صلاة الخوف


صلاة الخوف

قال ابن هشام : حدثنا عبد الوارث بن سعيد التنوري - وكان يكنى : أبا عبيدة - قال حدثنا يونس بن عبيد ، عن الحسن بن أبي الحسن عن جابر بن عبد الله في صلاة الخوف قال "صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بطائفة ركعتين ثم سلم وطائفة مقبلون على العدو . قال فجاءوا فصلى بهم ركعتين أخريين ثم سلم "

قال ابن هشام : وحدثنا عبد الوارث ، قال حدثنا أيوب عن أبي الزبير عن جابر قال "صفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صفين فركع بنا جميعا ، ثم سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد الصف الأول فلما رفعوا سجد الذين يلونهم بأنفسهم ثم تأخر الصف الأول وتقدم الصف الآخر حتى قاموا مقامهم ثم ركع النبي صلى الله عليه وسلم بهم جميعا ثم سجد النبي صلى الله عليه وسلم وسجد الذين يلونه معه فلما رفعوا رءوسهم سجد الآخرون بأنفسهم فركع النبي صلى الله عليه وسلم بهم جميعا ، وسجد كل واحد منهما بأنفسهم سجدتين "

قال ابن هشام : حدثنا عبد الوارث بن سعيد التنوري قال حدثنا أيوب عن نافع عن "ابن عمر قال يقوم الإمام وتقوم معه طائفة ، وطائفة مما يلي عدوهم فيركع بهم الإمام ويسجد بهم ثم يتأخرون فيكونون مما يلي العدو يتقدم الآخرون فيركع بهم الإمام ركعة ويسجد بهم ثم تصلي كل طائفة بأنفسهم ركعة فكانت لهم مع الإمام ركعة ركعة وصلوا بأنفسهم ركعة ركعة "




صلاة الخوف

فصل

وذكر صلاة الخوف وأوردها من طرق ثلاث وهي مروية بصور مختلفة أكثر مما ذكر . سمعت شيخنا أبا بكر - رحمه الله - يقول فيها ست عشرة رواية وقد خرج المصنفون أصحها ، وخرج أبو داود منها جملة ثم اختلف الفقهاء في الترجيح فقال طائفة يعمل منها بما كان أشبه بظاهر القرآن وقالت طائفة يجتهد في طلب الآخر منها ، فإنه الناسخ لما قبله وقالت طائفة يؤخذ بأصحها نقلا ، وأعلاها رواة وقالت طائفة - وهو مذهب شيخنا : يؤخذ بجميعها على حسب اختلاف أحوال الخوف فإذا اشتد الخوف أخذ بأيسرها مؤنة فإذا تفاقم الخوف صلوا بغير إمام لقبلة أو لغير قبلة وقد روى ابن سلام عن طائفة من السلف أن صلاة الخوف قد تئول إلى أن تكون أربع تكبيرات وذلك عند معمعة القتال وسيأتي بقية القول في صلاة الخوف في خبر بني قريظة إن شاء الله ومما تخالف به صلاة الخوف حكم غيرها أنه لا سهو فيها على إمام ولا على مأموم رواه الدارقطني بسند ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "لا سهو في صلاة الخوف ".


هم غورث بن الحارث بقتل الرسول

قال ابن إسحاق : وحدثني عمرو بن عبيد ، عن الحسن عن جابر بن عبد الله :" أن رجلا من بني محارب ، يقال له غورث قال لقومه من غطفان ومحارب ألا أقتل لكم محمدا ؟ قالوا : بلى ، وكيف تقتله ؟ قال أفتك به . قال فأقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس وسيف رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره فقال يا محمد أنظر إلى سيفك هذا ؟ قال نعم - وكان محلى بفضة فيما قال ابن هشام - قال فأخذه فاستله ثم جعل يهزه ويهم فيكبته الله ثم قال يا محمد أما تخافني ؟ قال " لا ، ولا أخاف منك ؟ " قال أما تخافني وفي يدي السيف قال " لا ، يمنعني الله منك " . ثم عمد إلى سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فرده عليه " . قال فأنزل الله" يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون "

قال ابن إسحاق : وحدثني يزيد بن رومان : أنها إنما أنزلت في عمرو بن جحاش ، أخي بني النضير وما هم به فالله أعلم أي ذلك كان .
قصة جمل جابر

قال ابن إسحاق : وحدثني وهب بن كيسان عن" جابر بن عبد الله ، قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غزوة ذات الرقاع من نخل ، على جمل لي ضعيف فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جعلت الرفاق تمضي ، وجعلت أتخلف حتى أدركني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " ما لك يا جابر ؟ " قال قلت : يا رسول الله أبطأني جملي هذا ; قال " أنخه " ; قال فأنخته ، وأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال " أعطني هذه العصا من يدك ، أو اقطع لي عصا من شجرة " ; قال ففعلت . قال فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فنخسه بها نخسات ثم قال " اركب " ، فركبت ، فخرج والذي بعثه بالحق يواهق ناقته مواهقة .

قال وتحدثت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي : " أتبيعني جملك هذا يا جابر ؟ " قال قلت : يا رسول الله بل أهبه لك ; قال " لا ، ولكن بعنيه " ، قال قلت : فسمنيه يا رسول الله ؟ قال " قد أخذته بدرهم " ؟ قال قلت : لا ، إذن تغبنني يا رسول الله قال " فبدرهمين " ، قال قلت : لا . قال فلم يزل يرفع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمنه حتى بلغ الأوقية . قال فقلت : أفقد رضيت يا رسول الله ؟ قال " نعم " ؟ قلت : فهو لك ، قال " قد أخذته " . قال ثم قال " يا جابر هل تزوجت بعد ؟ " قال قلت : نعم يا رسول الله قال " أثيبا أم بكرا ؟ " قال قلت : لا ، بل ثيبا ; قال " أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك " قال قلت : يا رسول الله إن أبي أصيب يوم أحد وترك بنات له سبعا ، فنكحت امرأة جامعة تجمع رءوسهن وتقوم عليهن ؟ قال " أصبت إن شاء الله أما إنا لو قد جئنا صرارا أمرنا بجزور فنحرت وأقمنا عليها يومنا ذاك وسمعت بنا ، فنفضت نمارقها " قال قلت : والله يا رسول الله ما لنا من نمارق قال " إنها ستكون فإذا أنت قدمت فاعمل عملا كيسا " قال فلما جئنا صرارا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بجزور فنحرت وأقمنا عليها ذلك اليوم فلما أمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل ودخلنا ، قال " فحدثت المرأة الحديث " ، وما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فدونك ، فسمع وطاعة .

قال فلما أصبحت أخذت برأس الجمل فأقبلت به حتى أنخته على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم جلست في المسجد قريبا منه قال وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى الجمل فقال ما هذا ؟ قالوا : يا رسول الله هذا جمل جاء به جابر قال فأين جابر ؟ قال فدعيت له قال فقال يا ابن أخي خذ برأس جملك ، فهو لك ، ودعا بلالا ، فقال له اذهب بجابر فأعطه أوقية قال فذهبت معه فأعطاني أوقية وزادني شيئا يسيرا .

قال فوالله ما زال ينمي عندي ، ويرى مكانه من بيتنا ، حتى أصيب أمس فيما أصيب لنا ، يعني يوم الحرة" .

إرسال تعليق

0 تعليقات