الحضارة العربية

الأدب العربي
لكي نتحدث عن الأدب العربي يجب أولا أن نبدأ بالحديث عن اللغة العربية نفسها. ففي أثناء وجود عمالقة الأدب العظام في إمبراطورية الإسلام وتمثيلهم لخلفيات ثقافية وعرقية متفرقة، تبني الأجانب أيضا الذين كانوا يعيشون مع العرب، اللغة العربية - لغة القرآن- وأصبحت هي وسيلتهم الوحيدة للتعبير عن أنفسهم. تعد اللغة العربية هي أفضل اللغات التي تمتاز بالدقة والوضوح، والفصاحة كما عرفها العرب علي مدي عهود طويلة وكما شهد لها أيضا القرآن، وبعض الأعمال الأدبية العظيمة. وبما أن القرآن هو الأساس والمقياس للعرب، فقد تكون عدد هائل من الأعمال الأدبية الذاخرة باللغة العربية علي مدي أربعة عشرة ألف عام.
يعد الشعر الملحمي هو من أوائل أشكال الأدب العربي الذي انتشر بين قبائل الجاهلية قبل الإسلام، حيث نشأت القصيدة، وهي الشكل الثابت للنظم الشعري. القصيدة هي أبيات شعرية طويلة تسرد أحداث حدثت في حياة الشاعر أو في قبيلته، تكون القصيدة أحيانا درامية، وأحيانا تتميز بلمحة ملحمية. كان الشعر في عصور ما قبل الإسلام ينقل، ويحفظ شفويا، ذلك حتى أواخر القرن السابع بعد الميلاد إلي أن بدأ الطلاب العرب في جمع وتسجيل الأبيات الشعرية، والقطع النثرية القصيرة التي كانت راسخة في أذهان الحفظة المحترفين.
بدأ أسلوب حياة العرب يختلف في العصور الأموية (661 - 750 بعد الميلاد) فبدءوا ينتقلون من حياة البدو الرحالة إلي حياة أكثر استقلالا، ومدنية. كانت الأبيات الشعرية آنذاك تتلى بمصاحبة موسيقي يعزفها النساء، كما كانت العادة في ذلك الوقت عند الإغريق، والفرس. استبدلت القوافي الثقيلة المعقدة المعهود استخدامها في الشعر العربي بالموسيقى الشعرية الخفيفة لكي تتماشى مع العزف الموسيقي المصاحب لها، فأصبح الشعر والموسيقى لا يفترقان وذلك ساعد علي ظهور شعر الغزل، وأفضل الأمثلة علي شعر الغزل وكتاب الأغاني. 


ازدهر الأدب العربي في العصر العباسي في بغداد في نصف القرن الثامن. بلغ العصر الذهبي للثقافة والتجارة الإسلامية أبهى عصوره في عهد هارون الرشيد وابنه الخليفة المأمون. بدأ النثر يأخذ وضعه الصحيح بجانب الشعر، ولم يخرج الأدب الماجن آنذاك عن حدود التعاليم الدينية. لم يسهم الكتاب العباسيين فقط في ازدهار عهدهم ولكن أيضا تركوا أثرهم علي النهضة الأوروبية.
كان أبو عثمان عمر بن بحر الجاحظ (776 -869) هو علامة النثر في ذلك الوقت، كان الجاحظ ابنا لعبد من العبيد في بغداد، تلقى الجاحظ دراسته العريقة في البصرة، والعراق وأصبح واحدا من أبرز المفكرين، ومن أهم مؤلفاته كتاب الحيوان الذي يتضمن مقتطفات من نوادر الحيوانات موضحا مزيجا فضولي من الحقيقة والخيال، ويعد كتابه أيضا "البخلاء" هو بمثابة دراسة فطنة في النفسية الإنسانية، وكان تلك الكتاب من أحسن الكتب التي استكشفت وأوضحت طباع الشخصية العربية، في ذلك الوقت.
استحوذت أبحاث الجاحظ وكتاباته علي جزءا هائلا من الأدب العربي. ومع النصف الثاني من القرن العاشر، ظهر شكل جديد من الأدب يسمى بالمقامات، تسرد تلك المقامات نوادر عابر سبيل يتكسب عيشه بذكائه وفطنته. قدم تلك المقامات البادي آل زمان الحمدانية (1008 d.)، ولكن وجد اثنين وخمسون فقط من أربعة آلاف من مقامته، فالباقي لم يصمدوا عبر الأجيال.
ثم جاء الحريري (1122 d.) ليطور في هذا الشكل الأدبي، حيث استخدم الحريري نفس شكل المقامة ولكن استبدل الراوي والبطل الذي يتصف بأنه شخص متحايل. قلت شعبية المقامات فقط عند ظهور اللغة العربية الحديثة.
بالنسبة للكثير من الناس يعتبر أبو الطيب أحمد المتنبي هو أعظم الشعراء العرب. ولد المتنبي في الكوفة في مدينة العراق في أوائل القرن العاشر، وتلقى تعليمه في سوريا، كانت أفكار شعره تهبر عن فضائل العرب من وفاء وشرف، وصداقة، وشجاعة، وفروسية.
يعد أبي العلاء المعري (973 - 1057) آخر شعراء العصر العباسي، كان شعر أبي العلاء يعكس تشاؤم وشكوك العصر الذي عاش فيه ولكن بالرغم من هذه الحقيقة فإن أبي العلاء المعري تخطى مساوئ عصره ليصبح من أبرز الشعراء في تاريخ الأدب العربي، هذا بالإضافة إلي كونه من الشعراء المميزين لدى الطلاب الأجانب.
بدأ التاريخ يشكل جزءا من الأدب العربي مع أواخر القرن التاسع. شجعت ضرورة جمع المعلومات عن العصر العباسي والمدن القائمة به، على البدء في تأليف الكتابات الجغرافية، وكتابات عن مغامرات الرحالة، وقصص تروي معجزات وأعاجيب. في القرن العاشر في سيسلي كان مسندا إلي الإدريسي مهمة جمع كتاب Roger عن ملك بالرمو النرويجي، مع موجود خرائط. كتب ياقوت (1229 d.) قاموس جغرافي كبير gleaned مستنبط من عدة مصادر.
عرفت أساسيات الكتابات العربية من خلال المقتطفات التي جمعت عن حياة النبي، والتي أقرت من جانب نظام الإسناد العربي الذي يورد معلومات دقيقة من جهات مختلفة ويقر بصحتها. تميزت كتابة التاريخ العربي بالدقة أكثر من اهتمامها بالنواحي الفنية، وترجمة المواد المتاحة فقط. ولذا يعد التاريخ العربي بمثابة مصدرا موثوقا به لدى المؤرخين الجدد. خرج من العرب ما يسميه الطلاب الجدد أبو التأريخ الحديث، وعلم الاجتماعيات، هو ابن خلدون.
كان ابن خلدون تونسي الأصل وكان مسئول رسمي في محاكم جرانادا، والمغرب، وفي الجزائر، تلك المركز الذي جعله يأخذ منصب رئيس محاكم المماليك في مصر. عاش ابن خلدون في المغرب قبل استقرار في الشرق الأوسط، وقضى تلك الفترة في عزلة لمدة سنوات عديدة كتب فيها كتابه الشهير "مقدمة". كان التأريخ قبل مجيء ابن خلدون عبارة عن مجرد سرد لقواعد، وتقاليد الأمم، والحروب، والأحداث التاريخية الهامة، ولكن أدرك المفكر الكبير ابن خلدون أن الأحداث الهامة لم تحدث من فراغ، ولكن نتجت من عوامل مختلفة، مثل المناخ، والعادات الاجتماعية، وأنواع الطعام الخاصة بكل بلد، وأيضا الاعتقادات الخرافية .. الخ
يقر طلاب العلم الجدد أن التغير الشامل في التاريخ الحديث يرجع أساسا إلي ابن خلدون. كتب أرنولد توينبي يقول عن أهم أعمال ابن خلدون " ابتدع، وكون ابن خلدون فلسفة للتاريخ، وهي تعد بلا شك واحدة من أهم الفلسفات من نوعها، وأعظم ما ابتدعه عقل من فلسفة" وأيضا قال جورج سارتون عن "مقدمة" ابن خلدون "لن أتردد في تعريفها كأهم الأعمال التاريخية في العصور الوسطي"


الرياضيات والفلك
لا ريب أن الرياضيات والفلك تدين للعرب بفضل عظيم ، وكما أورد جورج سانتون المؤرخ العلمى العظيم فى كتابه الضخم " مقدمة لتاريخ العلم فانه " بداية من القرن الثامن إلى نهاية القرن الحادى عشر كانت العربية هى اللغة الحسرية للعلم والتقدم 000 فعندما وصلت البشرية إلى درجة كافية من النضج تحس فيها بالحاجة إلى قدر أعمق من المعرفة فانها لم تتجه بانتباها أولاً إلى المصادر الاغريقية بل إلى المصادر العربية .
وفى القرن الثانى عشر أصبحت أوربا على دراية بالإنجازات التى حققها العرب ،وعكفت على ترجمات جادة لميراثهم الثرى وقد أنشئت فى برلين وأسبانيا كلية خاصة لإعداد المترجمين وهناك وكذلك فى غيرها من المراكز قام الدارسين بترجمة معظم الاعمال العربية ، فى الرياضيات والفلك ، وشكلت المقالات أو الدراسات العربية الأساس لدراسة الرياضيات فى معظم الجامعات الاوربية .
