبحر الأحمر ( خليج العقبة ) جنوباً. ويعود منسوب الأرض في وادي عربه للانخفاض إلى الجنوب من موقع العجرم حتى نصل إلى خليج العقبة .

تشكّل وادي الاردن من كسور طولانية عنيفة أدت إلى إنهدامه حتى هذه المستويات . وبقي مدة من الزمن متصلاً بالبحر ثم انفصل عنه بعد أن ترسبت التكوينات البحرية على شكل طبقات متعاقبة فوق قاعه، وفي العصر المطير غمر جزء من وادي الاردن بالمياه فيما عرف باسم البحيرة الاردنية القديمة التي امتدت من بحيرة طبرية شمالاً إلى جنوب البحر الميت الحالي بحوالي 30 كيلومتراًَ جنوباً، وقد اختفت البحيرة قبل الفترة التاريخية بآلاف السنين، ولم يبق من مخلفاتها سوى بحيرة طبرية والبحر الميت، ونستدل على جفاف البحيرة من بقايا الارسابات البحيرية لتكوينات مارن اللسان، ثم ظهر نهر الاردن الذي حفر لنفسه مجرى في هذه التكوينات وبنى سله الفيضي على جانبيه .

ويمكن أن نميز مستويين للأرض في وادي الاردن وهما مستوى الغور ومستوى الزورى، أما الغور فهو المستوى الاعلى الذي يتكون من الارسابات البحرية القديمة والمغطاة في كثير من الجهات بارسابات طميية حديثة، اما الزور فهو المستوى الأدنى الذي يتكون من إرسابات نهر الاردن الفيضية، ويتراوح انخفاض مستوى الزور عن مستوى الغور ما بين 20-40 متراً، حيث تفصل بينهما مجموعة من الأراضي الوعرة التي تعرف باسم الكتار محلياً .

ويتفاوت وادي الاردن في اتساعه ما بين 5 كيلومتراًَ شمالي العقبة و35 كيلومتراًَ على خط عرض مدينة اريحا شمال البحر الميت. وينحدر قاع الوادي من حافتيه الجبليتين نحو نهر الاردن الذي يعد مصرفاً طبيعياً للمجاري المائية في وادي الاردن، وأهم الاودية الجانبية التي تخترق وادي الاردن قادمة من المرتفعات الجبلية الفلسطينية في طريقها لنهر الاردن أودية حنداج وعامود والبيرة وجالود والفارعة والمالحة والعوجا والقلط.

أما الروافد الشرقية لنهر الاردن فهي أودية اليرموك والعرب وزقلاب واليابس وكفرنجه وراجب والجرم والزرقاء وشعيب والكفرين وحسبان، وتتفاوت هذه الاودية الجانبية ما بين اودية دائمة الجريان إلى أودية فصلية وأخرى جافة. ونظراً لاختلاف المناسيب التي تجري عليها هذه الاودية ما بين الحواف العالية للوادي الاخدودي ومستوى الغور فإنها تهبط إلى أرض الغور فجأة لترسب كثيراً من حمولاتها فيما يعرف بالمراوح الفيضية المحيطة بمجاريها قرب اقدام الجبال العالية .

4- اقليم الهضبة الصحراوية ( النقب ) : -يتكون هذا الاقليم من هضبة صحراوية تمتد في جنوب فلسطين، وتتخذ شكل المثلث الذي تسير قاعدته في خط يصل بين جنوب البحر الميت وغزة على البحر المتوسط، ويوجد رأسه عند خليج العقبة. وتقدر مساحة القسم الجبلي من هذه الهضبة بنحو 8294 كيلومتراًَ مربعاً أي اكثر من 79% من مساحة الهضبة، وتعد الهضبة حلقة وصل بين هضبة القدس والخليل شمالاً ، وهضبة شبه جزيرة سيناء جنوباً ، وهي إمتداد جنوبي للمرتفعات الفلسطينية التي تمثل العمود الفقري لفلسطين. وتطل هذه الهضبة على وادي عربة في الشرق بحافة جبلية وعرة تتمثل في سلسلة من الجروف والحواف الأرضية التي تنحدر منها الاودية الجافة في طريقها لوادي عربة. وتنحدر تدريجياً نحو الغرب إلى السهل الساحلي الجنوبي الذي يستقبل مجموعة من الاودية الجافة في طريقها إلى البحر المتوسط .