وقد بدأ تاريخ الرياضيات عند العرب بمحمد بن موسى الخوارزمى الذى رحل فى القرن التاسع شرقاً إلى الهند ليتحصل علوم ذلك العصر وقد قدم الارقام الهندية بما فيها مفهوم الصفر إلى العالم العربى ونقل هذا النظام الرقمى بعد ذلك إلى الغرب ، وكان الغرب يعتمد مثل الارقام العربية كما نعرفها اليوم على نظام الأعداد الرومانية المتعب بينما يمكن فى النظام العشرى كتابة العدد 1948 فى أربعة أرقام فاننا نحتاج إلى أحد عشر رقما فى النظام الرومانى على النحو التالى : MDCCCXLVIII
من الواضح اذا أنه حتى لحل أبسط المسائل الحسابية فان الترقيم الرومانى يحتاج إلى استنفاد وقت وجهد هائلين . وفى المقابل فإن الارقام العربية ترجمت العمليات الحسابية المعقدة بشكل أبسط نسبياً .
ولم يكن هناك أى فرصة لأن تتحقق أوجه التقدم العلمى لدى الغرب اذا ما أستمر على الاعتماد على الأرقام الرومانية وحرموا بالتالى من بساطة ومرونة النظام العشرى الرئيسية أى الصفر . وعلى الرغم من أن الارقام العربية كانت فى الأصل اختراعاً هندياً ، فان للعرب فضل تحويلها إلى نظام عملى فتسجيل الصفر العربى يعود إلى 873 م بينما أول صفر هندى يعود إلى 876 م وظلت أوربا لأربعة قرون تلت ذلك تسخر من الطريقة التى تعتمد على الصفر وأعتبرته : لاشئ وبلا معنى " A meaningless nothing "
ولو لم يعطينا العرب شيئاً سوى النظام العشرى لكفاهم ذلك تقديراً لإسهامهم فى التقدم . والواقع أنهم أعطونا ما هو أكثر من ذلك بكثير . وبالرغم من أن الدين ينظر إليه فى الغالب باعتباره معوقاً للتقدم العلمى ، فاننا يمكن أن نرى من خلال دراسة الرياضيات العربية كيف كانت العقيدة الدينية مصدر للإلهام فى الاكتشافات العلمية .
فنظراً لأن القران كان دقيقاً جداً بالنسبة لتقسيم التركة بين ورثة الشخص المتوفى ، فانه كان من اللازم على العرب أن يجدوا الوسائل التى يقيسون بها الارض قياساً دقيقاً . وعلى سبيل المثال فأنه أذا ترك أب قطعة أرض غير منسقة الشكل ومساحتها سبعة عشر إكر * لابنائه الستة ، فانه نصيب كل واحد من التركه يكون على وجه الدقة هو السدس . وكان حساب مثل هذه القسمة من خلال الرياضيات التى ورثها العرب عن الاغريق غاية فى التعقيد ان لم يكن مستحيل وكان البحث عن طريق أكثر دقة وأكثر شمولاً وأكثر مرونة هو الذى قاد الخوارزمى لاختراع الجبر . وعلى حد تعبير البروفسير سارتون فان الخوارزمى احدث تأثيراً على الفكر الرياضى إلى درجة عظيمة لم يبلغها أى مؤلف أخر فى العصر الوسيط ونحن ندين له بكل كلمة الجبرا algebra بالمعنى الاصطلاحى لها والمصطلح نفسه الجبر ( بلفظه العربى ) . والى جانب الرياضيات ، فقد قام الخوارزمى بعمل رائع فى مجالات الفلك والجغرافيا ونظرية الموسيقى.
وتجدر الاشارة إلى نموذج آخر من نماذج الحضارة العربية وهو القفزة الهائلة فى الجبر بعد قرنين من الخوارزمى ويعود الفضل فى ذلك العصر إلى عمر الخيام ( 1040 - 1123 )الذى يعرف فى الغرب على أنه مؤلف " الرباعيات " وهى قصيدة شعر أشتهرت بعد ترجمة ادوارد فتزجيرالد لها أما فى الشرق فقد أشتهر أنه رياضى أساسا وقد تنبأ من خلال استخدامه للهندسة التحليلية بهندسة " ديكارت ". ولما كلف من قبل السلطان السلجوقى جلقشاه باصلاح التقويم الفارسى فانه قام باعداد تقويم يقال أنه أدق من التقويم الجريجورى الذى يستخدم فى أيامنا هذه فبينما يودى استعمال الاخير إلى خطا مقداره يوم واحد كل 3300 سنة فإن تقويم عمر الخيام يؤدى إلى ذلك المقدار من الخطأ كل 5000 سنة .
* الأكر مقياس للمساحة يساوى 4840ياردة مربعة أو نحو أربعة الاف متر مربع ( المترجم )
وكان من الضرورى بالنسبة للعرب بسبب عقيدتهم الاسلامية أن يتحصلوا على معارف أكثر دقة فى الفلك والجغرافيا من القدر المتاح حينئذ ، فعلى المسلم أن يؤدى عدد من الملاحظات الدينية لها تطبيقات فلكية وجغرافيا دقيقية . فانه عندما يصلى عليه أن يولى وجهة شطر مكة ، فان من الواجب عليه أن يعرف أولاً الاتجاه والمسافة المطلوبه لسفره . وكانت هذه الرحلة قبل الف سنة مضت يمكن أن تستغرق شهوراً أو حتى سنوات ، لان ذلك الذى يشرع فى الحج ممكن أن يكون من سكان أسبانيا أو صقلية أو اسيا الصغرى التى كانت كلها جزء من الامبراطورية العربية . وفى خلال رمضان وهو شهر الصوم ، حيث يفرض على المسلمين الامتناع عن الطعام والشراب من طلوع * الشمس إلى غروبها ، فأن عليه أن يعرف مقدمًا اللحظة التى يظهر فيها الفجر بالضبط ، وكذلك اللحظة التى يغرب فيها ** وتحتاج كل هذه الواجبات معرفة تفصيلية للفلك والجغرافيا .
وهكذا فقد شرع العرب بحماس فى دراساتهم للفلك فى عصر الخليفة العظيم المأمون ( 813 - 833 ) وقام المأمون وهو ابن الخليفة هارون الرشيد المشهور بالليالى العربية ( ألف ليلة وليلة ) - ببناء مرصد خاص بالميره فى سوريا،واستطاع علماؤه بالتدرج أن يحددوا طول الدرجة وهكذا إنشاؤه خطوط الطول والعرض .
ومن بين العرب الذين أرسوا أسس الفلك الحديث كان البطانى ( 858 - 929 ) والبيرونى ( 973 - 1048 ) ولم يكتفى الغرب بأن يتبنى بترحاب القوائم الفلكية للبطانى وأنما ظل يستخدمها حتى عصر النهضة ، وكان البطانى أول من أحل الزاوية محل الوتر الإغريقي فى علم المثلثات وقد ظلت أعماله تترجم وتنشر فى أوربا من القرن الثانى عشر حتى منتصف القرن السادس عشر .
ويعتبر البرفسور سارتون " البيرونى " واحد من أعظم العلماء فى كل العصور لقد وضع الرجل تحديداً لخطوط الطول والعرض ، كما أنه هو الذى ناقش قبل ستمائة سنة من اكتشاف جاليليو إمكانية دوران الأرض حول نفسها كما أنه قام بدراسة السرعات النسبية لكل من الصوت والضوء.
ومع أن كثير من دراسة الفلك تعتمد على الرياضيات ، فان الآلات تساويها فى أهميتها الحيوية ، وقد أثبت العرب أنهم الرواد البارزون فى هذا المجال أيضاً ، ففى بداية العصور الوسيطة كانت القياسات تتم بالآلات ميكانيكية بحتة مثل الربعية أو السدسية أو الاسطرلاب وللتقليل من هامش الخطأ قام العرب بصناعة الاتهم بحجم أكبر مما عرف من قبل ، وبالتالى تسنى لهم الحصول على نتائج ذات دقة عالية وكان أعظم المراصد شهره فى إستخدام تلك الآلات موجود فى مراقا فى القرن الثالث عشر حيث تعاون الفلكيون البارزون من بلاد كثيرة ولم يقتصر على المسلمين بل شارك أيضاً فيها المسيحيون اليهود وحتى الصينيون ، وكان هؤلاء الاخيرون هم الذين كانوا وراء الظهور المدهش لعلم المثلثات العربى على الجانب الاخر فى الصين .
ولقد تمت الاشارة إلى أن الرياضيات أكتسبت على يد العرب نوعاً جديداً من الحركة الديناميكية ، إذ إننا نجد ذلك فى علم المثلثات على يد البيرونى ، حيث أصبحت الأعداد عناصر وظيفية ، وفى جبر الخوارزمى حيث احتوت رموز الجبر فى ذاتها على احتمالات اللانهائية ومن الأمور ذات المغزى حول هذا التطور أن يكشف عن تطابق قطرى أو تلقائى بين الرياضيات والدين فالقران لا يعرض الكون على أنه خلق تام أو منته ، بل أن الله قائم على الخلق المتجدد فى كل لحظة تمر على الوجود . وبعبارة أخرى فإن الخلق عملية مستمرة ، وأن العالم ليس جامداً بل يموج بالحركة . وهذه السمة الديناميكية شائعة بكثرة فى الرياضيات العربية

عن العالم العربي
الحضارة العربية - مقدمة عن العالم العربي
يمتد العالم العربى من شاطئ المحيط الأطلسي غربا إلي البحر العربي شرقا، ومن البحر المتوسط شمالا إلى منتصف أفريقيا جنوبا، وبذلك فهو يغطي مساحة تقدر بحوالي 5.25 مليون ميل مربع.
تمتد مساحة العالم العربي لتشمل قارتي أفريقيا وآسيا، تمتد قارة أفريقيا لتشمل 72% من مساحة العالم العربي، أما قارة آسيا فهي تشمل 28% من مساحته، ذلك الموقع يجعل العالم العربي واحدا من أهم المناطق الاستراتيجية في العالم. يتميز العالم العربي باحتوائه علي مساحات عريضة من الشواطئ مثل شواطئ المحيط الأطلسي، والبحر الأبيض المتوسط، والخليج العربي، والبحر العربي، وخليج عدن، والبحر الأحمر، والبحر الهندي.
وبالرغم من مناخ العالم العربي الذي يتصف بالجفاف إلا أن وجود الحدود الجبلية يسمح بسقوط المطر الموسمي، فهناك جبال أطلس المستقرة في القطاع الشمالي الغربي من قارة أفريقيا (المغرب، والجزائر، وتونس)، والتي تمثل حاجزا بين صحراء صحاري ومنطقة السواحل. ومن ضمن أهم المناطق الجبلية أيضا في الوطن العربي منطقة جبال لبنان وجبال زاجروس التي تقع شرق العراق.
وبما أن مناخ العالم العربي يتصف بالجفاف، فلابد من وجود مصادر ماء، تلك المصادر تتمثل في الينابيع التي تتكون منها الواحات، و الأنهار، ومن أشهر أنهار العالم العربي، نهر النيل في مصر ونهر الفرات في العراق.
يشتمل الجزء الأكبر من كثافة السكان في العالم العربي والتي تقدر بحوالي 150 مليون نسمة علي شبابا، فان تقريبا نصف الكثافة هي من الشباب تحت سن الخامسة عشر. وإذا استندنا إلي معدل زيادة السكان السنوي المحدد سوف نجد أن الكثافة السكانية سوف تصل تقريبا إلي 280 مليون نسمة عام 2000.
عند تطبيق نظرية متوسط كثافة السكان علي كثافة سكان العالم العربي سوف يتضح لنا عدم أهمية النظرية، وذلك لأن المستوطنات السكنية تتركز حيث وجود مصادر الماء، فان أغلبية العرب يعيشون في مجموعات كبيرة في المناطق الساحلية، وحول وديان الأنهار. و من أهم الأمثلة علي ذلك هي أن 90% من السكان في مصر يعيشون علي 5% من مساحة الأرض .
تعد الزراعة هي الحرفة الاقتصادية الأساسية في العالم العربي، فمن أهم محاصيل الغذاء التي يستهلكها سكان المنطقة هي القمح، والشعير، والأرز، والذرة، والذرة البيضاء، أما المحاصيل التي تصدر بطريقة المبادلة فهي القطن، وقصب السكر، وبنجر السكر، والسمسم.
تمتلك قلة من الدول العربية مصادر البترول والغاز الطبيعي وهذه الحقيقة هي عكس الفكر المأخوذ عن الدول العربية بكونها دول غنية بالمصادر الطبيعية كالبترول، والغاز الطبيعي. ومن ضمن أيضا المصادر الطبيعية المتواجدة في الوطن العربي، معدن الحديد، والصلب، والفوسفات، والكوبالت، والمنجنيز.
يعد الوطن العربي من أوائل المستوطنات التي أحس فيها الإنسان بالاستقرار الاجتماعي، حيث قام بزراعة الحبوب، وتربية الماشية، وإنشاء المدن، واكتساب مهارات، وحرف متعددة والقيام بتطويرها أيضا. فقد تكونت، وترعرعت في تلك البيئة حضارات عريقة مثل الحضارة المصرية القديمة، والحضارة السومرية، والحضارة الآشورية، والحضارة البابلية، والحضارة الفينيقية، تلك الحضارات العريقة كانت تعد أساطير زمانها وإلي الآن لم تتمكن أي من حملات استكشاف الآثار، العثور علي الآثار الكاملة لتلك الحضارات.
نشأت في تلك الحقبة من الزمن الأديان السمائية التوحيدية الثلاث وهي اليهودية، والمسيحية، والإسلام، وانتشرت هذه الأديان في أنحاء العالم كله. عاش معتنقي الأديان الثلاثة في حب وتآخ علي مر العصور وذلك لأنهم أيقنوا حقيقة أنهم أبناء إله واحد.
جاء النبي محمد صلي الله عليه وسلم في القرن السابع بعد الميلاد حاملا رسالة الإسلام، وسرعان ما نشر تابعي محمد الإيمان الإسلامي في الغرب، وفي شمال أفريقيا، في فرنسا، وأسبانيا، و أيضا في الشرق حتى حدود الصين. لم يكن تابعي الإسلام هؤلاء، فقط فاتحين بل أيضا لقد أقاموا حضارة جديدة، ومفعمة بالحياة استمرت علي مر العصور، لتكون بمثابة شعاع النور المضيء في عالم راكد ثقافيا وقتذاك. ففي حين حلول العصور المظلمة علي أوروبا كانت الإمبراطورية العربية الإسلامية تتمتع بأبهى عصورها. تلك الحضارة الإسلامية بكل إسهاماتها في العلوم ، والإنسانيات ساعدت علي بناء وازدهار حضارة الغرب علي ما هي عليه الآن.
يعد العالم العربي اليوم هو بمثابة مجمع غني بتأثيرات عديدة، ومختلفة، فيقطن العالم العربي الآن عدة جماعات مختلفة الأعراق، واللغات، و الأعراف. ولكن بالرغم من ذلك يمثل الإسلام واللغة العربية الظاهرتين، الثقافيتين، السائدتين في العالم العربي كله. يعيش العرب علي مساحة واسعة ، ويستمتعون بروابط تاريخية، وتقليدية موحدة، وبالرغم من أنهم أعضاء واحد وعشرون مدينة مختلفة.،ولكن العرب يعتبرون أنفسهم جزء من أمة واحدة.
يعزز، وينمي اتحاد العرب أكثر بعضويتهم واشتراكهم في جامعة الدول العربية، فهي من أقدم المؤسسات الإقليمية في العالم، فقد أسست الجامعة في الثاني والعشرين من شهر مارس، عام 1945 قبل إنشاء المقر الرسمي للأمم المتحدة. إن الهدف الأساسي لجامعة الدول العربية هو الاندماج الكلي ما بين الدول العربية وذلك من خلال تنظيم، وتناغم نشاطاتها علي الصعيد السياسي، والاقتصادي، وعلي صعيد الخدمات الاجتماعية، وعلي المستوي التعليمي، وعلي مستوي الاتصالات وأيضا علي المستوي التطويري، والتكنولوجي، والصناعي.
يعتبر العالم العربي في مرحلة انتقالية في القرن العشرين ، حيث يقوم بتطوير، وتحديث، وبناء الأساس اللازم لنهضته. فبدأت مدنه القديمة، والعظيمة مثل القاهرة، وبغداد، ودمشق والتي تحتوي علي كثافة سكانية تساوي ملايين النسمات، بتوسيع ، وتطوير خدماتها الحكومية، والاتصالات ، وتسهيلات أخري. فتتضح لنا الإنشاءات الحديثة في كل مكان حيث البناءات الشاهقة تتخذ مكان الأسواق المغطاة التي تواجدت في الأزمنة اللاحقة
تخصص البلاد العربية التي تمتلك مصادر طبيعية خاصة البترول، ودائع مصرفية وفيرة لبرامج التطوير المستخدمة في شتي المجالات، وفي نفس الوقت، تمد هذه البلاد الغنية أشقائها العرب الذين لا يمتلكون مصادر طبيعية بالمساعدة المدية لكي تمكنهم من الارتقاء أيضا. يدرس الآن آلاف من شباب العرب في جامعات جديدة، وقديمة في بلادهم أو بالخارج، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يوجد 60000 طالب عربي. يتخصص هؤلاء الطلاب في مهن، ونظم متعددة والتي سوف تساعد علي ترقية بلادهم.
وبالرغم من كل هذا التطور والعصرية فإن العالم العربي ما زال يحتفظ بالتقاليد والعادات الراسخة في الإسلام. فالعرب دائما يتطلعون إلي التقدم ولكن مع محاولة تجنب الإختلاطات والالتباسات المصاحبة للتطور السريع

الكيمياء
بدأت دراسة الـ Chemistry أو al chemy المأخوذة من اللفظ العربى الكيمياء فى القرن السابع الميلادى عند العرب على يد خالد بن معاوية الذى توفرت له دراية بالكتابات الاغريقية القديمة فى هذا المجال . وتبعه جابر بن حيان ( المعروف لدى الغرب باسم Geber ) ولد جابر عام 721 الميلادى واصبح تلميذاً فيما بعد للمعلم الاسلامى الشهير الامام جعفر ، وقضى معظم حياته بالكوفة فى العراق . وعلى الرغم من ميل جابر إلى التصوف والأمور اللاعقلانية ، الا انه كان أكثر وضوحاً فى إدراكه واعترافه بأهمية التجريب من أى كيميائى آخر سابق عليه . وقد أوضح أن الامر الأساسى فى الكيمياء هو أن تقوم بنفسك باداء الجانب العملى وبإجراء التجارب ، وذلك أن الذى لا يقوم بأداء عملى ولا بإجراء التجارب لن يصل مطلقاً إلى أدنى درجات التمكن وقد أضاف رصيداً من التقدم فى كل من جانبى الكيمياء النظرى ، والعملى . وقد تعرف جابر على التفاعلات الكيميائية العادية مثل .
التبلور (Crystallization ) ، التكاسى ((clacination الذوبان (Solion ) ،التسامى ( Sullimation ) والاختزال ( Reduction )
وكانت دراسات جابر فى تحول المعادن إلى نظائرها من الاسهامات الكبيرة التى قدمها الرجل .وبالنسبة للتطبيق العملى فى الكيمياء عرض جابر عمليات تجهيز الصلب وإزالة الشوائب من المعادن الأخرى ، وصبغ القماش والجلد وصناعة الورنيش الذى يجعل القماش محصناً ضد الماء وحماية الحديد ، وتحضير صبغات الشعر ووضع وصفه لصناعة المخطوطات من المركزيت الذهبى ليحل محل الأنواع باهظة الثمن التى كانت تصنع من ذهب حقيقى ، ودعا الرجل إلى استخدام ثانى أكسيد المنجنيز فى صناعة الزجاج .