تتفاوت أشكال سطح الهضبة ما بين السلاسل الجبلية والهضبات الصغيرة والسهول المغلقة والمنخفضات والقيعان والأحواض وغيرها، ويتميز سطح الأرض بطبيعته الوعرة التي دفعت بعض الباحثين إلى تسمية الجبال بجروف النقب بدلاً من جبال النقب.

وتختلف حدة معالم السطح ما بين منطقة وأخرى، فالسطح في الجزء الشمالي من النقب قليل الارتفاعات ، وهو بمثابة منطقة سهلية مترامية الاطراف ، ولا سيما في المنطقة التي تمتد غرب وجنوب مدينة بير السبع، غير أن السطح يزداد وعورة وتضرساً إلى الجنوب من بير السبع في منطقة النقب الأوسط حيث يزداد ارتفاع بعض القمم الجبلية عن 1000 متر فوق مستوى سطح البحر. ومما يسترعي الانتباه أن الجبال الواقعة في جنوب غربي بير السبع اكثر ارتفاعاً من الجبال الواقعة في الجهات الاخرى من عاصمة النقب، وتمثل هذه الجبال امتداداً طبيعياً لجبال سيناء الجنوبية، كما أنها تترواح في ارتفاعها ما بين 600- 1035 متراً فوق سطح البحر.

ويعد رأس الرمان ( 1035 م) الواقع بالقرب من الحدود الفلسطينية المصرية أعلى قمة في هذه الجبال، بل إنه يعد ثالث القمم الفلسطينية ارتفاعاً.. ومن ذرى هذه الجبال يمكن أن نذكر جبل عجرمية ( 1015 م )، وقرون الرمان ( 1006م ) ، وجبل سماوي ( 1006 م ) ورأس الخراشة ( 1000م) ، وجبل خاروف ( 1000م) وجبل عريف ( 957م ) وجبل عديد ( 935 م) .


أما الجبال الواقعة في الجنوب الشرقي من بير السبع فإن ارتفاعها يتراوح ما بين 500- 844 متراً، ويمكن

ان نذكر من بينها جبل أبو علاليق ( 844م ) وجبال حثيرة ( 716 م )، ورأس ارديحة (713م) ، وجبل حليقيم ( 625م) وجبل أم طرفة ( 525 م).

وقد تعرضت الهضبة الصحراوية لتصدع الأرض في بعض جهاتها القديمة الصلبة، وبخاصة في النقب الأوسط، ونتج عن وجود هذه الانكسارات هبوط الأرض في أحد جوانبها وارتفاعها في الجانب الثاني منه.

وقد شقت كثير من الأودية الجافة طريقها على طول امتداد هذه الإنكسارات، كما تتعرض الهضبة إلى عوامل التعرية المائية والريحية، ونتج عنها نحت السيول والرياح لكميات كبيرة من التكوينات الرسوبية، كالطين والرمال والحصباء، ونقلها إلى مسافات بعيدة حيث يتم ترسيبها في مناطق شاسعة من النقب الشمالي سواء في حوض بير السبع أو في ا لجهات الشرقية والشمالية الغربية من النقب، وتكونت عن هذه الترسبات المنقولة ما يعرف بتربة القوس الصحراوية التي تتألف من الرمال والحصى أساساً .

المناخ والمياه :

يعد مناخ فلسطين انتقالياً بين مناخ البحر المتوسط والمناخ الصحراوي، لذا فإنه يتأثر بكل من البحر المتوسط والصحراء ، إذ تسود في معظم الايام مؤثرات البحر المتوسط، بينما تسود في بعض الايام مؤثرات الصحراء

إرسال تعليق

0 تعليقات