وينسب لجابر اكتشاف الأوكسيد الأحمر ، وثانى كلوريد الزئبق وحمض الهيدروليك ، ونترات الفضه ، وحامض الستريك ، أو الأزوتيك ، وملح النشادر وكلوريد الألومنيوم . ولعل تحضير حامض النتريك يعد أعظم أكتشافاته نفعاً . أما بالنسبة لكيميائى العصور الوسطى فأن وصفات جابر وتوضيحاته للأفران فى كتبه ربما كانت أعظم أهمية.
ولا يسجل التاريخ الا قليلاً من الانجازات الكيميائية فى الفترة التالية لوفاة جابر ، ولم يظهر من يخلف جابر ، هذا النموذج العظيم ، إلى أن جاء عالم الكيمياء ، والفيزياء محمد بن زكريا الرازى ( المعروف لدى الغرب باسم Rhazes ) . وقد تعلم الرازى جميع فروع العلم والفلسفة والكيمياء والرياضيات والمنطق والأخلاق ، وما وراء الطبيعة ، والموسيقى . ونظراً لأنه أتخذ الطب مهنه فأنه كتاباته فى الطب كانت أكثر شهره من أعماله فى الكيمياء وقد ظهر اهتمامه بالكيمياء منذ فترة الشباب ، وينسب إليه القول بأنه ( ما من رجل يستحق أن يطلق عليه أسم " الفيلسوف " دون أن يكون حاذقاً فى الكيمياء النظرية والتطبيقية " وقد الف أكثر من مائة كتاب فى الطب ، وثلاثة وثلاثين مقالاً فى العلوم الطبيعية ( عدا الكيمياء ) وأحد عشر كتاباً فى الرياضيات والفلك وأكثر من خمس وأربعين فى الفلسفة والمنطق الالهيات وفى الكيمياء ألف ؟؟
ويعد الرازى شخصية ذات أهمية خاصة فى تاريخ الكيمياء ، إذ نجد فى أعماله أشياء تظهر للمرة الاولى مثل التصنيف المنهجى للحقائق التى تجرى ملاحظاتها والتحقق منها بعناية بالنسبة للمواد الكيميائية ، وقام بوصف التفاعلات والاجهزة فى لغة تكاد تخلو تماماً من التخفى والغموض ويقدم الرازى أيضاً قائمة بالاجهزة التى تستخدم فى الكيمياء وهى تتكون من قسمين ( 1 ) ادوات تستخدم لاذابة المعادن . ( 2 ) أدوات أخرى لتحضير المواد بصفة عامة . ويكمل هذا الموضوع بوصف كيفية تركيب أجزاء الاجهزة ، ويقدم بصفة عامة نفس نوعية الموضوعات التى نجدها فى أدلة المعامل فى أيامنا هذه .
وهناك عالم أخر شهير جاء بعد الرازى الا وهو أبو على الحسين بن سينا أو " Avicenna " كما يعرف فى الغرب والذى وصف بانه " أرسطو العرب " وقام الرجل أثناء حياته بانجاز كم مدهش من الاعمال الأدبية ، والطبية ، والفلسفية ، والعلمية وفى كتابه " الشفاء " تعرض للمعادن وتكوين الصخور والاحجار وخواص المعادن والفلزات .
ولم يكن هناك فى الحقيقة وجود للبحث أو الكتابة الأصلية فى مجال الكيمياء فى أوربا فى الفترة من القرن الرابع حتى القرن الثانى عشر الميلادى وكان بديل لذلك هو الكتب العربية التى جاء بها لتترجم إلى اللاتينية ، واعتبرت هذه المؤلفات كتب دراسية معيارية أو قياسية للطلاب فى اوربا . وانطوت ترجمة المواد التقنية على صعوبات خاصة مما حدا بالدراسة فى الغالب إلى اللجوء إلى الاكتفاء بالنقل الحرفى وكان الاسلم الا تترجم الألفاظ ذات المعانى التى لم يفهموها بشكل كامل . ولذا مثل هذه الكلمات جرى نقلها ببساطه بحروفها ( أى حرف لاتينى مقابل الحرف العربى ) مثل: alewbic , comphot , borox , elixir , talc , saffron

الفيزياء
إن أعظم اسم يذكر فى الفيزياء فى عصر الإمبراطورية العربية الاسلامية هو بلا منازع" ابن الهيثم " المولود بمدينة البصرة فى العراق عام 965 للميلاد وعندما توفى فى عام 1030 كان قد قدم اسهامات رئيسية للبصريات والفلك والرياضيات تلك المجالات التى لم تكن لتشهد تحسناً طول ستة قرون .
وكان المجال الرئيسى لاهتمام ابن الهيثم ، وهو المجال الذى حقق فيه أعظم اسهاماته هو فرع من الفيزياء نطلق عليه البصريات ، ويوجد توافق مدهش بين ما قام به وما توصل إليه العالم الفيزيائى الانجليزى الذى ظهر فى القرن السابع عشر ، ونعنى به اسحق نيوتن أحد أعظم العلماء فى كل العصور .
إن ابرز إنجازات نيوتن كانت قوانينة الشهيرة للجاذبية الكونية . وأبرز جانب له مكانته فى تلك النظرية أنه يعتبر الجاذبية أمر كونى . بمعنى أن القوانين ذاتها تنطبق على ما فى السموات وفى أنحاء الكون مثلما تنطبق على الارض وهذا يتناقض مع الفكرة التى ذاعت منذ أيام أرسطو ( 384 - 322 ق . م ) ومؤداها أن هناك فرقاً بين القوانين التى تحكم الارض وتلك التى تسرى على الاجسام السماوية . فقد توصل نيوتن إلى أن القوة التى تسبب وقوع التفاحة من الشجرة على الارض هى نفس القوة التى تمسك بالقمر وكافة الكواكب فى مداراتها وهى نفسها التى تحكم حركة النجوم ذاتها
ولئن إعتبرت هذه الفكرة جديدة فى القرن السابع عشر الميلادى فانها كانت بالتأكيد جديدة فى القرن الحادى عشر ومع ذلك فقد أظهرت بعض التجارب التى قام بها ابن الهيثم أنه هو أيضاً حكم بان الظواهر خارج الكرة الارضية تتبع نفس القوانين التى تسير عليها الأرض .
ولقد طور أبن الهيثم نظرياته فى البصريات من خلال دراسته للأشعة الضوئية ودراساته عن عدد من الخواص ذات الاهمية مثل : أن الضوء يسير فى خط مستقيم وأن كل نقطة من الشئ المضئ تبعث أو تشع ضوءاً فى كل اتجاه ، وأن الضوء يضعف كلما ذهب بعيداً عن مصدره ، وجاءت دراسته لخواص الضوء من مجموعة متنوعة من المصادر الضوئية أى التى تضئ ذاتياً ( كالشمس والنار والمصابيح المختلفة ) والمصادر التى تعكس الضوء ( كالقمر والاجسام الأرضية العاكسة للضوء ) .
وهذا الذى يبدو نوع من التجارب البسيطة هو فى الواقع نموذج مبكر لما يعرف " الطريقة العلمية " وقد صمم أبن الهيثم تجربة لاختبار احد الفروض وهو بالتحديد أن الضوء ينطلق فى خط مستقيم وصممت التجربة بحيث تتحاشى إمكانية تأثير التحيز من جانب القائم بها على النتائج . واليوم يبدو لنا انطلاق الضوء فى خطوط مستقيمة على أنه أمر لايحتاج إلى توضيح ومع ذلك فقد كان هناك زمن ظن فيه الناس أن الشمس تدور حول الأرض و لذا فإن أعظم النظريات وأكثرها تقدماً فى العصر الحديث الأوهى النظرية النسبية قد ولدت من دحض الافكار التى تبنى على تجاربنا اليومية . فأداء التجارب من أجل اختبار أو التحقق من النظريات أمر يقع فى قلب كافة الطرق العلمية الحديثة .
إن تجارب ابن الهيثم كان لها مغزى أعظم مدى . ذلك أنه من خلال استخدامه للشمس والقمر المصابيح والنيران إضافة إلى تشكيلة اخرى من المصادر الضوئية فى التجارب . كان يقرر حقيقة أن الضوء هو الضوء بغض النظر عن مصدره . وبهذا الفهم فأنه توقع القوانين الكونية التى جاء بها علماء القرن السابع عشر .
إننا هنا قمنا بعرض أبسط تجارب أبن الهيثم حول خواص الأشعة الضوئية الا أنه هناك تجارب أخرى كثيرة وصلت فى تقدمها إلى درجة كبيرة . ولقد كان ابن الهيثم سباقاً إلى أعمال العلماء الذين جاءوا من بعده ليس فقط فى إجراء التجارب وانما ايضاً فى إستخدام الأدوات والأجهزة التى تساعد فى عمليات القياس وهى مفتاح كل علم حديث كما صمم الرجل وأنشأ عدد متنوع من الأدوات والأنابيب والجداول والاسطوانات والسحاحات والمرايا المحدبه والمقعرة لإجراء اختباراته .
وقام فضلاً عن دراساته للانعكاس بدراسة الإنكسار أيضاً وهى ظاهرة ينكسر فيها الشعاع الضوئى عندما ينتقل من وسط إلى أخر مثلما يحدث عند الإنتقال من الهواء إلى الماء . وهذا التأثير يؤدى إلى ظهور الشئ فى مكان مختلف عن المكان الحقيقى له مما جعله أول عالم يختبر خاصية الإنكسار التى تبدو لنا أمر واضحاً فى أيامنا . وقد أوضح أن شعاع الضوء الذى يصل عمودياً على الهواء أو الماء يحدث له أى أنكسار . وأنما يحدث ذلك حقيقة للضوء الذى يمر خلال أكثر من وسيط وليس مجرد وسيطين أثنين فقط . وهناك خطوط تلاقى واضحة بينه وبين ما قام به أسحق نيوتن بعد ذلك بستة قرون : فكلا الرجلين قاما بدراسة أثار الضوء المار من خلال الزجاج وكلاهما أثبت أن الحقائق المسلم بها فى أيامهم كانت خطا .
أن من الصعب على المرء تصور حجم الذكاء المطلوب من الرجلين حتى يتجاوزا التحريفات ( العلمية ) المغروسة من القرون السابقة فلم يسطع أعظم العلماء على أيام نيوتن قبول نظريته عن الألوان وهى نظرية ننظر إليها نحن الآن فى القرن العشرين وبعد ثلاثمائة عام من الاستيعاب على أنها فكرة واضحة بذاتها . أن فكرة نيوتن البسيطة كما تبدو هى أن الألوان الناتجة عن مرور ضوء الشمس خلال منشور ( زجاجى ) فانى نتيجة التحليل الضوئى أو انقسام ضوء الشمس الذى يحتوى على كافة تلك الالوان إلى مكونات بفعل الإنكسار واوضح أبن الهيثم ان المنشور يمكن من رؤية الألوان من خلال أنكسار أشعة الألوان المختلفة بمقادير مختلفة ، وبالتالى مكونة للطيف المعروف .
واحتاج شرح ابن الهيثم لكيفية عمل العدسات وثبة ذكاء مماثلة وقد أقتنع بان التكبير يتم لانكسار الضوء عند الخط الواصل بين الزجاج والهواء وليس كما كان يعتقد بسبب كامن فى الزجاج ذاته وقد أستنتج على وجه صحيح أن إنحناء الزجاج أو العدسات هو المسؤول عن التكبير ، وهكذا فإن أثر التكبير يحدث عند سطح العدسات وليس بداخلها .
ومن الطبيعى أن يكون لهذه التمييز أثره الدقيق فى تصميم العدسات فبدون القدره على تصميم العدسات لم يكن ليوجد لدينا الات التصوير ولا السينما ولا أجهزة التلفاز ، ولا السوائل ولا النظارات ولا العدسات المتلامسة ولا المناظير المقربة ولا المناظير الدقيقة ، ولكانت الحياة مختلفة كثيراً بالنسبة للجنس البشرى .
وعلى الرغم من أنه يصنع منظاراً مقرباً فأن من المعروف أن أبن الهيثم قام بصناعة مرايا قطعية مكافئه وكانت الأشعة الضوئية المتوازية الآتية مثل تلك القادمة من النجوم تكثف عند نقطة معينة حتى يتسنى استخدام تلك المرايا للحصول على صور غير مشوشة للأجرام السماوية والأشياء البعيدة عن الارض . وهذه تستخدم الان فى كبرى المناظير العالمية المقربة .
وكان ابن الهيثم مثله فى ذلك مثل نيوتن شغوفاً بالابصار وكان هناك ثلاثة من الاغريق وبخاصة جالن قاموا باعمال رائدة فى تشريح العين وعلاقاتها بالمخ ، ولكنهم لم يتوصلوا إلى نظرية مقنعة عن الإبصار وكان كل من هيرو وبطليموس يعتقدون أن الابصار يحدث نتيجة إصدار ضوء من العين ولكن نظريتهم لم تقدم تفسيراً مقنعناً و كما هو معروف لدينا اليوم وهو ما أدركه أبن الهيثم فى القرن الحادى عشر ، فان الأبصار ياتى من الضوء الذى ينعكس على العين من الشئ الخارجى المشاهد ، وهى الفكرة التى تفسر المجال البصرى . وقد نظر إلى العين بشكل صائب على أنها شاشة مستقبلة شبيه بما نستخدمه اليوم من الأفلام أو الشرائح . وعندما وصلت أفكاره عن المجال إلى أوربا فى عصر النهضة فانها كان لها تأثير ليس على العلوم فحسب ولكن على الفنون أيضاً ، وقد أصبح استخدام المعرفة المتطورة للمجال البصرى لتوفير شعور بالعمق والحركة أمر ظاهر فى أعمال الدراسة الايطالية الجديدة فى الرسم والتى أطلق عليها الرسم المنظورى Perspectivi عام 1500 م
وذهب ابن الهيثم إلى أبعد من ذلك فأكد وجوب الأخذ فى الاعتبار عند شرح الابصار ليس فقط العوامل الفيزيائية مثل الضوء والشاشات والعدسات وما إلى ذلك ، ولكن أيضاً إلى العوامل التشريحية والنفسية ( السيكولوجية ) ، كما ادرك أن العين يجب أن تعمل بطريقة تتوافق مع قوانين الإبصار .
وبرهن ابن الهيثم على أن استقبال الصورة لا يحدث فى العين وإنما فى المخ و أن تحديد موقع الصورة يتحدد بشكل كبير بناء على عوامل نفسية . ورأى ابن الهيثم أن السبب فى أن الصورة البصرية الناتجة داخل المخ . يتم استقبالها كما لو كانت على مسافة من الرائى ، هو الموقع العقلى للشئ الفعلى الذى أنتجها وحتى اليوم لا يجد معظم الناس فى ذلك مدعاة للدهشه . ومع أنه يبدو واضحاً تماماً صور الاشياء التى نراها لا تظهر داخل المخ حيث تعيش بالفعل ، حيث أنها مجرد نسخة الكتروكميائية من الصورة الماثله فى المخ .
بل أن ابن الهيثم كان على علم بجوانب أكثر دقة للأبصار وبالتحديد أنه عندما نشاهد شئياً فان المخ يقوم ذاتياً " اوتوماتيكياً " لعمل استرجاع فى الذاكرة إذا كان يعرف هذا الشئ ،
إن الإشارات التى تنتج بشكل نهائى فى المخ بواسطة الضوء الذى يدخل العين لا يمكن أن تخبرنا عما نرى كرغيف خبز مثلاً . ويقوم المخ بمسح ( أو تصفح ) لذاكرته بشكل دائم تقريباً وبمقارنة بين المعلومات الجديدة بالمعلومات التى سبق إختزالها عبر السنين . وقد أطلق ابن الهيثم على وظيفة المخ هذه " الخاصة المميزة " وأدرك أنها وثيقة الارتباط بالعملية الكلية للإبصار .
إن أدرك واحد من الناس فى القرن الحادى عشر لمثل هذه الاسئلة المعقدة يعتبر فى حد ذاته جديراً بالاعجاب ، ولكن أبن الهيثم لم يكتف بإثارتها ، وأنما حاول أن يقدم الاجابة عليها ، وقد تطلب منه تفسير هذه الظاهرة أن ينشئ نظرية نفسية ( سيكولوجية ) للإبصار فى وقت لم يعترف بعلم النفس كأحد المجالات أو التخصصات الدراسية وجاءت هذه الافكار مخالفة تماماً للانطباعات التى تكونت لدى الاغريق بل وحتى لدى العلماء العرب المعاصرين .
تعد الطريقة التى قدم بها أبن الهيثم نظرياته فى كتاب المناظر ( أى البصريات ) شيقة للغاية بالنسبة لمؤرخ العلم ، لقد كان الرجل بارعاً فى الرياضيات وفى إجراء التجارب مما أتاح له أن يدعم حجمه بقوة لم يبلغها العلماء السابقون عليه لأنهم افتقدوا - الا فيما ندر - الإثبات التجريبى الذى يساند مقولاتهم التى يؤكدونها ، وهنا يكمن وجه أخر للتشابة بين نيوتن وابن الهيثم فكلاهما كان رياضياً مجرباً ، وكلاهما قدم اسهامات مهمة فى البصريات والعلوم الفيزيائية من خلال تطبيق معرفتهم بالرياضيات فى نتائج تجاربهم . ويمتلئ عرض أبن الهيثم لتجارب بالشروح الرياضية فى شكل رسوم هندسية ولا بد أنه وضع رسوماً هندسية أو تخطيطية للمساعدة فى صناعة أدوات البحثية .
لم يصل إلينا إلا ربع ما أنتج ابن الهيثم من كتب يبلغ عددها 200 كتاب ومقالة ، ويعد كتاب المناظر أكثرها شهره . ويدل اتساع نطاق الموضوعات الأخرى التى يناقشها الكتاب على سعة مجالات اهتمامه . لانها تغطى : الخداع البصرى وتركيب العين ، والإبصار بالمناظير المقربة ، والمجال ( البصرى ) ، والانكسار الجوى ، والمذنبات ، والسراب و ( كاميرا) الحجرة المظلمة . وقد عرف عن دراسته لعلم وظائف الأعضاء والتشريح والقياس . وقد أستطاع على سبيل المثال اكتشاف مشكلات فى نموذج المدارات الكواكب السيارة قدمه بطليموس فى القرن الاول الميلادى وهو نموذج لم يوجد ما يفوقه حتى زمن كوبرنيكس فى القرن السادس عشر .
إننا لا نتجاوز الواقع كثيراً إذا قلنا أن ابن الهيثم لم يكن فقط مؤسساً لعلم البصريات ، وأنما كان أيضاً رائد للطريقة أو المنهج العلمى الحديث ، وانه بالرغم من رحيله ظلت أعماله لا تقبل التحدى لمدة ستة قرون قبل أن يصبح ألاخرون قادرين على حمل الأفكار التى نبعت فى عقله الخصب خطوات إلى الأمام .

الطب
أصبح فيها متاحاً من خلال الترجمة العربية التى أضيفت إليها تعليقات الدراسين العرب . وهكذا فان أول إسهام قدمه العرب للطب الغربى هو ترجمة المعرفة الاغريقية فقد قاموا خلال الفترة بين عام 800 ، 900 الميلادية باكتشاف وترجمة وإضافة التعليقات ،واستيعاب التراث الاغريقى بأكمله فى جميع فروع العلم فى واقع الامر ، وبالنسبة للمؤلفات الطبية فانهم لم يعتمدوا على ترجمة ما قدمه العمالقة أمثال أبقراط وجالبن Galben وإنما ترجموا كذلك لديوسكوريدس وبول أجينيا ، أو ريباسيوس وروفوس إفيسوس * وفضلاً عن ذلك يذكر العرب كثير من الاساهمات الجليلة فى المستشفيات والعيادات وممارسة التمريض ، وإجازة ( منح شهادات ) الاطباء والقواعد التى تحكم سوء الممارسة .
وكانت جنديا بور التى تقع الآن فى غرب إيران صاحبة أهم مدرسة طبية أثرت على نمو الطب العربى . وقد دخلت جنديابور فى مظلة الحكم العربى عام 738 م وبدأت المدرسة الطبية التى يديرها آنذاك المسيحيون السريان فى تعزز انتشار الطب بين العرب والمسلمين الاخرين .
وجرى إنشاء أول بيمارستان ( مستشفى ومؤسسة طبية ) خلال الحكم العربى فى بغداد أثناء حكم الخليفة المنصور ( 754 - 775 م ) ومع دخول التعاليم والمعايير التى توفرت بجند يابور ، وإرساء الأسس لفتوحات عربية أوسع فى الطب ، أستمر بناء المستشفيات فى سائر أنحاء الامبراطورية العباسية ( 749 - 1258 م ) وهى فترة يشار إليها باعتبارها العصر الذهبى للحكم العربى الإسلامى . وتوفر المدارس الطبية الملحقة بالمستشفيات منهج على درجة طيبة من النضج ، يصحبه شعار بأن الرجل " المتعلم " ليس ذلك الذى يقتصر على محال وحيد من الخبرة ولكنة الذى يكتسب معرفة واسعة فى مجالات كثيرة وكان من بين المجالات التى يحق للطالب الاختيار من بينها كل من الموسيقى ، والرياضيات ، والفلك ، والهندسة ، ومقررات أخرى . وكان الطلاب يتعلمون الطب نظرياً ثم تهيا فصولاً صغيرة يتلقون فيها التعليم العلاجى ويشاهدون إجراء الجراحة .
وكانت البيمارستانات ( المستشفيات والمؤسسات الطبية الملحقة بها ) من أهم المؤسسات التعليمية فى العالم العربى من أسبانيا حتى الهند العربية . وأتيح للطلاب من جنسيات وأعداد وديانات كثيرة التعلم والتدريب فيها فكانت تعقد حلقات يومية ، ويسجلون الملاحظات ، ويكتبون الوصفات الطبية ، وكان الرجال والنساء يتلقون العلاج فى أجنحة منفصلة ، وتوفر لكثير من المستشفيات حدائق تزرع فيها الاعشاب لاستخدامها فى العلاج ، ووصل الامر بالأطباء أن ينتقلوا إلى القرى البعيدة ويصحبوا الجنود إلى ميدان المعارك حتى يمكن معالجة الجرحى على الفور .
وامن كثير من الاطباء العرب الأوائل بالعلاج الكلى للإنسان الفرد لا التوقف عند مرض بعينه ، حيث أنهم أدركوا العلاقات بين أحوال المريض العضوية والنفسية . ويشيع الادب الاسلامى فى القصص والنوادر ذات الطابع الطبى . وبخاصة تلك التى تتناول ما يسمية الرازى بالعلاج النفسانى ، ذلك الذى يتم العلاج فية بالتحليل النفسى لأن العلاج الذى يتم يكون عادة من خلال الرجوع بالمريض لتذكر حدث تعرض له منذ فترة طويلة وطواه النسيان برغم أن ينمو فى اللاوعى ويصبح سبباً لأعراض جسمية فى ظاهرها ونفسية فى الأصل .
وطور العرب نظرية أخلاقية مشتركة للعمل الطبى مستندة إلى التعاليم اليونانية والهندية والفارسية إضافة إلى تعاليم الإسلام ومن الكتب المبكرة فى هذا المجال كتاب أدب الطب الذى وضعه إسحق ابن الهرهاوى الذى أعتبر الأطباء " حراساً للأرواح والأجساد " ودافع عن وجود قواعد سلوكية (إبتيكيت ) للأطباء كما حث على اتباع معايير رفيعة للسلوك الاخلاقى ، وفى بدايات القرن التاسع الميلادى جرى إنشاء مكتب خاص مهمته التأكد من أن التوصيفات المشار إليها قبلاً قد جرى أتباعها وذلك من خلال مراقبة المبالغة فى الاجر والتكسب فى العمل ، وكذلك الممارسة الطبية ، كما وضعت يميناً أو قسماً يؤديه الأطباء .
وكان أول الاطباء العظام فى العالم العربى هو محمد بن زكريا الرازى ( 860 - 940 ) والذى عرف لدى أوربا بالعصر الوسيط باسم الرازى Rhazes وهو يعد عالمياً أحد المؤلفين المبرزين فى التاريخ الطبى . وقد الف الرازى أكثر من مائتى كتاب ويعد كتاب " الحاوى" أعظمها أهمية ، وهو موسوعة طبية على درجة بعيدة من التفصيل تشغل خمسة وعشرين مجلداً . وشاع إستخدامها من قبل الاطباء والطلاب ليس فقط فى الشرق ,أنما أيضاً فى أنحاء اوربا بدرجة طيبة فى القرن الخامس عشر كما ظهرت قوة الرازى الحادة فى الملاحظة من خلال موسوعة ألفها و سماها " العلاج " .
ومن بين ما توصل إلية من إكتشافات ذلك التطابق بين الجدرى والحصبة ، وكلاهما وجد منه العلاج الناجح ، وقد ترجمة مقالة عن الجدرى سبع لغات أوربية عبر القرون وكان اخرها باللغة الإنجليزية عام 1948 وكان الرازى أول من أستعمل الكحول فى تطهير الجروح والزئبق كمسهل وفى الجراحة قام باستخدام خيط رفيع مصنوع من مصران الحيوان لخياطة الجروح .
ولعل أعظم فلاسفة العرب وعلمائهم هو أبى على الحسين بن عبد الله بن سينا (980 - 1037 م ) Avicenna . لم يتحول الناشئ الصغير جداً أبن سينا إلى الطب الابعد بلوغ السادسة عشر من عمره حيث أنه أستطاع إتقان الشريعة الاسلامية والفلسفة والعلوم الطبيعية والرياضيات ، ولم يكن تجاوز الثامنة عشر عندما ذاعت شهرته مما جعل الأمراء والحاكمين يسعون للاستفادة من خدماته .ولما كان ابن سينا من رجال الحكم ومدرسا ، ومحاضراً ومفكراً عميقاً وشاعراً وكاتباً غزير الانتاج فى مجالات متنوعة مثل الجيولوجيا والموسيقى والرياضيات ، فانه تصدى للطب كواحد فقط من مهامه العديدة .
وعلى الرغم من ذلك فقد بلغ أن انتاجه فى الطب ستة عشر كتاباً من بينها كتاب " القانون " وهو عمل من مليون كلمة فهو عبارة عن موسوعة تتناول كل مرض معروف فى ذلك الوقت ، والعلاج والدواء كما قرره كل من المؤلفون الإغريق والعرب ، وينظر إلية بصفة عامة على أن تصنيف للطب الأغريقى العربى . وقد صدرت منه حوالى ثلاثين طبعة باللغة اللاتينية، وعديد من الطبعات بالعبرية . وشكل نصف منهج الطب فى الجامعات الاوربية فى القرن الخامس عشر .
وبينما كان أعظم ممثلى الطب فى الغرب من الفرس ، فان الواقع أن كل أولئك الذين كانوا فى الغرب العربى أى المغرب ,أسبانيا الاسلامية هم من العرب . وكان من أعظم أولئك شهره هو أبن رشد أو أفيروس" Averroes " كما يطلق علية الغرب . وأتت شهرته الواسعة من دورة الفسفى لا الطبى ومع ذلك فان كتابه " الكليات " فى الطب الذى يتضمن تلخيصاً وافياً للطب الاغريقى العربى أكثر دقة وتحليلاً بالمقارنة بأ'مال أبن سينا والرازى .
وفى نفس الوقت أنجبت أسبانيا فى ظل الحكم العربى أطباؤها العظام وبخاصه الجراحون والذين كان من أشهرهم أبو القاسم السردى ، وترجم كتابه " الاعتراف " إلى اللغة اللاتينية ولغات أخرى ، و استمرت دراسته لعدة قرون فى الغرب . فقام بوصف كيفية دفع الحصى من المثانه ، وكيفية الكى . وكان كتابة هو أول كتاب يشتمل على قسم عن الجراحة ويفصل فى إجراء عمليات مختلفة ، كما يحتوى على حوالى مائتى شكل لأدوات الجراحة المستخدمة فى ذلك الوقت .
ومن أهم اكتشافات العرب كان اكتشاف " العدو " ويرجع الفضل فى ذلك إلى ابن الخطيب وكتابه " الطاعون " وكذلك إلى إسهامات ابن خاتمه وهو من غرناطه باسبانيا المسلمة ففى الوقت الذى كانت الامراض المعدية مثل الكوليرا والطاعون والجدرى معروفه لدى العرب ظل ذلك مجهولاً لدى الغرب حتى القرن الرابع عشر عندما اجتاح الطاعون العالم من الهند إلى روسيا وبالرغم من تقديم " جيرولامو فواكاستورو " بعد ذلك بمائتى عام توصيفاً علمياً العدوى ثم بعد ذلك بثلاثمائة عام اكتشافات باستير البكتيرية تبقى الحقيقة أن ابن الخطيب وابن خاتمه كانا أول من أعطى تشخيصاً طبياً للعدوى .
وفى كتاب " المالكى واسمه " Liber Regius " فى ترجمة اللاتينية طرح المرجوس أراءه حول تخلف مفهوم نظام الخاصة الشعرية قبل تقدم العلم الغربى بعد مئات من السنين ، وتحث المسعودى المؤرخ عن عملية التطور من الجماد للنبات ،ومن النبات للحيوان ،ومن الحيوان للإنسان فى مؤلفه " كتاب التنبيه " وقد أعترف الدارسون المحدثون كمبشر االداروينية وأطلق الخبير الالمانى ديتر يسن عن المسعودى عنوان : الداروينية التاسع عشر ( ليبرنيج 1878 ) . ولم يكتشف ابن النفيس ( ت 1289 ) المبادى الأساسية للدورة الرئوية فحسب ، وانما أنتقد أيضاً نظرية أبن سينا حول إمكانية مرور الدم الوريدى بين التجويفات القلبية مرسياً لنفسه السبق على "وليم هارفى "
رويداً أخذ الدارسون فى غرب أوربا وبخاصة فىأسبانيا وصقلية وهما أكثر الأقطار تأثيراً بالعرب فى هضم المعرفة التى فتح العرب لهم آفاقهم . وكان بين الرواد الغربين فى الطب العربى كل من روجر سيكون ، ومايكل سكوت ، وجيرارد كريمونا وأدبر بات وجربرت الذى أصبح فيما بعد الباب سيلفيستر الثانى . وقد تعاطور تلك المعرفة بحماس كبير متزايد تصحبه ثقه مطلقة فى موثوقية ، وقد نظر الاوربيون فى العصور الوسطى إلى الطب العربى بعرفان عجيب ، وكان أصحاب العلم الاروبيون ينظرون إلى قرطبة نظرة إعجاب . ونتج عن ذلك أن منهج الجامعات الأوربية كان يتطلب معرفة بكتاب القانون لآبن سينا .
Arabian Medicine , by Donald Cambell , London , (1926 ) وعندما أنشئت الطبية الرائدة فى باريس ( 1110 م ) وبولونيا ( 1113 ) ومونوبيلية ( 1181 ) ، و بادذا ( 1222 ) ونابلى ( 1224 ) فإن مقدرتهم كانت مستوحاة بشكل كلى من الطب العربة ومن الطريف ملاحظة أن هذه الجامعات ظلت ضمن المدارس الطبية الرائدة حتى يومنا هذا

العربى
الكتابة العربية وفن الخط العربي
يتميز فن الخط العربي بالأشكال الانسيابية، والرسومات الهندسية الصعبة. تدفق هذا الفن العربي الذي أطلق عليه الفيلسوف السكندري Euclid "الفن الروحي" من أقلام العرب علي مر الثلاثة عشرة قرون الماضية.
إن الخط العربي، في عبارة أشمل هو مجرد كتابة يدوية، وأداة للتسجيل، والاتصال، أما بالنسبة للعالم العربي يعد الخط العربي فنا له تاريخ مميز وأساتذة عظام، وتقاليد مقدسة، فإن صفة الجمال هي الشيء الذي يميز الخط العربي عن الكتابة العادية، وربما تعبر الكتابة هي التعبير عن فكر بعينه ولكن بالنسبة للعرب يجب أن تعبر الكتابة أيضا عن البعد الشامل للجمال.
اختلف المؤرخون علي تاريخ بداية فن الخط العربي وعلي مكان ظهوره، ولكن ما هو متفق عليه هو أن فن الخط العربي قد تطور في عهد اللغة النباتية، وهي لغة آرامية غربية، كانت هي لغة الشرق الأوسط في الفترة ما بين القرن الرابع قبل الميلاد إلي القرن السابع بعد الميلاد. ولكن بظهور الدين الإسلامي استبدلت اللغة الآرامية باللغة العربية، لغة شبه الجزيرة العربية، وأصبحت اللغة العربية هي اللغة السائدة علي جميع البلاد العربية.
وكما هو معروف أن العرب قد طوروا قواعد، وأساليب لإلقاء الشعر قبل تواجد أي حروف أبجدية لديهم. فكان الشعر يؤلف شفويا، ويعتمد في حفظه علي الذاكرة، ثم تداول الشعر بهذه الطريقة عبر الأجيال. وحتى مع بداية عصور الإسلام كان القرآن، كتاب الله العزيز ومعجزة اللغة العربية، يحفظ بواسطة حفظة متخصصون كانوا يتبعون النبي صلي الله عليه وسلم.
واستمر القرآن يتلى شفويا فقط علي مدى خمسة عشره عاما بعد وفاة النبي، ولكن خاف الخلفاء العثمانيين ( 644 - 656 بعد الميلاد)، بعد ذلك من خطورة استخدام تلك الطريقة في تداول القرآن، فأمروا بالتنقيح الرسمي له. وبعد ذلك بدأت كتابة الحروف الساكنة، والحروف المتحركة الطويلة في القرن السابع، أما الحروف المتحركة القصيرة فكان يجب علي القارئ استنتاجها.
وظهرت أيضا بعض الالتباسات حيث كانت تعبر علامة واحدة عن أكثر من حرف، ولم يظهر نظام وضع النقاط فوق وتحت الحروف لاستطاعة التفرقة بينهم إلا بعد مدة من الزمن. وأخيرا في عام 933 بعد الميلاد اكتملت النسخة الأخيرة من القرآن، وأصبحت هي النسخة المعتمدة للقرآن آنذاك وإلي يومنا هذا.
ومثلما قضى الرهبان المسيحيين في أوروبا في العصور الوسطى، عصور مديدة في كتابة، وتنقيح النصوص الدينية، كرس أيضا أسلاف العرب حياتهم في كتابة ونظم نصوص القرآن يدويا بأجمل الطرق. ولأن وحدة الإسلام لم تشجع استخدام أشكال الحيوانات والطيور في الكتابة فقد وجد الخطاطون تعبيرا فنيا هائلا من خلال استخدام الأشكال الانسيابية الصعبة.
ومنذ ذلك الحين ظل الخط العربي شكلا من الأشكال الفنية الراقية التي احتلت مكانة فن التصميم، والرسم، والنحت. ولم يقتصر فن كتابة الخط العربي فقط علي القصور والجوامع ولكنه امتد ليرسم علي الملابس والسجاجيد، والأعمال الأدبية، وفي زخرفة أي شئ. يستخدم الخطاط أشكال متعددة من الخط إما الكوفي أو الخط الثلاثي، أو طريقة النقش وهي من أشهر أشكال فن الخط العربي، ويحدد استخدام أي من هذه الأشكال علي حسب الغرض من كل نقش.
زين، وطور وأيضا استطاع الخط العربي تنفيذ وحدة أعظم التراكيب الإسلامية، بداية من مئذنة الجامع الأقصى في القدس إلي الجوامع العظيمة في أصفهان في بلاد فارس. وقد استخدم فن الخط العربي أيضا في الكثير من الكنائس في أوروبا مثل كنيسة القديس بولس في روما. وأيضا الكلمات المكتوبة علي صور القديسين في Capella Palatina في بالميرو، في سيسلي كلها مرسومة بالخط الكوفي وهو من أوائل أشكال الخط العربي.
واليوم أصبح فن الخط العربي يستخدم في جميع المجالات، الدينية، والتعليمية، والحكومية، وأيضا في فن المعمار التجاري.

اللغة العربية
حيث يعلم معظم الناس أن اللغة العربية هي اللغة المستخدمة في الكتابة والقراءة لأكثر من 150 مليون شخص في العالم العربي، ولكن قلة يدركون أن النص العربي يستخدم بواسطة 7/1 من كثافة العالم.
يستخدم ملايين الأشخاص في قارة أفريقيا اللغة العربية. وأيضا تكتب اللغة الفارسية وهي لغة إيران، واللغة الأوردية وهي لغة باكستان وبعض المناطق في الهند، بنص اللغة العربية. أما اللغة التركية فقد استخدمت عناصر اللغة العربية حتى عام 1920.هذا بالإضافة إلى استخدام اللغة العربية اليوم في أفجانستان،وإندونيسيا،وماليزيا وبعض المقاطعات في الصين، وأيضا في المناطق الإسلامية في الفليبين، وفي الاتحاد السوفيتي السابق.
يرجع السبب لهذا الاستخدام الهائل للغة العربية إلي ظهور الإسلام في عام 622 بعد الميلاد، فقد نزل القرآن - كتاب الله العزيز- علي النبي محمد، وبالتالي قد سجل القرآن بالعربية. ولذا تعتبر لغة القرآن هي لغة الله بالنسبة للمسلمين في ذلك الوقت، والآن أيضا. تظل اللغة العربية هي الأداة الوحيدة للابتهال في الإسلام.
وبانتشار المؤمنين من شبه الجزيرة العربية لإقامة إمبراطورية إسلامية، التي كانت في البداية دمشق ثم انتقلت إلي بغداد، أصبحت اللغة العربية آنذاك هي اللغة الرسمية لمناطق كثيرة في العالم المتحضر. لقد أخذت اللغة العربية بعض المصطلحات من الفارسية و البيزنطية، وأخذت من هاتين اللغتين أيضا مصادرهما الغنية من المصطلحات، والقواعد اللغوية المرنة. ومع حلول القرن الحادي عشر بعد الميلاد أصبحت اللغة العربية هي اللغة السائدة من بلاد فارس(إيران)إلي، فقد أصبحت لغة الملوك، والعامة، الشعراء والأمراء، طالبي العلم، والعلماء.
وبالتالي أصبحت اللغة العربية هي المخزون الرئيسي للعلوم الإنسانية وأيضا مخزون الحكمة العريقة للأوائل، وبذلك فهي تحل محل اللغات الثقافية القديمة كاللغة الإغريقية واللاتينية.
تنتمي اللغة العربية إلي اللغات السامية، التي تنتمي إليها اللغة اليهودية أيضا، ولذا يطلق مصطلح "سام" علي كل شخص يتحدث بلغة سامية. تقرأ، وتكتب اللغة العربية من اليمين إلي اليسار، وتتكون اللغة من ثمانية وعشرون حرفا. ومع أن اللغة العربية تقرأ، وتفهم، وتكتب من خلال صيغتها ومفهومها الكلاسيكيين ولكن قد طرأت بعض التغيرات اللغوية، والتابعة للمنطقة علي نطقها.
تطورت اللغة العربية عبر القرون لتصل إلي ما هي عليه اليوم في المملكة العربية السعودية، فحتى الحقبة السابقة للعصر الإسلامي كانت اللغة العربية علي ما هي عليه اليوم. فقد كان العرب الذين يعيشون في عصور ما قبل الإسلام أو عصور الجاهلية، يكتبون ويتحدثون بلغة عربية غنية، وذاخرة، بالرغم من أنهم كانوا من البدو الذين لم يحظوا بنصيب من التعليم أو حظوا بالقليل منه. ونقلت أشعارهم وحفظت وتداولت عبر الأجيال. والآن فمن السهل ابتكار كلمات، ومصطلحات جديدة للتماشي مع اكتشافات العصر العلمية، والفنية.
ومع توسع الإمبراطورية الإسلامية أصبحت الثقافة العربية تنهل من حضارات أخري كالحضارة الإغريقية، والفارسية، والقبطية، والرومانية، والهندية، والصينية. ومع قدوم القرنين التاسع والعاشر حدثت حركة ترجمة هائلة وكانت بغداد هي محور هذه الحركة، ترجم فيها الكثير من أعمال الفلاسفة، من لغات عديدة خاصة من اللغة الإغريقية إلي اللغة العربية. ونتج عن هذه الحركة الارتقاء الفكري لكثير من الناس لإطلاعهم علي حكمة المفكرين القدماء، أما بعض النصوص الأخرى فقد حفظت لكي تظهر في أوروبا في عصور النهضة
تدين بعض اللغات الأوروبية الحديثة مثل الأسبانية، والبرتغالية، والفرنسية، والإيطالية، والإنجليزية، الكثير للغة العربية. فلقد اقتبست اللغة الإنجليزية نفسها كلمات عديدة من اللغة العربية مثل: Alchemy, Admiral, Genius, ghoul, Mare, Sherbet, Soda Algebra,، وكلمات أخري كثيرة.

الإسلام
منذ القرن السابع قبل الميلاد والإسلام، وهو آخر الأديان السماوية الثلاث، يسود ثقافة العالم العربي، ويعد عقيدة معظم العرب. الإسلام ليس فقط عقيدة سماوية سائدة ولكنه النقطة المحورية لجميع المسلمين وغير المسلمين، فهو يتخلل ثقافة العرب علي كل المستويات، السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والشخصية أيضا.ولكي نستطيع تقدير تأثير الإسلام القوي علي العالم العربي، يجب أولا أن نتفهم بدايات الإيمان الإسلامي، ونعرف كيف ظهر وكيف نمي هذا الإيمان.
ظهر الإسلام في أوائل الأيام في شبه الجزيرة العربية - في المملكة العربية السعودية عام 622 بعد الميلاد. وكما هو معهود في الإسلام، بعث الله للنبي محمد، الذي كان يشتغل بالتجارة، سلسلة من الرؤى،والوحي التي تعد الأساس الراسخ للإيمان الإسلامي. يعني الإسلام الإذعان لله، وبالتالي فالمسلم يعلن إذعانه الكامل لله ويعلن أن محمد هو نبي الله.
يعتبر المسلمون محمد هو آخر أنبياء الله، ومنهم موسى، وعيسى عليه السلام الذين حملوا رسالة الله. يتفق الإسلام مع المسيحية، واليهودية علي بعض العقائد منها أن العرب جميعهم يعبدون إله واحد وأيضا الإيمان بوجود حياة بعد الموت. ويطلق الإسلام علي المسيحيين واليهود "أهل الكتاب"، الكتاب هو الإنجيل، ومنذ أوائل عصر الإسلام و حتى يومنا هذا والإسلام يعطي أهل الكتاب مكانة خاصة، ولذلك فقد صمدت، وازدهرت الاقليات الدينية في حين حدوث نزعات ثقافية، ودينية في أماكن أخري.
تنحصر كلمات الله الذي أنذلها علي نبيه محمد بواسطة الملاك جبرائيل، في "القرآن"، كتاب الله العزيز، يمد القرآن المنظوم باللغة العربية، والذي يتضمن كلام الله ،بكل ما يحتاجه المسلم والمسلمة .حياة كلها تقوي وصلاح. وبالإضافة إلي أهمية القرآن الدينية إلا أنه يعد أيضا إعجازا لغويا هائلا، فقد كان القرآن من أهم المؤثرات الهائلة التي أثرت في تطوير الأدب العربي، وكان إلهاما أيضا لشتى فروع الأدب، والمنح التعليمية.تعتبر أركان الإسلام الخمسة هي علامات العبادة والولاء لله في الإسلام، تتضمن تلك الأركان، ليس فقط المجاهرة بالإيمان ولكن أيضا ذكر الله، واتقائه في جميع معاملات المسلم والمسلمة. الخمسة أركان هم:
الشهادة
الشهادة، وهي أن يشهد المؤمن بوحدانية الله وبرسالة محمد، وذلك يتحقق بتلاوة المؤمن للعبارات الآتية "اشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله" تتلي هذه الشهادة مع كل صلاة يصليها المسام وفي أحلك الأوقات يتلو المسلم الجزء الأول من هذه الشهادة لإثبات هويته كمسلم.
الصلاة
الصلاة، يؤدي المسلم خمسة فروض للصلاة وهي صلاة الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، وصلاة العشاء، يجب أن تؤدى الصلاة والمسلم غاية في الصفاء، ويجب أن تتلي كل كلمة باللغة العربية. يعطي المصلي إمكانية اختيار الصلاة الفردية أو الصلاة خارج المنزل أو بالمنزل أو الصلاة مع مجموعة في أي مكان أو الصلاة في الجامع. يعترض الإسلام علي فكرة اتجاه المسلم إلي حياة الزهد، والنسك، ولذلك لا توجد فكرة الكهنوت في الإسلام مثل الغرب، ولكن يوجد "العلامة"،وهم الرجال الفقهاء الدارسين لعلوم الإسلام وتقاليده. تقام الصلاة في الإسلام ظهر يوم الجمعة من كل أسبوع، في حين أن النبي محمد لم يذكر علانية أن يوم الجمعة هو يوم للراحة، ولكن جزء منه مخصص لصلاة الجمعة. و يعطى لأصحاب المحال مطلق الحرية في فتح محلاتهم قبل وبعد الصلاة.
الزكاة
أما الركن الثالث فهو ركن الزكاة وهو يتضمن فكرة المسئولية الاجتماعية، وهذه النظرية تعلم المؤمن أن ما يمتلكه هو، هو أيضا ملك للأمة كلها علي المستوي الحسي، وأنه بتبرعه بجزء من ماله للفقراء، ذلك يحلل ما يدخره أو ما تدخره المؤمنة من مال. تعد الزكاة بالإضافة لأساسيات الإسلام الأخرى، هي فريضة من فرائض الإسلام التي يجب علي المسلم أدائها.
الصوم
أما ركن الإسلام الرابع فهو ركن الصوم الفكرة السامية منذ الأزل وهو يتمثل في صوم شهر رمضان، الشهر الذي انزل الله فيه القرآن للسماوات السفلي حيث تلقاه جبرائيل ثم أنزله علي النبي محمد في نفس الوقت. عادات الصوم في شهر رمضان هي الامتناع عن الطعام والشراب من الفجر حتى غروب الشمس يوميا.
الحج إلي مكة المكرمة
وآخر أركان الإسلام و أعزها هو ركن الحج إلي مكة المكرمة، حيث أنزل الله الوحي علي نبيه محمد. ففي الحج يتعبد الناس في الجامع المقدس، معلنين عن مساواة جميع المسلمين عن طريق أداء نفس المراسم ، طالبين كلهم رضاء الله. يجتمع المصلين كلهم حول الكعبة الشريفة مرتدين زي واحد وهو أثواب بيضاء، و الشيء الذي يشعرهم بالوحدة. يتوقع كل مسلم أن يؤدي فرية الحج مرة واحدة في عمره إذا كان قادرا صحيا وماليا. جنبا إلي جنب مع قداسة الحج فبعد رجوع المسلم أو المسلمة من رحلة الحج يطلق عليهم الحج و الحجة وهو لقب مشرف للمسلمين.
ومع اتحاد الأمة الإسلامية بواسطة عقيدتين وهما الإله الواحد، ورسالة رسوله، فبعد وفاة الرسول حدثت مناقشات عن من سوف يخلف الرسول في إمارة المسلمين، ذلك النزاع قسم الأمة الإسلامية إلي قسمين الشيعة والسنة. والجدير بالذكر أن الشيعة والسنة متفقون علي الأساسيات في الإسلام حيث أنهم يأخذون القرآن والشريعة ،وهي القانون الإسلامي، هما أساس عقيدتهم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأرشيف مفهومه تاريخه أصنافه و إدارته

الاحتلال البريطاني للسودان

Art nouveau الفن الحديث